عبر أمس وزراء ومسؤولون إماراتيون وعراقيون في مجال الطاقة عن تطلعهم إلى تعزيز أواصر التعاون فيما بين دولتي الإماراتوالعراق في مجالات الطاقة، فيما أكد معالي سهيل محمد بن فرج المزروعي وزير الطاقة بدولة الإمارات أن العلاقة التي تربط دولة الإمارات بجمهورية العراق علاقة متأصلة ومتنوعة، لافتاً إلى أن العلاقة بين البلدين في مجال الطاقة قد تكون أكثر وضوحا، لكونهما من أكبر المنتجين للنفط في العالم، ويشغلان عضوية منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، ويعملان على رفع الإنتاجية من النفط، لمواكبة النمو المحلي والعالمي، فيما أعرب كريم عفتان الجميلي، وزير الكهرباء في العراق عن أمله في التوصل إلى آفاق جديدة للتنسيق والتعاون مع كافة الجهات العالمية والإقليمية وفي مقدمتها دولة الإمارات. جاء ذلك في الكلمات الافتتاحية لمؤتمر مشاريع الطاقة في العراق لعام 2014، حيث استعرض المشاركون في المؤتمر فرص الاستثمار في قطاعات النفط والغاز والطاقة والبتروكيماويات في العراق. قطاع الطاقة العراقي وفي البداية أكد معالي سهيل محمد بن فرج المزروعي وزير الطاقة في الإمارات أن مشاريع الطاقة في العراق موضوع يهم قطاع الطاقة في المنطقة والعالم، كون العراق واحدة من أهم الدول العربية المصدرة للنفط في العالم، والتي تمتلك مخزونا ضخما من الثروات الطبيعية، جاء ذلك خلال الكلمة الافتتاحية التي ألقاها راشد عبدالله المطروشي، وكيل الوزارة المساعد لشؤون الخدمات المؤسسية والمساندة نيابة عن معالي الوزير. وأوضح معالي وزير الطاقة في كلمته أن العلاقة التي تربط دولة الإمارات العربية المتحدة بجمهورية العراق علاقة متأصلة ومتنوعة، ولكن علاقتهما في مجال الطاقة قد تكون أكثر وضوحا، كون الإماراتوالعراق تعدان من أكبر المنتجين للنفط في العالم ومن ضمن منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، وكونهما كذلك يعملان على رفع طاقتهما الإنتاجية من النفط، لمواكبة النمو المحلي والعالمي. آفاق جديدة للتعاون من جانبه، أعرب كريم عفتان الجميلي، وزير الكهرباء في العراق عن أمله في التوصل الى آفاق جديدة للتعاون والتنسيق مع كافة الجهات العالمية والاقليمية، وفي مقدمتها دولة الإمارات، مؤكداً أن وزارة الكهرباء العراقية جادة في تفعيل الربط العربي للطاقة وربط الدول الثماني بالإضافة الى الربط الثنائي مع الدول المجاورة لتبادل الطاقة ودخول الأسواق العالمية والإقليمية. وأشاد الوزير العراقي في تصريحات صحافية على هامش المؤتمر بالتعاون بين البلدين في مجلات الطاقة، مشدداً على أن هناك علاقات حميمة تربط الدولتين، وهي تتميز بالقوة والمتانة، لاسيما فيما بتعلق بتطور التدفقات التجارية بينهما، على جانبي الواردات والصادرات، ودلل على ذلك بقيام شركات إماراتية ضخمة بتنفيذ مشروعات رئيسية في قطاع الطاقة العراقي، مشيراً إلى أن هذا القطاع يتيح فرصاً استثمارية مجزية للمستثمرين والشركات، ولفت إلى إمكانية تعزيز التعاون بين الإماراتوالعراق في مجال الطاقة الشمسية. وفي السياق ذاته، أشاد تامر غضبان، رئيس لجنة مستشاري رئيس