الخرطوم - عماد حسن: أعلنت مصادر مقربة من نائب رئيس جنوب السودان السابق رياك مشار أن القوات الموالية له حشدت أكثر من 30 ألف مقاتل معززين بآليات على مشارف جوبا، بعدما أعلن فيه خصمه الرئيس سلفاكير ميارديت حالة الطوارئ في ولايتي الوحدة وجونقلي اللتين سقطتا يأيدي المتمردين، في وقت استضافت العاصمة الإثيوبية أديس أبابا محادثات غير رسمية بين وفدي كير ومشار وسط تشاؤم من فشل المحاولة الدبلوماسية . وقالت صحيفة "الانتباهة" إن قوات موالية لمشار نشرت نحو 32 ألف جندي مدعومين بآليات عسكرية ومدافع ودبابات تحت قيادة الجنرال بيتر قديت، وذلك في مناطق تبعد بضعة كيلومترات عن جوبا . وتزامنت الخطوة مع سيطرة قوات المتمردين على مدن في الشمال، ما دفع سلفاكير إلى إعلان حالة الطوارئ في ولايتي الوحدة وجونقلي اللتين أصبحتا مركزين للقتال بين القوات الحكومية والمتمردين وتخضع عاصمتاهما الآن لسيطرة المتمردين . وفي ظل تعبير الاتحاد الإفريقي عن حزنه من تحول النزاع إلى حرب أهلية شاملة، عقد وفدا الممثلين للرئيس سلفاكير، ونائبه السابق رياك مشار، في أديس أبابا مفاوضات غير رسمية لوقف القتال في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية، تمهيداً لمفاوضات رئيسية يرتقب أن تبدأ بعد أيام . وقال وزير الخارجية الإثيوبي تادروس أدانوم، الذي تشارك بلاده في وساطة إقليمية منذ بداية الأزمة، إن الوفدين وصلا الخميس إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا . وقال الناطق باسم الحكومة الإثيوبية غيتاشيو رضا إن المحادثات "ستركز على وضع آليات مراقبة لوقف إطلاق النار" . بدوره، أفاد الناطق باسم المتمردين موزيس رواي لوكالة "فرانس برس" أن ريبيكا قرنق، أرملة زعيم الحركة الشعبية الراحل جون قرنق والمفترض أن تكون في عداد الوفد، لن تحضر وسيحل مكانها نجلها مابيور قرنق . وقالت ريبيكا نياندنج حليفة مشار وهي من الشخصيات البارزة في الحركة الشعبية لتحرير السودان التي أسسها زوجها الراحل جون قرنق في تصريح لرويترز إن وفد مشار سيقوده حاكم ولاية الوحدة السابق تعبان دينق . وقال مشار الذي عزز موقفه التفاوضي على الأرض، بسيطرته على مدينتي بور وأكوبو في ولاية جونقلي وبانتيو في ولاية الوحدة التي توجد فيها حقول نفطية بجانب منقلا، وفرض سيطرة شبه تامة على مدينة ملكال في ولاية أعالي النيل وإعلانه الزحف على العاصمة جوبا، أنه يرفض أي وقف لإطلاق النار، وأي لقاء وجهاً لوجه مع سلفاكير في الوقت الحاضر . وأضاف: "قواتنا سيطرت على مدينة بور وهي تتجه إلى جوبا"، مبرّراً توجّهه إلى جوبا بسعي سلفاكير إلى دفع قواته شمالاً لاستعادة المدن التي سيطر عليها المتمردون . ونفى مشار أن يكون تم الاتفاق على وقف إطلاق النار، وقال إنه "تم الاتفاق فقط على بدء المفاوضات ومناقشة القضايا محل الصراع" . وأوضح "كنا نريد الإفراج عن المعتقلين قبل بدء المحادثات، لكن ضغطت علينا دول (إيقاد) والولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج بأن نبدأ أولاً المحادثات، ثم نطرح موضوع المعتقلين السياسيين" . وقال متحدث باسم مشار إن الرئيس سلفاكير ميارديت بات العقبة الأولى في طريق بناء دولة الجنوب الديمقراطية، الموحدة والمتماسكة، غير أنه رفض في ذات الوقت التأكيد على أن مجموعته ستطالب بتنحي كير في مفاوضات أديس أبابا برعاية دولية، لكن مشار وضع مناقشة التدخل الأوغندي في الصراع ضمن أجندة التفاوض . وأشار إلى قبوله بوجود قوات تابعة للاتحاد الإفريقي "إذا اقتضت الضرورة، من أجل مساعدة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في حفظ الأمن" . وأضاف يوهانس موسى فوك، أن وفده وصل بالفعل إلى العاصمة الإثيوبية، لكنه رفض تحديد مطالب حركته غير أنه شدد على أن سلفاكير بات يمثل العقبة الأولى في طريق بناء دولة الجنوب الديمقراطية والموحدة والمتماسكة، وقال لوسائل الإعلام إنهم وصلوا أديس ليبحثوا عن حكومة يرتضيها كل أهل جنوب السودان وهذا لم يعد متوفراً في كير . وأشار إلى أن المفوضات ستبدأ بجلسة إجرائية لمناقشة وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين، مشيراً إلى أن تلك مطالبهم التي كانوا يرغبون في تلبيتها قبل بداية المفاوضات لكن الطرف الآخر أصر على أن تكون على الطاولة .