دعا المفتي العام السابق في البوسنة والهرسك الشيخ د.مصطفى سيريتش إلى الاستفادة من تجربة الكويت في نشر مبادئ الوسطية. وأوضح الشيخ سيريتش في مقابلة مع (كونا) أمس الأول أن الكويت تقدم نموذجا يحتذى في مجال نشر مبادئ الوسطية ممارسة وفعلا ما مكنها من احتلال مراكز متقدمة في هذا الخصوص. وأكد ان منهج الكويت يشكل مثالا متقدما للغاية في نشر الاعتدال ومنع التطرف الديني الذي يتعين تعزيزه في مختلف أنحاء العالم. وأضاف «أنا على قناعة صادقة بهذا المنهج منذ أن كنت مفتيا لبلادي ورئيسا عاما لمجلس إدارة الأوقاف البوسنية لشؤون الوسطية في البوسنة خلال السنوات الماضية.. وهي جزء من وسطية الكويت»، مشيرا الى وجود نموذج من الوسطية الكويتية في سراييفو يتبلور شيئا فشيئا بفضل ما تقدمه الكويت من دعم في هذا الخصوص. ووصف المفتي العام السابق في البوسنة والهرسك الحوار القائم بين الثقافات والأديان بأنه «بمنزلة الماء والطعام اللذين نحتاجهما بشكل يومي»، لافتا الى ان اختزال الحوار في مؤتمر يعقد هنا أو هناك لا يمكن ان يحقق الأهداف الحقيقية المرجوة منه. وأضاف ان الحوار بين الثقافات والأديان يعني استمرار الحياة إلا انه أشار الى ان للحوار شروطه التي يبنى عليها وبينها ان تتوافر الرغبة الصادقة له وأن يكون متكافئا وأن يسير وفق خطوط متوازية وبرامج معدة سابقا بما يجمع الكل نحو هدف واحد نبيل. وذكر انه انتهز فرصة مشاركته في المنتدى الدولي للحوار حول الثقافات والأديان الذي نظمه مركز الملك عبدالله للحوار في فيينا مؤخرا للتشديد على أهمية مبدأ الوسطية التي تعتمدها الكويت من خلال وزارة الأوقاف. وأضاف ان غالبية المداخلات التي جرت في مناقشات ورش العمل ال 14 خلال أعمال المنتدى ركزت على ضرورة تعزيز منهج الوسطية في العالم. وأوضح سيريتش ان هناك فرعين للوسطية أحدهما الاعتدال في الدين والآخر يقضي بالاندماج مع معرفة كيفية الحفاظ على الهوية الذاتية والدينية حتى يكون الإنسان منفتحا للتعايش مع الآخرين في إطار التعدد. ولفت إلى ان مناقشات مكثفة جرت مع العديد من الشباب المشاركين في منتدى فيينا الدولي لمركز الملك عبدالله لحوار الثقافات والأديان من أجل إقامة ورشة عمل في سراييفو حول الوسطية وكيفية العمل من اجل نشرها في أوروبا باعتبارها تمثل احد العناصر الضامنة للحوار بالنسبة للأمة الإسلامية في المستقبل. وأكد ان القائمين على هذا المنهج الوسطي في سراييفو يتطلعون الى نشره في عموم أوروبا بفضل الدعم القوي الذي تقدمه وزارة الأوقاف الكويتية الراعية لهذه المبادرة. وأثنى سيريتش الحائز على جائزة منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) للسلام في ختام المقابلة مع (كونا) على الدور الذي تضطلع به وزارة الأوقاف الكويتية ونشاطها الكبير في عدد من الدول الأوروبية بينها روسيا التي يوجد فيها مركز كويتي يعنى بنشر مبادئ الوسطية في الإسلام. ودعا الى العمل على إنجاح ثقافة الوسطية في منطقة البلقان ونشر التفاهم والحوار والثقافات بين الأديان، معتبرا ان الكويت مؤهلة للقيام بهذا الدور الحاسم في القرن ال 21.