للأسف الشديد لا يمكن لنا تخيل هذا المشهد المروع حقاً ، حينما نشاهد عبر شاشات التلفاز رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يعانق بكل قوة قادة الاحتلال الصهيوني ،ويتبادل معهم النكت والمزاح الذي لا يوجد له طعماً على الإطلاق ! متناسياً في ذات الوقت بأن هؤلاءِ هم قتلة شعبه ومغتصبي أرضه ومدنسي مقدساته التي طالما سمعناه يتغنى بها ويبرق أنواع الموسيقى التي تعبر عن أشتياقه لها .. وزيادة على هذا كله نراه يمضي بكل عبثية وعشوائية في مضمار المفاوضات التي أصبحت مسلسل يومي لتقديم التنازلات تلو التنازلات ،في خطوة لا تعبرعن رأي الشارع الفلسطيني والعربي والإسلامي ؛بل تتعمد التجاهل لتلكم الدعوات التي تطالب بوقف هذه المفاوضات العبثية والرجوع إلى حضن المقاومة الفلسطينية التي من المؤكد أنها الخيار الوحيد لاستعادة كامل فلسطين . ربما تكون نكتة سخيفة عندما نشاهد محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية يمطر المقاومة وعلى رأسها حماس بوابل من الشتائم والسخرية واصفاً صواريخ المقاومة بالعبثية !! متناسياً أن العبث كل العبث هو يكمن في استمراره في مفاوضات لا تسمن ولا تغني من جوع . هذا العبثية التي يتحدث عنها عباس هي بسبب موقف المقاومة من الاستراتيجية التي أعتمدتها في تحرير فلسطين والمتمثلة في الكفاح وحمل السلاح ،وليس الانبطاح وإهداء العدوا زيتون وتفاح ! كفى عبثاً يا ابا مازن فإن ما تقوم به ليس تسوية سياسية للقضية الفلسطينية بل هي عملية " تنازل من لا يملك إلى من لا يستحق "، لأنه لو أفترضنا جدلاً بأن عملية التسوية السياسية لفلسطين قد تمت بالفعل ، فهل هذا يعني قبول أهل فلسطين بهذا ؟ وإن قبلوا بهذا فنحن العرب والمسلمون لن نقبل أبداً بها بل سنبقى غير معترفين بما تسمى إسرائيل ؛ لأن فلسطين لم تعد للفلسطينيين وحدهم بل هي ملك عام لكل المسلمين ولا يجوز التفريط بشبراً منها مهما كانت المتاعب والضغوطات .فببساطة تامة إذا لم يستطيع المسلمون اليوم أن يستعيدوا فلسطين فعليهم أن يتركها للجيل الصاعد أو الجيل الذي سيأتي من بعده ، لا أن يباركوا للصهاينة هذه الأرض المقدسة . لذلك يجدر بالرئيس ابي مازن أن يعلم بأنه ليس مخول بإيجاد حلاً عاجلاً للشعب الفلسطيني على حساب الثوابت..وأتمنى أن يكف رئيس السلطة عن هذه اللعبة السخيفة التي لم يجني الشعب الفلسطيني من ورائها سواء الذل والتنكيل ومزيداً من الاستيطان والقهر والاحتلال.. في الختام لا أنسى أن أسدي النصيحة لرئيس السلطة الفلسطينية وأقول له : إن حضن السيدان خالد مشعل وإسماعيل هنية أبرد وأطيب بكثير من حضن شمعون بيريز وبنيامين النتن ياهو الذي تفوح منه رائحة الخمور عن مسيرة يوم .. وإليه نصيحة أخرى المزاح مع رمضان شلح خير من المزاح مع تسيبي لفني لأنها أصلاً لا تعترف بالنكت الفلسطينية إذ أنها لا تعترف بفلسطين برمتها . عبدالجبار عوض الجريري .