في الثالث عشر من يناير من كل عام يحتفل الأمازيغ بالسنة الأمازيغية، ويعد هذا التقويم من بين التقويمات المستعملة منذ أقدم العصور، إذ نجده يختلف عن التقويمين الهجري والميلادي فهو مرتبط بحدث تاريخي. استعمل الإنسان في شمال أفريقيا التقويم الأمازيغي منذ 2964 سنة، أي قبل 950 سنة من ميلاد المسيح. وأصبح الأمازيغ يحتفلون كل بداية سنة برأس السنة الأمازيغية كعيد يرسخ علاقة الإنسان بالأرض ويقيمون طقوسًا خاصة مرتبطة بواقعهم الاجتماعي. ويستشرف الأمازيغ الأمل في المستقبل من أجل أن يكون الموسم الفلاحي القادم مزدهرا وغنيا. ويُرجع الأمازيغ بداية هذا التقويم إلى حدث تاريخي يتجلى في انتصار الملك الشهير شيشنق على فراعنة مصر واحتلال هرم السلطة هناك بعد أن حاولوا الاستيلاء على أراضي شمال أفريقيا، وذلك في معركة دارت رحاها بالقرب من ولاية تلمسان غرب العاصمة الجزائرية. وعقب انتصاره على هؤلاء سنة 950 قبل الميلاد شُرع في التأريخ لهذا الحدث التاريخي غير أن معظم الباحثين، حسب الموسوعة نفسها، يُرجح أن شيشنق تمكن من الوصول إلى الكرسي الفرعوني بشكل سلمي في ظروف مضطربة في مصر القديمة، حيث سعى الفراعنة القدماء إلى الاستعانة به ضد الاضطرابات بعد الفوضى التي عمت مصر القديمة جراء تنامي سلطة العرافين الطيبيين. من هو شيشنق ؟ حسب ويكيبيديا (الموسوعة الحرة) فإن شيشنق (شيشرون) هو ملك مصري من أصول ليبية، ويرجع نسبه إلى قبائل المشواش الليبية، مؤسس الأسرة الثانية والعشرين وهو ابن نمروت من تنتس بح. واستطاع هذا الرجل أن يتولى الحكم في بعض مناطق مصر، حيث جمع بين يديه السلطتين المدنية والدينية، كما نجح في الاستيلاء على الحكم في مصر بمجرد وفاة آخر ملوك الأسرة الواحدة والعشرين وبالتالي أسس الأسرة المصرية الثانية والعشرين (الليبية) في عام 950 ق.م التي حكمت مصر قرابة قرنين من الزمن. مظاهر تتعدد وتتعدد مظاهر وتجليات الاحتفال برأس السنة الأمازيغية سواء على المستوى الاجتماعي أو المستوى الثقافي والفني و حتى على المستوى السياسي خاصة بعد أن حرص الفاعل الأمازيغي على استغلال هذا الحدث كل سنة نظرا لما يكتسيه من دلالات رمزية وتاريخية من أجل توجيه رسائل وإشارات ونداءات سياسية إلى الدوائر الرسمية المسؤولة بغية الاستجابة لدفتر مطالبه. وعلى المستوى الاجتماعي، تنظم الأسر في العديد من المواقع الجغرافية في شمال أفريقيا أطباقا خاصة، تعبيرا منها على أهمية هذا اليوم الذي يعد يوم الاحتفال بالأرض لما تتمتع به من عناصر الحياة حيث يتناول المغاربة على سبيل المثال (الكسكس) كوجبة أمازيغية أصيلة بلحم الديك وبخضر متنوعة (سبع خضر)، أما في المساء فيقومون بإعداد شربة "أوركيمن" التي تطورت فيما بعد لتصبح الحريرة التي نتناولها خلال شهر رمضان، وهي تطبخ فيها كل أنواع محصولات تلك السنة من الحبوب، كما تقوم الأسر ببعض التقاليد المعروفة كوضع الحنة للأطفال وغير ذلك وفقا لخصوصياتها الثقافية والاجتماعية. تاريخية التقويم