الشارقة - محمد أبو عرب: نظمت رابطة أديبات الإمارات بالتعاون مع المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، صباح أمس ندوة ثقافية بعنوان "المبدعة العربية في الإمارات"، استضافت فيها الشاعرة العراقية ساجدة الموسوي، والتربوية الشاعرة الأردنية نعيمة عبداللطيف، والزميلة ميرفت الخطيب، وأدارتها الشاعرة جميلة الرويحي، وذلك بحضور الشيخة عائشة بنت محمد القاسمي عضو اللجنة الاستشارية للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة . استهلت الندوة بكلمة القاصة صالحة عبيد، أضاءت فيها على مفهوم الوطن، وما يمثله للمبدع من حالة وجدانية، متوقفة عند تعريف ورؤية الروائي عبدالرحمن منيف للوطن، "فوطن الإنسان حيث يكون قوياً ومؤثراً وقادراً . وهو ليس التراب أو المكان الذي يولد فيه الإنسان، وإنما المكان الذي يستطيع أن يتحرك فيه" . واستعادت الموسوي في شهادتها سيرة حياتها الإبداعية، منذ بداياتها الشعرية في العراق وحتى استقرارها في الإمارات، وقالت: "بدأت كتابة الشعر حين كنت في الثانية عشرة من عمري، وكنت حينها أقرأ القصائد على الطالبات في مدرستي في العراق، مدرسة النجوم، وبعد أن ذهبت إلى الجامعة وبدأت دراسة الأدب، واصلت مشوار الشعر من خلال القصيدة العمودية، إلى أن نصحني أستاذي أن أتجه إلى الشعر الحر، وبدأت أنشر قصائدي في الصحف في مجلة "أقلام"، وبعض الصحف العربية" . وسردت حكاية خروجها من العراق، بقولها: "مرضت ابنتي مرضاً شديداً، وأصيب زوجي بجلطة، وسافرت إلى لندن لعلاجهما، وبقيت هناك أربعة أعوام، إلى أن حدث حصار العراق، وبت غير قادرة على الرجوع إلى بلدي أو حتى المكوث في لندن، فسافرت إلى الشام، وهناك أمضيت أربع سنوات أخرى أصدرت خلالها مجموعة من الدواوين، وكتبت في عدد من الصحف والمجلات، واتجهت بعد ذلك إلى ليبيا وأقمت هناك حتى أحداث الربيع العربي، فقررت أن أستقر في الإمارات ووصلت إليها في عام ،2011 واخترت الشارقة لما تزخر به من فعل ثقافي، وأصدرت فيها ديوانين الأول "جزر الأقحوان"، والثاني "بكيت العراق" . واستعرضت نعيمة عبداللطيف سيرتها الإبداعية منذ مشوار دراستها في جامعة نابلس وحتى استقرارها في الإمارات وقالت: بدأت دراستي في الجامعة الأردنية، لكن أهلي أصروا عليّ أن أترك الجامعة لأنها كانت بعيدة عنهم في فلسطين، فعدت والتحقت بجامعة النجاح في نابلس، وقررت دراسة التربية الفنية، وبعدها تزوجت وجئت إلى الإمارات، حيث يعمل زوجي في العين، وهناك وجدت عملاً في بلدة تبعد عن مدينة العين أكثر من 100 كيلو متر، وكانت ظروف الحياة فيها صعبة، لكني تحملت، وأعددت حصصا للتربية الفنية، واشتريت آلات موسيقية للطلبة وأحببت عملي كثيراً" . أما الصحفية الزميلة ميرفت الخطيب، فقارنت بين بداية عملها في بيروت خلال الحرب الأهلية اللبنانية، وعملها في صحيفة "الخليج" منذ عشرين عاماً، وقالت: "تغيرت عليّ أشياء كثيرة حين اخترت العمل في الإمارات، فقبل ذلك كنت أعمل في صحيفة لبنانية وكانت مهمتي تغطية أحداث الحرب الأهلية، وحين عملت في "الخليج" بدأت العمل مع الجمعيات النسوية، وتنمية المجتمع وغيرها، فواكبت حالة التطور التي شهدها المجتمع الإماراتي اجتماعيا وحضارياً" . وأوضحت أن تجربتها تطورت في الإمارات عبر عقدين في صحيفة "الخليج"، تعرفت فيها إلى الكثير من الشخصيات والمؤسسات، وكتبت فيها إلى الكثير من التحقيقات والمواد الصحفية . واختتمت الندوة بقراءة شعرية لساجدة الموسوي ألقت فيها عدداً من القصائد، منها: "مفتاحٌ دار بباب القلبِ/ فلم يفتحْ/ مفتاح آخر/ دار فلم يفتحْ/ دارت كل مفاتيح الدنيا/ لم تفتحْ/ لكن يداً حانيةً طرقتْ/ سقط البابُ/وذابتْ حبات القلبْ" .