مع تصاعد الأزمة الأوكرانية والخشية من شبح حرب بعد قرار البرلمان الروسي إرسال قوات إلى القرم، يتوقع أن تحطّ رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو رحالها في موسكو الاثنين. أفادت وكالة الأنباء الأوكرانية بأن رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة، زعيمة حزب "باتكيفشينا" ("الوطن") يوليا تيموشينكو قد تزور موسكو يوم الاثنين الموافق 3 آذار (مارس) لبحث سبل تسوية الوضع في شبه جزيرة القرم. ونقلت الوكالة عن رئيس ما يسمى ب"اللجنة الأهلية للإنقاذ الوطني" في أوكرانيا بافل نوس قوله، اليوم السبت، إن القرار اتخذته تيموشينكو لوحدها. ومع تصاعد الأزمة الأوكرانية ومخاوف من صدام عسكري، تحدثت تقارير غربية عن الثقة الفائقة التي ينفذ بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجندته في القرم وفي شرق أوكرانيا. بوتين يرسم الأحداث وكتبت صحيفة (أوبزرفر) اللندنية تحليلاً، الأحد، بعنوان "بوتين يرسم الاحداث في أوكرانيا. آن الأوان أن يلحق به الغرب". وتقول الصحيفة إن نفوذ روسيا في القرم وتدخلها السريع في الازمة يؤدي وظيفتين متداخلتين، حيث يوضح المصالح الاستراتيجية طويلة الامد في المنطقة ويقوض الحكومة الاوكرانية الجديدة ومساعيها لفرض السيطرة على شرق البلاد قبيل الانتخابات المزمع اجراؤها يوم 25 ايار (مايو). وترى الصحيفة أن ما يجري في القرم ادى الى رد فعل في البلاد، خاصة في مدينة دونفسك شرقي البلاد، حيث يبدو التأييد لروسيا جليا. وتقول الصحيفة إن رد الفعل الاميركي والاوروبي على التدخل الروسي لم يزد عن الاعراب عن القلق والغصب. وفي المقابل كان رد الفعل الروسي على محاولات المؤسسات السياسية الغربية اختراق جيران روسيا قويا، حيث ردت روسيا بقوة على محاولات ضم جورجيا الى حلف شمال الاطلسي وعلى محاولات توثيق الصلة مع اوكرانيا. رد فعل فوري وإلى ذلك، فإنه كرد فعل فوري على قرار البرلمان الروسي ارسال قوات الى شبه جزيرة القرم، أعلن الرئيس الأوكراني المؤقت الكسندر تورتشينوف وضع قوات الجيش في حالة تأهب قصوى، وعقد اجتماعات مع كبار مساعديه الأمنيين عقب موافقة البرلمان الروسي على ارسال قوات إلى شبه جزيرة القرم. وقال تورشينوف إنه أيضا أمر بتشديد الاجراءات الأمنية في المواقع الحيوية وحول المنشآت النووية، واتهم روسيا بمحاولة زعزعة استقرار بلاده "بشكل كامل". وكان المجلس الاتحادي، وهو الغرفة العليا في البرلمان الروسي، وافق السبت على طلب الرئيس فلاديمير بوتين إرسال قوات مسلحة إلى شبه جزيرة القرم الأوكرانية. وكان المجلس قد استمع الى كلمة القاها مبعوث الرئيس بوتين، غريغوري كاراسين، حث فيها الاعضاء على الموافقة على طلب الرئيس الذي حظي بدعم رئيسي لجنتي الدفاع والشؤون الخارجية في المجلس الاتحادي. يذكر أن سيرجي أكسيونوف، رئيس وزراء الجديد في منطقة القرم الموالي لروسيا، قد طلب من بوتين المساعدة على استعادة الهدوء في المنطقة. وكان بيان صادر عن الكرملين قد بين أن بوتين قدم طلبه "في ضوء الوضع الاستثنائي في أوكرانيا وتهديدات لحياة مواطنين في الأراضي الأوكرانية". قلق غربي وسارع قادة غربيون عن قلقهم من الخطوة الروسية، حيث أعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما عن قلقه البالغ إزاء ما وصفه الانتهاك الروسي السافر للسيادة الأوكرانية. وأشار إلى أن تبديد مخاوف موسكو حيال وضع المنحدرين من أصول روسية في أوكرانيا يمكن أن يجري سلميا عبر الحوار المباشر مع كييف. وأجرى بوتين اتصالا هاتفيا مع أوباما استغرق 90 دقيقة، اوضح فيه بوتين أن موسكو تحتفظ بحق حماية مصالحها ومصالح هؤلاء الذين يتحدثون الروسية في أوكرانيا. وقال البيت الأبيض إن أوباما أكد على أن افضل سبيل لمعالجة بواعث القلق الروسية "هو أن يتم بشكل سلمي من خلال الحوار المباشر" مع الحكومة الأوكرانية والهيئات الدولية الوسيطة. واعلنت الولاياتالمتحدة ستعلق مشاركتها في الاجتماعات التحضيرية لقمة الدول الثماني الكبرى المقررة في منتجع سوتشي الروسي. وحذر البيت الأبيض من أن استمرار ما وصفه بانتهاك موسكو للقانون الدولي سيجعلها عرضة لعزلة سياسية واقتصادية. ايلاف