الأمازيغي التقويم الأمازيغي هو التقويم الزراعي الذي عادةً ما يستعمل في دول شمال أفريقيا. يعرف أيضًا ب التقويم الفلاّحي (أي الريفي) أو التقويم العجمي (أي غير العربي). وتمّ ابتكار التقويم الأمازيغي من أجل تنظيم الأعمال الزراعية الموسمية بدلاً من التقويم الهجري الذي يعتمد على القمر، ما يجعله غير صالح لأمور الزراعة. ويوافق 2014 في التقويم الميلادي الحالي 2964 أي بإضافة 950 سنة وعادة يصادف أول أيام العام الأمازيغي يوم 13 كانون الثاني (يناير) ويعتبره الأمازيغ و كامل سكان المغرب العربي حتى العرب منهم المطلون على البحر الأبيض المتوسط عيدا خاصا بهم الوجود الروماني يعتبر التقويم الأمازيغي الحالي من بقايا التواجد الروماني في موريتانيا، فهو من أحد الأشكال المتبقية للتقويم اليولياني الروماني الذي استعمل في أوروبا قبل إدخال التقويم الغريغوري الذي لا يزال قيد الاستعمال لدى الكنائس الشرقية؛ لذلك نجد أن أسماء أشهر التقويم الامازيغي مشتقة من اللاتينية. وأول يوم من شهر "ينير" (وهو بداية السنة عند الامازيغ) يتوافق مع يوم 13 يناير من التقويم الغريغوري، والذي يتزامن مع الإزاحة التي تراكمت خلال القرون بين التواريخ الفلكية والتقويم اليولياني. ويشار الى ان طول السنة وطول الأشهر عند الامازيغ هو نفسه في التقويم اليولياني: ثلاث سنوات مكونة من 365 يوما تليها سنة كبيسة مكونة من 366 يوما، والشهر ينقسم إلى 30 أو 31 يوما مع بعض الاختلافات الطفيفة في حسابات شهر فبراير. تقويم قبطي لكن من جانب آخر، يؤكد المؤرخ جين سيرفير (Jean Servier) أن التقويم الامازيغي ليس مشتقًا من التقويم اليوناني كما يظن علماء الفلك، وإنما من التقويم القبطي المشتق من التقويم المصري. ويذهب البعض الى القول ان السنة الأمازيغية مبنية على واقعة هزيمة الأمازيغ للمصريين القدامى واعتلاء زعيمهم شيشرون العرش الفرعوني وذلك سنة 950 ق . م بعد الإنتصار على الملك رمسيس الثالث من أسرة الفراعنة. وتوثق النقوش التاريخية المحفورة على عدد من الأعمدة في معبد الكرنك في مدينة الأقصر في مصر لهذا النصر العسكري وتتحدث هذه الآثار بالتفصيل عن الأسرة الأمازيغية الثانية والعشرين. وبعد ذلك بدأ الأمازيغ يخلدون كل سنة ذكرى هذا الإنتصار التاريخي اعتبارًا من الإنتصار في المعركة أصبح ذلك اليوم رأس سنة جديدة حسب تقويم خاص بحيث اقتبسوا عن الرومان أصل تقويمهم وعدله الشيء الذي ظهرت معه الى الوجود الأشهر الأمازيغية. الأشهر والأيام الأمازيغية وفي الآتي مقارنة بين الأشهر الأمازيغية والأشهر الميلادية حسب التقويم الغربي: جانفي- يناير، فيفري – فورار، مارس- ماغرس، افريل- ايقرير، ماي – ماقو، جوان – يونيو، جويلية- يوليو، اوت (أغسطس)- غوشط، سبتمبر – شتونبر، أكتوبر- توبر، نوفمبر – وانبر، ديسمبر- جنبر. أما الأيام، فهي على النحو التالي: السبت- اوسان، الأحد – ساد، آشر – الإثنين، الثلاثاء – آريم، الأربعاء – آرام، آمحد – الخميس، الجمعة - سم ايلاف