اديس ابابا: بدأت المحادثات بين حكومة جوبا والمتمردين في اثيوبيا الاثنين، فيما القت الصين بثقلها للتوسط في جهود انهاء اسابيع من القتال في الدولة الفتية. من ناحية اخرى قال السودان انه اتقف مع جنوب السودان اثناء زيارة الرئيس السوداني عمر البشير لجوبا على دراسة نشر قوات مشتركة لتامين مواقع النفط في دولة جنوب السودان. وقال المتحدث باسم الحكومة الاثيوبية غيتاشو رضا الذي تسعى حكومته منذ ايام إلى الجمع بين الطرفين المتنازعين، في تصريح لوكالة فرانس برس ان المفاوضات الرسمية حول التوصل الى وقف لاطلاق النار بدأت اخيرا في فندق فخم في اديس ابابا رغم تواصل القتال في جنوب السودان. وصرح وزير الخارجية الصيني وانغ يي في مستهل جولة تشمل اربع دول افريقية ان بلاده تشارك في مساعي الوساطة بين الحكومة الجنوب سودانية وحركة التمرد. وقال امام الصحافيين "ان الصين عضو دائم في مجلس الامن الدولي، لذا نتابع عن كثب الوضع المتحرك في جنوب السودان". واضاف "بدأنا جهود وساطة والممثل الخاص للحكومة الصينية للشؤون الافريقية في زيارة الى المنطقة وقد التقى الطرفين". وفي اطار المساعي الدبلوماسية زار البشير جوبا لاجراء محادثات مع نظيره سلفا كير اكد خلالها على دعم الخرطوم لحل النزاع "سلميا". وصرح وزير الخارجية السوداني علي كرتي ان مشاورات تجري بين الخرطوموجوبا لنشر قوات مشتركة لتأمين مواقع النفط في دولة جنوب السودان، مشيرا الى ان جوبا هي التي اقترحت نشر هذه القوات. الا ان القتال تواصل، حيث توعد الطرفان بتصعيد هجماتهما في انحاء البلاد التي تقف على شفا حرب اهلية بعد اقل من ثلاث سنوات من استقلالها عن الخرطوم. وتحدثت التقارير عن قتال عنيف في ولايتي الوحدة والنيل الاعلى النفطيتين شمالا، وخاصة قرب مدينة بور معقل المتمردين وعاصمة ولاية جونقلي شمال العاصمة. واكد المتحدث باسم الجيش فيليب اغوير ان اعادة السيطرة على بور ستكون "مسالة وقت". ويشهد جنوب السودان الذي استقل عن السودان في تموز/يوليو 2011، منذ 15 كانون الاول/ديسمبر معارك بين القوات الحكومية وحركة التمرد بقيادة نائب الرئيس السابق رياك مشار الذي اقيل في تموز/يوليو الماضي. ويتهم كير مشار بمحاولة القيام بانقلاب عسكري. لكن الاخير ينفي ويتهم كير بالسعي الى تصفية خصومه. وقد تكثفت المعارك في اليومين الاخيرين وما زالت مستمرة الاثنين. واسفرت المواجهات عن سقوط الاف القتلى ونزوح نحو مئتي الف شخص. كما اشارت تقارير الى مجازر وعمليات قتل واغتصاب ذات طابع قبلي. فالنزاع ياخذ بعدا قبليا، لاسيما وان كير ينتمي الى قبيلة الدينكا فيما ينتمي مشار الى النوير. وتشهد قواعد قوات حفظ السلام الدولية تدفق الاف المدنيين، الذين يسعون الى الحصول على ملجأ والذين فر العديد منهم من اعمال العنف القبائلية بين الدنكا والنوير. وقال بيتر مورير رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر في مستهل زيارة الى جنوب السودان "نحن قلقون جدا على انعكاسات (الحرب) على السكان المدنيين". واضاف ان لجنة الصليب الاحمر "انزعجت بشكل خاص بسبب العنف الموجه ضد المدنيين والاشخاص الذين لم يعودوا ضالعين في العداوات"، مشيرا الى سلسلة جديدة من الفظائع. وذكّرت مجموعة اوكسفام البريطانية الخيرية الوفود المشاركة في محادثات اديس ابابا "بواجبهم نحو مواطنيهم الذي يحتم عليهم ضرورة التوصل الى حل سريع وسلمي للنزاع". وقالت دزاير اسوفبافي المسؤولة في اوكسفام ان "الاف العائلات كانت تعيش في فقر مدقع واجبرت على الخروج من منازلها وانقطعت عنها احتياجاتها للبقاء على قيد الحياة". الا ان عضوا بارزا في وفد المتمردين للمحادثات قال ان ايجاد حل سريع للنزاع سيكون صعبا. وقال عضو الوفد مابيور قرنق "انا متفائل للغاية. وفدنا يتوجه الى المحادثات بعقل مفتوح"، الا انه اضاف ان المتمردين "يشكون في صدق الحكومة". واوضح ان الحكومة "تغير مواقفها باستمرار ومصرة على عدم الافراج عن المحتجرين، ولكن علينا اولا ان نجلس الى الطاولة ومناقشة وقف العداوات". ومن بين القضايا العالقة مطلب المتمردين والمجتمع الدولي من حكومة جنوب السودان بالافراج عن 11 مسؤولا مقربين من مشار ليتمكنوا من المشاركة في المحادثات التي يامل الدبلوماسيون في ان تتوصل الى هدنة واليات لمراقبة وقف لاطلاق النار. الا ان حكومة جنوب السودان اكدت مرارا على انها لن تفرج عن من تشتبه بانهم من المتمردين وانها تريد تقديمهم للعدالة. ودعا وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي اسهمت بلاده بشكل كبير في حصول جنوب السودان على استقلاله، الاطراف المتنازعة في جنوب السودان الى عدم استغلال محادثات اديس ابابا لمجرد شراء الوقت. الصين تشارك في الوساطة لحل الازمة في جنوب السودان و اكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي الاثنين في اديس ابابا ان الصين التي لها مصالح نفطية في جنوب السودان تشارك في مساعي الوساطة بين الحكومة الجنوب سودانية وحركة التمرد. وقال امام الصحافيين "ان الصين عضو دائم في مجلس الامن الدولي، لذا نتابع عن كثب الوضع المتحرك في جنوب السودان". واضاف "بدأنا جهود وساطة والممثل الخاص للحكومة الصينية للشؤون الافريقية في زيارة الى المنطقة وقد التقى الطرفين". وتابع وانغ ان الصين وهي من الدول الاساسية التي تستثمر في القطاع النفطي في جنوب السودان "تأمل ان يتمكن طرفا النزاع من بدء مفاوضات في اسرع وقت ممكن للتوصل الى حل معقول". واضاف "خلال وجودي في اديس ابابا (...) انني مستعد لاجراء محادثات مباشرة مع الجانبين، وهي مسؤوليتي على ما اعتقد". وبدأ وزير الخارجية الصيني في اثيوبيا جولة افريقية ستقوده الى جيبوتي وغانا والسنغال ايضا. ايلاف