حديقة الحيوان بالعين تحرص على توفير كافة الوسائل التي تساعد جمهور الزائرين من داخل الدولة وخارجها للاستمتاع بمرافق المتنزه والتجول في أرجائه المترامية الأطراف بسهولة ويسر، خاصة ذوي الاحتياجات الخاصة، وكبار السن، لذلك فقد شملت عمليات التجديد، التي قامت بها إدارة الحديقة، إعادة تصميم المدخل ليأخذ شكلاً متميزاً، ويبرزها كمعلم سياحي هام، حيث جرى تصميمه ليكون أكثر سهولة للاستخدام، خاصة لفئة المعاقين في المجتمع، فضلاً عن مراعاة الأمهات وعربات أطفالهن، ليصبح أكثر سهولة وانسيابية للحركة والتجول. ويقول راشد الساعدي مدير الاتصال بحديقة الحيوان بالعين إنه بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة، تقوم الحديقة بتوفير 20 كرسياً متحركاً وسيارة مجهزة لتسهيل حركة ذوي الإعاقة والمسنين مجاناً، منذ لحظة دخولهم حتى نهاية تجوالهم، كما أن هناك وسيلة نقل مخصصة لهم، أدخلتها الحديقة مؤخراً وهي عبارة عن سيارة «جولف» مجهزة تجهيزاً خاصاً لنقل المعاقين بأمان خلال رحلة التجوال بالحديقة ما يشعرهم وذويهم بالغبطة والسرور لتجاوز العقبات التي قد يواجهونها في الحركة والانتقال من مكان لآخر. ويصيف الساعدي: تمتد حديقة الحيوان بالعين» على مساحة أكثر من 900 هيكتار ليشكل مهداً طبيعياً يحتضن حالياً أكثر من 4000 حيوان من 186 نوعاً منها بعض الأنواع المهددة بالانقراض، وتماشياً مع المبادئ وأُطر العمل التي تضمنتها خطة أبوظبي 2030، تعتبر الحديقة إضافة جديدة تتحقق لرؤية إمارة أبوظبي ومسيرتها التنموية المستدامة طويلة المدى من حيث كونها نموذجاً واقعياً يحتذى به لتحقيق الاستدامة البيئية والثقافية، حيث يلعب المتنزه دوراً تعليمياً وتوعوياً فاعلاً يضاف للعامل الترفيهي. وقال إن الحياة البرية الطبيعية والمراكز التعليمية، بالإضافة إلى السفاري الصحراوية بنماذجها المختلفة، والحدائق، وأنواع النباتات المتنوعة التي يوفرها المتنزه سوف تعمل على توسيع آفاق معارفنا بكيفية التعايش مع الطبيعة والحياة. ويوضح أن جزءاً من الأعمال القائمة في الحديقة تهدف لتحويله إلى منتجع للحياة البرية، حيث تجري حالياً عمليات تطوير هامة تتبع أرقى المعايير والمستويات العالمية، من شأنها أن تضع المنتجع في مكانة رائدة على المستوى العالمي في مجال الحفاظ على البيئة. ولفت الساعدي إلى إن مشروع التطوير تم على ثلاث مراحل، حيث شملت المرحلة الأولى منطقة السفاري الإفريقية و»مركز الشيخ زايد لعلوم الصحراء»، والتي افتتحت في عام 2011. حيث من المتوقع تنتهي المرحلة الثانية والثالثة للمشروع مع بداية العام المقبل. ومن جانبه، يشير عبدالله الكمالي أمين السر بجمعية الإمارات للصم بالعين، إلى أن ذوي الإعاقة يثمنون كافة المبادرات والأفكار التي توجه لخدمتهم، مثمناً إنسانية المبادرة التي قامت بها حديقة الحيوان بالعين بتوفير كراسي متحركة وسيارة مجهزة تساعدهم في حرية التجوال في الحديقة مشدداً على مجانية هذه الخدمة. وأصاف: لا شك أن المعاقين وذويهم يثمنون هذه المبادرة الإنسانية التي قامت بها حديقة الحيوان بالعين، مشيراً إلى ضرورة الإعلان عن هكذا مبادرات حتى يعرف بها ذوو الإعاقة وأسرهم وتوجه بالشكر للقائمين على المبادرة، مؤكدا أهمية مثل هذه اللمسات الإنسانية في مجتمعنا من قبل المؤسسات والأفراد فهناك متسع كبير من المساحة لخدمة هذه الفئة من المجتمع.
