اختتمت مؤسسة الدوحة للأفلام مهرجانها السينمائي "أجيال" الذي انعقد في دورته الأولى في الفترة من 26 – 30 نوفمبر، معلنة الفائزين بجوائز مسابقة "دوحيات سينمائية" وجائزة "صنع في قطر"، الذين اختارهم الحكام من أطفال وشباب تراوحت أعمارهم بين 8 و21 عاماً. الدوحة: أعلنت مؤسسة الدوحة للأفلام الفائزين في مهرجان "أجيال السينمائي" في دورته الأولى، عن مسابقتي "دوحيات سينمائية" وجائزة "صنع في قطر"، الذين تولت اختيارهم لجنة تحكيم ضمن أطفالاً وشباباً تراوحت أعمارهم بين 8 و21 عاماً. ونال الفائزون بمسابقة "دوحيات سينمائية" جوائز لتطوير أفلامهم مقدمة من صندوق أجيال لتمويل الأفلام، وحصل على مبلغ 15 ألف دولار أميركي كل فائز في قسمي "هلال" و"بدر" عن فئة "أفضل صانع أفلام روائية طويلة"، ونال 5 آلاف دولار أميركي كل فائز في أقسام "محاق" و"هلال" و"بدر" عن بجائزة "أفضل صانع أفلام قصيرة". قد شاهد الحكام الصغار الذين تألفت منهم لجان التحكيم، 42 فيلماً قبل الإدلاء بأصواتهم لاختيار الفائزين بعد مناقشات طويلة. كما خصصت جائزة لفئة أفلام "صنع في قطر"، وقامت اللجنة بمشاهدة 8 أفلام صنعت جميعها من قبل المشاركين من القطريين أو المقيمين في دولة قطر. الأفلام الفائزة كانت أيام المهرجان الخمسة غنية بالعروض والجلسات الفنية المتخصصة، واستطاع الحكام في مسابقة "دوحيات سينمائية" الاطلاع على الأفلام المشاركة وإعلان الأفلام الفائزة أثناء فعاليات حفل الليلة الختامية. وقد تناولت الأفلام الفائزة بجوائز مسابقة "دوحيات سينمائية" في المهرجان قضايا تهم الأجيال الشابة، وتعالج همومهم وهواجسهم. ففي فئة أفلام "محاق" فاز فيلم "قلنسوة كيوتو الصغيرة" من إخراج ساتسوكي أوكاوا عن فئة "أفضل مخرج أفلام قصيرة"، وهو يروي قصة الطفل كيوتو (10 أعوام) الذي يعيش مع والدته العزباء في مدينة كيريو. ويستعرض الفيلم كيف أن الطفل لا يستغني في حياته عن شيئين هما: قاموس اللغة الإنكليزية البالي وقلنسوة تحميه من الكوارث. وفي يوم من الأيام يعود إلى المدرسة معلم الإنكليزية تيم، قادماً من إنجلترا بعد تعرضها لزلزال. أما حكام فئة "هلال" الذي تراوحت أعمارهم بين 13 و17 عاماً، فقد حددوا الفائزين من بين أربعة أفلام روائية طويلة وستة أفلام قصيرة. وكانت النتيجة فوز المخرج الكولومبي جيوفاني غرانادا بجائزة "أفضل مخرج أفلام قصيرة" عن فيلمه "الإختراع"، الذي يروي قصة الطفلان داني وأندريس البالغان من العمر 12 عاماً والمهووسان بالعلم ويحيرهما أمر الفتيات ويصعب عليهما التعامل معهن. هل يساعدهما تعلم مبادىء التصوير الفوتوغرافي المعقدة على حل هذا الأمر؟ وفي النهاية، كما يعرض هذا الفيلم القصير، فإن الحب، مثل الخداع البصري في التصوير، هو مسألة وجهات نظر وتوقعات. بينما حاز المخرج الهولندي ديفيد شرام على جائزة "أفضل مخرج أفلام روائية طويلة" عن فيلمه "ندم" وفيه تبدو الحياة مسالمة وعادية في مدرسة هولندية، ولكن في أروقتها، خلف واجهة من الاحترام، ثمة خطأ فادح يحدث. يقول معلم الفرنسية مقتبساً جون بول سارتر إن "الجحيم هو الآخرون". وبالنسبة لجوشيم، الطالب البدين الذي يشعر بالوحدة، فالمدرسة هي الجحيم بذاته. فهو يتعرض باستمرار للمضايقات من بعض زملائه. وعلى الرغم من أن تلك الإساءة قد خرجت عن السيطرة، إلا أنه لا يوجد حوله من يكترث لما يحدث، حتى المدرب الرياضي الذي ينشغل عنه بالحفاظ على شعبيته. ولا يظهر له أحد بعض التعاطف سوى زميلاه ديفيد وفيرا، لكن في الوقت الذي يتخذان فيه موقفاً، تكون الأمور قد تجاوزت مداها بالفعل. كم من الإساءة يمكن للطفل أن يتحمل قبل أن يقرر أنه قد اكتفى؟ وأحداث فيلم "ندم" مبنية على كتاب شهير للكاتبة الهولندية المعروفة كاري سلي، الذي يشجع في النهاية الناس على كسر صمتهم واتخاذ مواقف حاسمة قبل فوات الأوان. وقد حقق هذا الفيلم نجاحاً باهراً في شباك التذاكر في هولندا بفوزه بالجائزتين الذهبية والبلاتينوم بسبب مبيعاته الكبيرة، كما فاز بجائزة "غولد غرايفون" في مهرجان جيفوني السينمائي. أما أكبر حكام أجيال عمراً فهم من فئة "بدر" وكانت أعمارهم بين 18 و21 عاماً، وقد منحوا جائزتين بعد النقاش حول أربعة أفلام طويلة وثمانية أفلام قصيرة. وقد حاز المخرج الكويتي مشعل الحليل على جائزة "أفضل مخرج أفلام قصيرة" عن فيلمه "صالون الرجال" الذي تدور أحداثه حول شاب يجد صعوبة في تغيير حلاقه القديم. بينما اختارت اللجنة جورج تيلمان جونيور "أفضل مخرج أفلام روائية طويلة" عن فيلمه "الهزيمة الحتمية لميستر وبيت" وهو يتناول حياة ميستر وبيت الفتيان من وسط المدينة اللذان يقيمان في مشاريع الإسكان بحي بروكلين، ويضطران للاعتماد على أنفسهما بعد اعتقال والدتيهما من قبل السلطات. خلال الصيف الصعب يتعلمان كيف يعيشان وحدهما ويتحركان في حيهما المُعادي، فهما لا يريدان أن يتم إرسالهما إلى دار رعاية الأطفال، ولكن الحياة في الحي قاسية ولا تلائم الأطفال، وبدأت في التأثير عليهما. يعرض الفيلم بمهارة واقعاً حياتياً دون اللجوء إلى أدوات أفلام المدن الواقعية. وكما يوحي العنوان، فإن الشخصيتين الرئيستين في الفيلم مدركتان تماماً لما يحدث حولهما، ومع ذلك لا تنويان الاستسلام إلى العنف الذي يحدث أمامهما. لا يخجل المخرج جورج تيلمان جونيور من إظهار قسوة تلك البيئة، لكن ثمة شعور بالأمل والبراءة يخترق جوهر هذه القصة التي تثير العواطف، ونرى بصيصاً من الضوء آتياً من أشد الأماكن ظلاماً. تظهر جينيفر هادسون بقوة في دور مساند كأم مدمنة للمخدرات، ولكن الدور الأقوى هو للممثل المراهق سكايلان بروكس مع آدائه المثير للإعجاب. وضمت فئة "بريق" 11 فيلماً قصيراً، وهي ليست من ضمن المسابقة الرسمية، لكن العروض أتاحت للصغار من الجمهور أن يتعلموا كيف يصبحوا حكاماً، وطلب منهم أن يختاروا فيلمهم المفضل، فاختاروا "ماكروبوليس" للمخرج جويل سيمون. "صنع في قطر" وقد منح الحكام الدوليون جائزة "صنع في قطر" التي تُمنح لصناع الأفلام القطريين أو المقيمين في قطر، لنورة السبيعي عن فيلمها "بطلي". وهو يروي قصة صبي يعشق والده ويتوق لقضاء المزيد من الوقت معه، ولكن لا شيء يجدي نفعاً، فوالده مشغول للغاية. وفي يوم من الأيام، يتوصل الصبي إلى طريقة ذكية لجذب انتباه والده ويشاركه في لعبته الخاصة. حفل الختام وقد شهد مسرح "سوني" المفتوح في كتارا حفل إعلان الفائزين، إضافة إلى العرض الختامي لفيلم الأنيمي الياباني "حديقة الكلمات" (اليابان 2013) للمخرج ماكوتو شنكاي، ويصوّر موسم الأمطار في منطقة كانتو اليابانية ليكون خلفية