جمال إبراهيم، وكالات (عواصم) - حذرت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي أمس من مغبة تهويد المسجد الأقصى المبارك في القدس الشرقية المحتلة، فيما قرر برلمان الأردن طرد السفير الإسرائيلي من عمان واستدعاء السفير الأردني من تل أبيب، غداة مناقشة البرلمان الإسرائيلي «الكنيست» مشروع قانون لاستبدال الوصاية الأردنية على القدس والحرم القدسي الشريف بوصاية إسرائيلية. فقد حذر مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، خلال اجتماع طارئ عقده في القاهرة لبحث خطورة استمرار الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك، من استمرار إسرائيل في انتهاكها الصارخ لحقوق الشعب الفلسطيني خاصة اعتداءاتها على القدس والمسجد الأقصى في حملة تهويدية منهجية، متجاهلة كل المواثيق والأعراف الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن القضية الفلسطينية. وشاركت دولة الامارات العربية المتحدة في الاجتماع، حيث مثلها على الشميلي سكرتير ثالث بسفارة الدولة بالقاهرة. ودعا المجلس المجموعة العربية في الأممالمتحدة مع المجموعات الجغرافية، لدراسة تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي بهذا الخصوص. وطالب أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي بتوجيه رسائل احتجاج عاجلة إلى الإدارة الأميركية وأمين عام الأممالمتحدة بان كي مون وأعضاء مجلس الأمن والمنظمات الدولية والإقليمية المعنية بهذا الشأن، لشرح خطورة ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك وضرورة إعمال القانون الدولي وإلزام إسرائيل (السلطة القائمة بالاحتلال) باحترام قرارات الشرعية الدولية، إذا أرادت السلام. وطلب من منظمة التعاون الإسلامي التحرك الفوري لحشد الرأي العام ولشرح خطورة ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك. وأكد المجلس أنه لن يكون هناك سلام دون قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وشجب أمين عام منظمة التعاون الاسلامي إياد مدني بحث «الكنيست» فرض السيطرة الإسرائيلية على المسجد الأقصى. وقال، في بيان أصدره في جدة، «هذا التصعيد الخطير يشكل استفزازاً لمشاعر الأمة الاسلامية جمعاء، وتحدياً لإرادة المجتمع الدولي، وانتهاكاً صارخاً لقرارات الأممالمتحدة». وأضاف «هذه الخطوة الخطيرة وغير المسبوقة تأتي في إطار سياسة عنصرية تنتهجها إسرائيل، قوة الاحتلال، لخلق وقائع تهدف إلى إتمام مخطط تهويد مدينة القدس». وأكد أن المساس بالمسجد يعتبر «خطا أحمر»، لا يهدد فرص التقدم في عملية السلام فحسب، بل قد يقوض استقرار وأمن المنطقة بأسرها. وأعلن أنه طلب من مندوبي الدول الاسلامية لدى الأممالمتحدة عقد اجتماع تنسيقي في نيويورك لبحث طلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي حول الانتهاكات الإسرائيلية. وقرر مجلس النواب الأردني بالإجماع طرد السفير الإسرائيلي لدى الأردن دانييل نيفو من عمان وسحب السفير الأردني وليد عبيدات لدى إسرائيل من تل أبيب، ووافق على قرار بمخاطبة البرلمانات العربية والدولية لفضح ممارسات الصهيونية، ودعا إلى إلغاء معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل الموقعة في وادي عربة عام 1994، رداً على مناقشة «الكنيست» حول السيادة على المسجد الأقصى باعتبارها خرقاً لمادة فيها تعترف بوصاية الأردن على القدس. وناقش المجلس، خلال جلسة طارئة عقدها في عمان اقتراحاً قدمه 47 نائباً يقضي بإلغاء المعاهدة «نظراً لما تقوم به دولة الكيان الصهيوني من اعتداء وامتهانات يومية للمسجد الأقصى، وما يقوم به الكنيست من دراسة قانون من شأنه فرض السيادة الاحتلالية على المسجد الأقصى، وما تقوم به إسرائيل خرق واضح لمعاهدة وادي عربة واعتداء على الوصاية الهاشمية (الأردنية) على المقدسات في القدس الشريف». وقد بدأ «الكنيست» الليلة قبل الماضية مناقشة قانون فرض السيطرة الإسرائيلية، بدلاً من الوصاية الأردنية، على الحرم القدسي الشريف قدمه النائب موشيه فيجلين قائد جناح المستوطنين اليهود المتطرفين في حزب «الليكود» بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وافتتح فيجلين النقاش، مطالباً الحكومة الإسرائيلية بالسماح لكل يهودي بدخول الحرم القدسي الشريف كل الأوقات وإقامة الصلوات التوراتية في المسجد الأقصى. ... المزيد الاتحاد الاماراتية