مجلس الوزراء العراقي بالدعم الذي تقدمه دولة الإمارات لتطوير قطاع الطاقة العراقي، لافتاً إلى استضافة دبي أول مؤتمر يناقش فرص الاستثمار في قطاع الطاقة العراقي، وذلك في العام 2003، وفي أعقاب الغزو الأميركي للعراق، وعبر عن امله في تمتين التعاون بين الدولتين في هذا القطاع، بما يحقق الخير للشعبين الإماراتيوالعراقي. الدولتان تعرضان خططهما التطويرية على منصة واحدة عرضت الإماراتوالعراق خططهما الخاصة بتطوير إمكانياتهما وقدراتهما في مجالات الطاقة، وما يواكبها من فرص سانحة للمستثمرين والشركات، وذلك انطلاقاً من منصة واحدة، وهي مؤتمر مشاريع الطاقة في العراق لعام 2014. فمن جانب، تحدث معالي سهيل محمد بن فرج المزروعي، وزير الطاقة في الإمارات، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه، راشد عبدالله المطروشي، وكيل الوزارة المساعد لشؤون الخدمات المؤسسية، عن السياسة العامة لدولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الطاقة، وقال: على الرغم من أن دولة الإمارات من الدول الرئيسية المصدرة للنفط وعضو في منظمتي الأوبك والأوابك، إلا أنها اتخذت قرارها باعتماد سياسة تنويع مصادر الطاقة بما يتناسب مع طبيعتها الجغرافية والمناخية، واحتلت بهذه السياسة مكانة متقدمة بين دول المنطقة. الريادة في الطاقة المتجددة وأوضح سهيل المزروعي أن دولة الإمارات كانت سباقة في استخدام تطبيقات الطاقة الشمسية لتوليد الطاقة الكهربائية، ونشر المعرفة وإنشاء مراكز أبحاث ومعاهد متخصصة في هذا الصدد. مشيراً إلى افتتاح محطة شمس 1 في المنطقة الغربية في شهر مارس الماضي بقدرة 100 ميجاواط، معتبراً ذلك دليلاً على عزم وتصميم الدولة على استخدام الطاقة الشمسية وتابع قائلاً: في سياق متصل يأتي قرار دولة الإمارات باستخدام الطاقة النووية لإنتاج الطاقة الكهربائية، عنصراً آخر من عناصر سياسة تنويع مصادر الطاقة، ومن المتوقع بإذن الله أن يبدأ إنتاج الكهرباء من أول مفاعل في محطة براكة للطاقة النووية في عام 2017. وفي عام 2020 سوف تصل قدرة الإنتاج من المفاعلات الأربعة في محطة براكة إلى 5600 ميجاواط. وأكد سهيل المزروعي وزير الطاقة أن دولة الإمارات تسعي إلى رفع طاقتها الإنتاجية من النفط الخام لتصل إلى 3.5 ملايين برميل يومياً في عام 2017. وذلك بهدف تعزيز استقرار الأسواق العالمية، مشيراً إلى أن هذا التوجه لدى دولة الإمارات وغيرها من الدول المصدرة للنفط للاستثمار في رفع طاقتها الإنتاجية، جاء نتيجة لزياد النمو العالمي والنمو السكاني وما ترتب عليهما من زيادة الطلب على الطاقة، وبالأخص في الاقتصادات الصاعدة في آسيا وأميركا الجنوبية، وكذلك النمو الاقتصادي السريع في دول المنطقة. وأضاف معاليه: إن دولة الإمارات تسعى من أجل استخدام التقنيات الحديثة، وتطوير القوانين والمواصفات لتقليل الهدر في استخدام الكهرباء والماء، وتسعى للتقدم في هذا المجال عن طريق الاسترشاد بأفضل الممارسات العالمية. خطة العراق لتطوير الكهرباء وفي السياق ذاته، قال كريم عفتان الجميلي، وزير الكهرباء في العراق إن قطاع الطاقة يعتبر من ثوابت