الحبيب: «المعارف الحسينية» عمل عجزت عن إنجازه دول وحكومات كتب: عمار الحسيني تحت رعاية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبدالله، أقيم الأول من امس الأربعاء (5/3/2014م) ولأول مرة في الكويت الملتقى الثقافي الأول الخاص عن دائرة المعارف الحسينية الذي رعته ادارة الوقف الجعفري في الأمانة العامة للأوقاف، وجمعية المستقبل الثقافية الاجتماعية، وبحضور نخبة من أعيان المجتمع من مسؤولين ونواب وسفراء ودبلوماسيين ورجال أعمال وعلماء دين وأئمة مساجد وقانونيين وأكاديميين وتربويين، وتحدث فيه ثلة من الأعلام والأدباء من دول مجلس التعاون الخليجي واليمن والمملكة المتحدة. الملتقى الثقافي الذي افتتح بعزف السلام الوطني لدولة الكويت وقراءة آيات من القرآن الكريم تلاها المقرئ عبدالرزاق الدغاغلة، وأداره ابراهيم الغتم، وتناوب على احياء فقراته الناشطة الاجتماعية سارة الحبيب ممثلة جمعية المستقبل الثقافية الاجتماعية، والمؤرخ الكويتي منصور الهاجري، وأحمد السيد سعيد أبونمي من الجمهورية اليمنية، والباحث العراقي د. نضير الخزرجي موفد دائرة المعارف الحسينية في لندن، والباحث القطري د. عبدالحميد الأنصاري، والباحثة الكويتية د. فهيمة العيد، ود. الشيخ حسن الصفار من المملكة العربية السعودية، والباحث السعودي د. عبدالرحمن المحرج، وتخلل الكلمات والأبحاث فقرات للشعر والانشاد، وأسمع الشعراء الحاضرين قوافي في الولاء لأهل البيت وتعظيم دائرة المعارف الحسينية بوصفها أعظم موسوعة معرفية عرفها تاريخ العرب والمسلمين فاقت كل الموسوعات العالمية كماً وكيفاً، بدءاً بالشاعر السيد هاشم الموسوي من دولة الامارات العربية المتحدة، وانتهاءً بالشاعر عبدالله القرمزي من مملكة البحرين، مروراً بالشاعر السوري الدكتور انطون بارا، والشاعر العُماني الأستاذ عقيل اللواتي، والشاعر جاسم الصحيح من المملكة العربية السعودية. هذا وأحيت فرقة المنشد صالح المؤمن القادمة من المملكة العربية السعودية الملتقى الثقافي بانشودة عن دائرة المعارف الحسينية من نظم الشاعر الجزائري الدكتور عبدالعزيز شبِّين، وفي نهاية فقرات الملتقى الثقافي تقدم الشيخ محمد علي الصالح ممثل الموسوعة الحسينية في المنطقة بالشكر للراعين والحاضرين، فيما قام رجل الأعمال الوجيه الحاج جواد بوخمسين والوجيه الحاج عبدالجبار بومرة القادم من المملكة العربية السعودية والعلامة الشيخ حسن الصفار بتقديم دروع الابداع مقدمة من دائرة المعارف الحسينية الى المحاضرين والشعراء، وقام موفد الموسوعة الحسينية د. نضير الخزرجي بتقديم درع الابداع الى العلامة الصفار. وفي السياق نفسه قدّمت ادارة الوقف الجعفري دروع الشكر والتقدير لعدد من أئمة المساجد في الكويت. وفي نهاية فقرات الملتقى الثقافي الذي حضرته وسائل الاعلام قام الوجيه الحاج جواد بوخمسين وم. أسامة الصائغ مدير عام ادارة الوقف الجعفري والتربوي طارق الحبيب مدير اللجنة التحضيرية للملتقى الثقافي بقص شريط معرض الكتاب والمرسم والألواح التشكيلية وجناح ادارة الوقف الجعفري، حيث اطلع الحاضرون على معرض الكتاب والصور الذي اقامه المركز الحسيني للدراسات بلندن الذي عرض مؤلفات د. آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي وعدداً من الألواح التشكيلية والرسوم التي تكشف مراحل بناء المرقد الحسيني منذ عام 61 ه، حتى يومنا هذا، كما جال الحاضرون في جناح ادارة الوقف الجعفري وجناح مرسم المحراب الذي عرض مجموعة من اللوحات التشكيلية الجميلة. وكانت كلمات المتحدثين قد أجمعت على الاشادة بهذا الحدث الثقافي والعلمي الذي تشهده الكويت لأول مرة في وقت احتفل أهلها بأيام العيد الوطني، كما أكدوا أهمية احتضان دائرة المعارف الحسينية