حسام محمد (القاهرة) - مازال البعض في مجتمعاتنا العربية والإسلامية يفضل إنجاب الذكور على الإناث، وكثير من حالات الطلاق تحدث بسبب إنجاب الزوجة للإناث، وتؤكد الأبحاث الطبية أن الحيوانات المنوية هي التي تحدد نوع المولود ولكن الأمور بدأت تأخذ منحى جديداً فالنساء هن اللاتي يطلقن الرجال بسبب إنجاب الإناث دون الذكور. يقول الدكتور محمد نبيل غنايم، مدير مركز الشريعة الإسلامية بجامعة القاهرة، إن الإصرار على تفضيل الذكور من علامات تخلُّف البعض وقد حذر الشارع الحكيم من مغبة ذلك في القرآن الكريم حيث قال تعالى: «وإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأنْثَي ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وهُوَ كَظِيمٌ» (النحل: 58)، وهكذا جعل القرآن الكريم ذلك المظهر من الاكتئاب والحزن عندما يبشَّر الوالد بأنثى، أمارةً على عدم التحضُّر وعدم الفَهم المستقيم لأن ذاك الذي يفضِّل الذكر على الأنثي يحرص على أنانيته أكثر مِمَّا يحرص على أداء مسؤوليته. فهو يرى في الذكر قوة ينشُدها ليستندَ إليها في حياته. ويضيف أن إيثار البنين على البنات وتسببه في الطلاق من أفعال الجاهلية ولا يسوغ للمسلم فعل ذلك، بل يجب العدل بين الأبناء فذلك أدعى لبرهم بالوالد جميعا وأرفع للشقاق بينهم، ففي الحديث: اتقوا الله، واعدلوا بين أولادكم «متفق عليه» سووا بين أولادكم في العطية فلو كنت مفضلاً أحدا لفضلت النساء وفي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبشير بن سعد لما جاءه ليشهده على هبة وهبها لابنه النعمان. قال له: يا بشير ألك ولد سوى هذا؟ قال نعم. فقال: أكلهم وهبت له مثل هذا؟ قال: لا، فقال: فلا تشهدني إذاً، فإني لا أشهد على جور. وفي رواية أنه قال له: أيسرك أن يكونوا إليك في البر سواء؟ قال: بلى، قال: فلا إذا. اصطفى البنات ويقول الدكتور عزت عطية، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، إنه لا يوجد دليل على أن الرجل بجنسه مكرم على المرأة بجنسها، وإنما كما قال الله تعالى: «إن أكرمكم عند الله أتقاكم»، أما الآية «اصطفى البنات على البنين»، فيها إشارة على أن العرب كانوا يفضلون بطباعهم الذكر على الأنثى، ومع هذا التفضيل فإنهم نسبوا الملائكة إلى الله، وجعلوا الملائكة بنات الله، فالله عز وجل عاتبهم، فأنتم تنسبون إلى ربكم الشيء المفضول على حد زعمكم، وهذا فيه إنكار وليس فيه إقرار، وإلا فقد ثبت في سنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنما النساء شقائق الرجال». وقال بعض السلف في تفسير قوله تعالى: «يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً» من يمن المرأة وبركتها أن تبدأ بما بدأ به الله وهذا كلام صحيح فمن اليسر على الرجل أن يرزق البنت قبل الولد فهي تعين وتساعد الأم في وقت قصير ثم إن رزق الرجل البنت قبل الولد فإن طاعة البنت لوالديها أكثر، ومشاكستها وشراستها أقل من مشكاسة وشراسة الولد. ... المزيد