برنامج الحكومة العراقية وأولوياتها لذا قامت بتوفير الدعم المالي والمعنوي لتحسين القطاع والنهوض به لتحقيق الرفاهية للمواطن العراقي وتأمين الطاقة للقطاعات الأخرى مثل النفط، الصناعة، الزراعة، التعليم، الصحة، الإسكان، مشيراً إلى أن وزارة الكهرباء وضعت خطة مركزية تمتد إلى عام (2015) في مرحلتها الأولى وإلى عام (2030) في مرحلتها الثانية لتشمل كافة نشاطات قطاع الكهرباء: وهي إنتاج الطاقة، ونقل الطاقة، وتوزيع الطاقة، والطاقات المتجددة، وبناء القدرات البشرية. وأوضح وزير الكهرباء العراقي أن خطة الوزارة تهدف إلى إضافة (20000 ميغا واط) من الوحدات الغازية والبخارية والديزلات لغاية عام 2015 ليكون معدل إنتاج الطاقة بحدود (26000 ميغا واط) بعد إضافة إنتاج المحطات العاملة حالياً. مشيراً إلى أنه قيد التنفيذ (15000) ميغاواط في مرحلة الدراسة والإحالة (5000) ميغاواط. كفاءة الطاقة وأضاف بقوله: يعد محور كفاءة الطاقة والمحافظة على البيئة، من المحاور الأساسية للوزارة في برامجها الحالية والمستقبلية هو محور كفاءة الطاقة والمحافظة على البيئة، ويتضمن، بناء محطات الطاقات المتجددة (ترابين الرياح، الطاقة الشمسية) كمرحلة أولى لتجهيز مناطق نائية ومعزولة بعدد خمسة عشر محطة بسعة كلية بحدود (60 ميغاواط) والمشروع حالياً في مرحلة الإحالة، وتشمل المرحلة الثانية بناء محطات بسعات عالية (100- 150) ميغا واط تربط تزامنياً مع المنظومة الكهربائية، ومن المؤمل يصبح إنتاج محطات الطاقة المتجددة عند نهاية 2016 بحدود 2% من مجمل إنتاج المنظومة الكهربائية. واستدرك في شرحه لخطط الوزارة بقوله: نعمل على تحويل تشغيل الوحدات الغازية من النفط الخام إلى الغاز الطبيعي لتقليل انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكاربون. وتم الاتفاق مع بعض الدول لتجهيز العراق بالغاز الجاف، وكذلك إجراء اتصالات مع بعض الشركات لتجهيز العراق بالغاز المسال، علماً أن تحويل محطات الإنتاج للوحدات الغازية من الدورة البسيطة إلى الدورة المركبة لزيادة الإنتاج وتقليل استهلاك الوقود من خلال إطلاق حملات ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية. تحفيز الاستثمار في العراق قال معالي سهيل المزروعي وزير الطاقة: إن وزارة الطاقة تحث الشركات الإماراتية الاستثمارية، على الاستثمار في دول المنطقة وخصوصاً الدول العربية، لنقل الخبرات وتطوير المشاريع، متمنياً أن تزيد هذه الاستثمارات بما يعود بالنفع على الجميع، وأعرب عن الاستعداد لإمداد العراق بالخبرات في سن القوانين والتشريعات المنظمة لقطاع الطاقة. وأوضح أن التحديات المستقبلية في المنطقة، ستكمن في إيجاد منظومة متوازنة من مصادر توليد الطاقة، لتحقيق الاستدامة وتقنين الاستخدام الأمثل للموارد، وانتهاج سياسة تقنين الدعم لهذه الخدمات الأساسية، والذي سيؤدي إلى تقليل الاستهلاك والمحافظة على الموارد الطبيعية، مؤكداً أن الدولة أولت اهتماماً خاصاً بالاستثمار الخارجي في مجال الطاقة، وخصوصاً في جمهورية العراق، مثل النفط والغاز وكذلك توليد الطاقة الكهربائية. البيان الاماراتية