تحدث خطيب جامع أم الخير في شارع التحلية بجدة الشيخ صالح بن محمد الجبري في خطبة الجمعة يوم أمس عن قصة الهدهد مع نبي الله سليمان عليه السلام واستغرقت الخطبة 30 دقيقة قال فيها قد اقتضت عناية الله عز وجل بالإنسان أن يبصره بواجبه ليقوم به سواء أكان على رأس الجماعة، أم كان فردًا، وضرب الله لذلك الأمثال، في أسلوب معجز، لا تخفى إشاراته على اللبيب، كما جاء في قصة سليمان عليه السلام مع الهدهد. وكشأن الحاكم العادل، توعد سليمان عليه السلام الهدهد بالعقاب إلا أن يأتي بحجة تدل على أن تخلفه كان لمصلحة، ولم يكن إهمالا، ولا تقصيرا، ولا خروجا على الطاعة الواجبة لولي أمر المؤمنين. وقال: أصبح الهدهد سفيرا للملك النبي يذهب بالأخبار ويأتي بها، وكان له دور عظيم قل أن يقوم به بشر وتدل الآيات أيضا على أن الهدهد قد نفذ بدقة وإحكام، ما أمره به سليمان عليه السلام، وفي ذلك عبرة وعظة، يسوقها إلينا القرآن الكريم، فالصدق في الإخبار يخلص الإنسان من العقاب، ويسلكه مسالك الصادقين، ويهديه إلى جنات النعيم، ولو أننا التزمنا جميعا بما توحي به هذه الحادثة، التي أوردها القرآن الكريم لحصلنا على خير كثير، فولي أمر الناس يحرص على معرفة أحوالهم، ويحسن الجزاء ثوابا للمحسنين، وعقابا لغير المحسنين، وإذا ما وصلت إليه أخبار تحراها، وعلم حقيقتها، وكافأ الصادق في أخباره، وأولاه ثقته، وأبعد الكاذب، لأنه ليس أهلا للثقة، ولا لحمل الأمانة، وعلينا نحن الأمة أن نلتزم، فنقوم بالواجب، من تلقاء أنفسنا، دون حاجة إلى رقيب. إن الهدهد قام بواجبه، ونصح لولي أمره وأخلص في عمله، وإذا كانت الحكمة تساق في آيات القرآن على لسان الطير، الذي يؤدي الأمانة - فكيف بالإنسان موضع العناية من الله، الذي كرمه وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا-هل يكون أقل من الطير الذي يؤدي واجبه، ويخلص في عمله؟ ولاشك أننا سنتخلص من التبعات، إذا نفذنا أوامر الله وتوجيهاته، التي تصلح كل من الراعي والرعية، وتسلك بالجميع مسالك النجاة، وتحقق السعادة في الأولى والآخرة، وتعود بالخير والرفاهية على الجميع كما هو وعد الله الذي لا يخلف.