لم تكن عادية، الأمسية الاحتفالية بالعيد السبعين لاستقلال لبنان، التي احتضنتها دبي أول من أمس، فقد اجتمعت فيها عناصر عدة، جعلتها تظاهرة للمحبة والنبل والألفة بين اللبنانيين، الذين توافدوا إلى القاعة الفسيحة بفندق كونراد في شارع الشيخ زايد، كما تجلت فيها الأخوة العربية، بحضور جمع من أبناء الإمارات والجاليات العربية المقيمة في الدولة. في المستهل، قدمت المغنية إليسار مجموعة من أعمال فيروز والأخوين رحباني، إضافة إلى أغنيات من الفولكلور الشعبي اللبناني.. ليصعد بعدها نجم الحفل عاصي الحلاني، متزامناً مع انطلاق موال "بلدي" بصوت وديع الصافي، وصورة ضخمة للفنان للراحل ارتسمت على الشاشة الخلفية للمسرح، ثم امتزج الصوتان الجبليان البديعان: الصافي والحلاني في مشهد سمعي بديع، اختتم " بأهزوجة " المجد معمّرها، العز مزنّرها ..عليانة عالريح، وتضوي قناطرها".. وبعدها راح عاصي يغني والجمهور يتفاعل في حلقات الدبكة، وتوالت الأغنيات.. من "الهوارة" و " يا علي "، و"سألوني إن كنت بحبك" ، "يا طير"، إلى "باب عم يحكي" و"جن جنوني" .. ليعود الحلاني مجدداً إلى خزانة الراحل الصافي، ويصدح بأغنية "عندك بحرية".. بعدها ينظر الحلاني في اتجاه ضيف الحفل الفنان وليد توفيق، مرحباً به: "كبير من لبنان لا يزال يتابع مسيرته الطويلة في الفن، ويستمر متألقاً على مسارح الغناء".. ليبادله توفيق التحية بمثلها، صاعداً إلى المسرح، ومعانقاً، ويغنيان معاً أغنية توفيق الشهيرة "يا وابور شق الموج"، و" راجع يتعمر لبنان" للراحل زكي ناصيف.. وفي مبادرة لافتة، يقدم عاصي "الميكرو" إلى وليد وسط تصفيق الجمهور، فيغني ثلاثاً من أغنياته الشهيرة : "بنت السلطان"، و"بهية"، و"انزل يا جميل بالساحة".. ثم ينهي الوصلة "المفاجأة"، بتحية من القلب إلى زميله، الذي اعتبره "من أكثر الفنانين نبلاً في الساحة الغنائية العربية". وبعدها، يطل عاصي مجدداً بعدد من الأغنيات، ليختتم الحفل قبل الفجر بقليل. تناغم وحضور تجلّى عمق العلاقات اللبنانيةالإماراتية، في كلمة مقدمة الحفل سلام حمود المذيعة في تلفزيون وإذاعة الرابعة من عجمان، التي أشارت إلى التزامن بين اليومين الوطنيين في لبنانوالإمارات، مؤكدة رسوخ العلاقات بين البلدين الشقيقين، المتوّج برعاية وأمان وطمأنينة ينعم بها اللبنانيون في ربوع هذه البلاد. أما الحضور الذي ملأ المكان، فقد تقدمه القنصل العام اللبناني في دبيوالإمارات الشمالية سامي النمير، والقنصل هيثم إبراهيم، وضم رجال أعمال وإعلاميين ووجوهاً اجتماعية وثقافية من جنسيات مختلفة.