شاعرية للقاء عابر بين مراهق حالم وامرأة تعاني عاطفياً. وقد حاز هذا الفيلم على جائزة "ساتوشي كون" لأفضل إنجاز في الرسوم المتحركة في مهرجان فانتازيا السينمائي الدولي في مدينة مونريال الكندية. كما عرض للمخرج نفسه فيلم "أصوات النجم البعيد"، الذي نجح في المهمة المستحيلة بتحويل تكنولوجيا المستقبل وسفن الفضاء والبريد الإلكتروني إلى جو شاعري لقصة حب جميلة ورائعة. السينما للأجيال وتحدث في الحفل عبد العزيز الخاطر، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام قائلاً: "نتمنى في الدورة الأولى من مهرجان أجيال السينمائي أن نكون قد استطعنا غرس وتعزيز حب السينما في نفوس الشباب والكبار ممن يمتلكون قلوباً شابة على حد سواء. كما نأمل أن نكون قد ساهمنا في تحفيز المشاركين من الفئات العمرية كافة من الأطفال والمراهقين والأجيال الأخرى على إقامة حوارات مشوقة وتبادل المعارف والآراء. وأود أن أهنئ الحكام الصغار على التزامهم وحماسهم الكبير على مدى الأيام الخمسة الماضية في مشاهدة الأفلام، ومناقشتها، والعمل بجد على تحديد الفائزين". أما فاطمة الرميحي، مديرة مهرجان أجيال السينمائي فقالت: "لا شك في أن مهرجان أجيال قد ساهم بتلبية حاجة العالم العربي الواضحة إلى منصة تتيح لجماهير الشباب استكشاف جوانب فريدة لم يسبق أن عاينوها من قبل في مجال السينما، وإقامة حوارات بناءة مع المشاركين والانطلاق بمخيلتهم إلى عوالم جديدة. ونحن عازمون على مواصلة البناء على العلاقات الوثيقة التي نشأت خلال المهرجان لدعم مواهبنا الشابة في سعيها لتحقيق أهدافها". تكريم فائزين وتم أيضاً تكريم الفائزين بمسابقة أوتاكو للأزياء التنكرية التي تعد إحدى أبرز فعاليات معرض فن الأنيمي الياباني المرافق لمهرجان أجيال السينمائي، حيث ارتدى المشاركون أزياء الشخصيات الكرتونية المفضلة لديهم، وتم تقييم المشاركات بناء على إتقان صناعة الزي، والابتكار، وأفضل تصميم راقص. يشار إلى أن مهرجان أجيال السينمائي عرض 65 فيلماً من 30 بلداً، بما في ذلك عروض خاصة لأفلام من المملكة المتحدة والبرازيل. كما برز بشكل لافت عالم فن الأنيمي ضمن معرض أوتاكو الذي قدم أعمال عدد من الفنانين والنوادي الاجتماعية. ونظم مهرجان أجيال السينمائي في دورته الأولى "ملتقى إعلام الأطفال" تحت شعار "أطفالنا أولاً!"، والذي ناقش مواضيع مختلفة تنوعت بين قيمة المحتوى المحلي ووضع السياسات الخاصة بمجال السينما والتسويق السينمائي، وعرض وجهات نظر متنوعة لصانعي السينما من مختلف أنحاء العالم. وأكدت الحوارات التي دارت بين المشاركين واللجنة على الحاجة إلى رواية القصة من وجهة نظر الطفل ودعم المحتوى المحلي. كما برزت ضمن المهرجان فعاليات الأسرة في نهاية الأسبوع في الحي الثقافي كتارا، حيث اشتملت على العديد من الأنشطة المجانية مثل استوديو أجيال، الذي أتاح للزوار المشاركة في تجربة صناعة الأفلام، فضلاً عن ورش عمل متخصصة في كيفية رواية القصص، وعروض قدمتها مجموعة من المواهب المحلية والعالمية، وغيرها. كما جذب صندوق العجب اهتماماً كبيراً، وهو عبارة عن فضاء تفاعلي ينطوي على تراكيب ثلاثية الأبعاد، وألعاب تعليمية، وتطبيقات، وأدوات إبداعية رقمية جديدة، ونشاطات مباشرة من الدوحة ومختلف أرجاء العالم.