رسمت طهران ملامح أولية لتنفيذ اتفاقها مع الغرب، إذ حدّدت ما بين أواخر ديسمبر المقبل وأوائل يناير 2014 موعداً لتجميد أنشطتها النووية، فيما كشفت واشنطن أنّ اتفاق جنيف النووي مع إيران ما هو إلّا مقدّمة ل «حل شامل» طويل الأمد، في حين نفت طهران ما تردد عن مشاركة إسرائيل في جولة المفاوضات المقبلة. وأعلن المندوب الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية رضا نجفي، أمس، أنّ بلاده «ستبدأ تجميد بعض أنشطتها النووية المثيرة للجدل بين نهاية ديسمبر وبداية يناير المقبل، وذلك تطبيقاً للاتفاق الذي وقعته مع الدول الكبرى». وقال نجفي على هامش اجتماع مجلس حكام الوكالة الذرية: «نتوقع أن نبدأ تنفيذ الإجراءات التي توافق الجانبان في شأنها في نهاية ديسمبر أو بداية يناير». حل شامل بدوره، شدّد السفير الأميركي لدى لبنان ديفيد هيل، على أنّ الهدف من التفاهم الذي حصل مؤخراً بين المجتمع الدولي وإيران، هو التوصّل إلى حل شامل طويل الأمد. وقال هيل بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، إنّ «البحث مع ميقاتي تناول التفاهم الأخير بين المجتمع الدولي وإيران، وهذه التفاهمات الأولية سوف توقف تقدم مخطط إيران النووي، وستؤدي إلى تراجع جوانب رئيسة من البرنامج»، مضيفاً: «خلال الأشهر الستة المقبلة، أي خلال فترة هذا التفاهم، سوف تستمر المفاوضات، وإن الهدف هو حل شامل وطويل الأمد يعالج كل مكامن قلق المجتمع الدولي بشأن برنامج إيران النووي، وقدرتها على تطوير أسلحة نووية». وتابع السفير الأميركي أنّ «هذا أول حد ذي معنى قبلت به إيران بشأن برنامجها النووي منذ عقد من الزمن تقريباً»، مردفاً: «نحن ملتزمون بمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل وحماية حلفائنا، وخاصة في منطقة كالشرق الأوسط، حيث الأمن أمر دقيق للغاية». ولفت إلى أنّ «التوصل إلى حل ناجح لهذه المسألة يمكن أن يكون له فوائد إيجابية عميقة لجميع شعوب المنطقة والعالم»، قائلاً: «نحن ندرك أنّ قادة لبنان وشعبه لديهم مصلحة مبررة في هذه المفاوضات، وفي ما يجري وفي معرفة ما قد تعني هذه المفاوضات للبنان، ولعلاقته مع الولاياتالمتحدة». وأردف: «هذه المباحثات لن تغير من تحالفاتنا وصداقاتنا، والولاياتالمتحدة لن تتجاهل أنشطة إيران لزعزعة الاستقرار في المنطقة، وسوف نستمر في مواجهة أنشطتها الإرهابية، وأنشطة وكلائها، بما في ذلك حزب الله». وأكّد هيل استمرار بلاده في فرض العقوبات الباقية، والضغط على إيران خلال هذه المرحلة الأولى، مضيفاً: «سنواصل الحض على التمسك بالقانون اللبناني والاتفاقات الدولية، مثل إعلان بعبدا وقراري مجلس الأمن 1701 و1559». نفي مشاركة على الصعيد ذاته، وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، خلال زيارته لمدينة قم، إسرائيل بأنّها «أكبر خطر يهدد المنطقة والعالم». ونفي ظريف في تصريحات أن مندوب إسرائيل سيشارك في الجولة القادمة من المفاوضات النووية في جنيف، قائلاً: «لن نشارك في اجتماع يحضره ممثل الكيان المحتل للقدس». وأضاف: «شيئاً هذا لن يحدث بالتأكيد، ونحن لن نوجد في الغرفة التي يوجد فيها ممثل الكيان الصهيوني بالتأكيد». وتابع ظريف أنّ «ما يجب أن يحدث وأن تنفذه القوي الكبرى بدلاً من ممارسة الضغط علي إيران، هو جعل المنطقة منزوعة السلاح، مؤكّداً أنّ «المنطقة يجب أن تتحرّك في الحقيقة نحو منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل»، وموضحاً أنّ الكيان المحتل للقدس يشكّل في الوقت الحاضر العقبة الوحيدة التي تعترض ذلك، لأنّه يملك الأسلحة الكيمياوية، فضلاً عن النووية، الأمر الذي لا يبدد الأمن فحسب، ولكن يؤدي إلى مخاطر وأزمات في هذه المنطقة أيضاً». طهران تقر بتعاون استخباراتي وطيد مع أنقرة أقر السفير الإيراني في أنقرة علي رضا بكديلي، أمس، بأن طهران تتمتع بعلاقات وطيدة مع اجهزة الاستخبارات التركية، في مؤشر الى تحسن العلاقات بين البلدين، فيما تأتي تصريحاته بعد أسابيع من معلومات نفاها البلدان بشدة، ان تركيا كشفت لطهران عن شبكة تجسس مؤلفة من إيرانيين وإسرائيليين. وكشف بكديلي للصحافيين في أنقرة عن وجود «تحسن في التعاون» بين أجهزة الاستخبارات الإيرانية والتركية. وقال بكديلي ان طهران «مستعدة لمساعدة تركيا على استعادة علاقاتها مع دمشق إثر تدهورها بشدة على خلفية النزاع السوري». كما نفى المزاعم بأن إيران تتجسس على تركيا. وكانت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية ذكرت ان تركيا كشفت لأجهزة الاستخبارات الإيرانية هويات عشرة إيرانيين على الأقل كانوا على اتصال بضباط الاستخبارات الإسرائيلية في تركيا. وأفادت الصحيفة ان الاستخبارات الإسرائيلية «كانت تدير على ما يبدو قسماً من شبكة تجسسها على إيران انطلاقا من أراضي تركيا التي لها حدود مشتركة مع إيران». وتعود الوقائع التي تحدثت عنها واشنطن بوست الى بداية 2012. وفي مؤشر الى تحسن العلاقات مع إيران، زار وزير الخارجية التركي طهران هذا الأسبوع. ومن المقرر ان يزور رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إيران العام المقبل، بينما سيزور الرئيس الإيراني حسن روحاني تركيا في يناير المقبل. أوباما زائراً قال مصدر دبلوماسي أميركي، إنّ هناك بحثاً جدياً في قيام الرئيس الأميركي باراك أوباما بزيارة لطهران منتصف العام المقبل. وقال المصدر، الذي لم يكشف عن اسمه، لصحيفة «الجريدة» الكويتية الصادرة أمس، إنّ «الرغبة في الزيارة مشتركة، وإن العاملين على حصولها في طهرانوواشنطن ينتظرون إنهاء الترتيبات قبل توجيه الرئيس الإيراني حسن روحاني دعوة رسمية وعلنية إلى نظيره الأميركي لزيارة طهران»، مشيراً إلى أنّ «أهم تفصيل لم يبت بعد فيه، ويتعلق بلقاء أوباما بقائد الثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي، وإمكان تلافي حصول اللقاء».