التي تمثل الموسوعة الأكبر والأكثر في عالم الموسوعات المعرفية منذ ان تعرفت البشرية على الخط والقلم. جوجل المسلمين الناشطة الكويتية سارة الحبيب ممثلة جمعية المستقبل الثقافية الاجتماعية أحد رعاة الملتقى الثقافي تقدمت بالشكر للشيخ محمد العبدالله وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء لرعايته لهذا الملتقى الثقافي واصفة الموسوعة بأنه: (عمل يستحق الاشادة وكل الدعم، فهو عمل جبار لا يمكن ان يقوم به فرد واحد مع بعض الأخوة المساعدين، بل تعجز عن انجاز أشباهه دول وحكومات)، فيما اعتبر المؤرخ منصور الهاجري ان الموسوعة الحسينية يمكن تسميتها بأنها «جوجل المسلمين» تعبيراً عن حشد من المعلومات والأرقام والتواريخ والحوادث المتوزعة في ثنايا ومطاوي أجزاء الموسوعة الحسينية المطبوع منها والمخطوط، لكن الموسوعة الحسينية كما أكد الهاجري: (تختلف عن موسوعة جوجل بأن مؤلفها واحد ويرعاها شخص واحد يحرص على توثيق المعلومة والتثبت منها والتحقيق فيها رغبة في بيان الحقيقة لا رغبة في النشر وزيادة رفوف المكتبات). فيما تحدث الكاتب اليمني السيد أحمد السيد سعيد أبونمي عن منهج التأصيل والتقعيد لدى مؤلف دائرة المعارف الحسينية، معتبرا: (ان العلامة الكرباسي من هؤلاء النفر القليل الذين قعّدوا لعدد من العلوم عند تناوله لأبواب الموسوعة الحسينية). وتناول موفد دائرة المعارف الحسينية في لندن الباحث العراقي الدكتور نضير الخزرجي، وبالأرقام نشاط الموسوعة الحسينية منذ نشأتها الأولى في لندن 1987م وحتى يومنا هذا حيث بلغ عدد الأجزاء المطبوعة 86 مجلداً من مجموع 900 مخطوط ومطبوع في ستين باباً من أبواب المعرفة والعلوم. من جانبها تحدثت الباحثة الكويتية الدكتورة فهيمة العيد عن المرأة في الموسوعة الحسينية والقيم والمثل العليا التي تمثلتها في الحياة اليومية، مؤكدة ضرورة الاقتراب اكثر من الشخصية الحسينية التي تمثل رمز التعايش السلمي والتقارب المذهبي والسلم الأهلي. التآخي الإنساني من جانبه، تناول الكاتب القطري د. عبدالحميد الأنصاري مفهوم الانفتاح على المعتقدات، مشيراً الى المنهج الذي اتخذه العلامة الكرباسي في موسوعته عبر الانفتاح على المعتقدات، مؤكدا: (اننا جميعاً مطالبون، وبوحي من أدياننا وأخلاقياتنا وقيمنا الانسانية، بالانفتاح على بعضنا بعضاً، وبغرس قيم التسامح واحترام الآخر المختلف ديناً أو عقيدة أو مذهباً أو جنساً أو لغة أو لوناً أو قومية، في نفوس وضمائر أبنائنا وناشئتنا، وبما يحقق امكانية التعايش على أساس حسن الجوار والتآخي الانساني، والتعاون في نشر الفضائل والقيم الرفيعة، ونبذ ثقافة الكراهية والتعصب والعنف والعداء، وهذه دروس مستفادة من هذه الموسوعة الشاملة لتراث الحسين عليه السلام والذي يعد بحق تراثاً للانسانية جمعاء). فيما تعرض العلامة الدكتور حسن الصفار الى منهج التشريع الذي اتبعه المؤلف كأحد أبواب الموسوعة التي تتناول بتفصيل وفي أجزاء عدة مسألة التشريعات السماوية والأرضية منذ النبي آدم عليه السلام وحتى يومنا هذا كمقدمة مطولة للدخول في التشريعات الفقهية التي استلّها الفقيه الكرباسي عبر قراءته الفقهية المستفيضة لسيرة الامام الحسين(ع)، واعتبر العلامة الصفار: (ان دائرة المعارف الحسينية تثير الدهشة والانبهار لكل باحث منصف، كما أثارت وتثيرني شخصياً لما فيه من عمق وجديد في كل باب وبخاصة في باب الحسين والتشريع الاسلامي).فيما أشار الاخصائي التربوي الدكتور عبدالرحمن المحرج الى جانب الحب والولاء للامام الحسين(ع) معتبراً ان الحسين(ع) مائزاً بين الحق والباطل. وفي نهاية الملتقى الثقافي شاهد الحاضرون فيلماً قصيراً يعكس عمل المركز الحسيني للدراسات في لندن والنشاط اليومي للدكتور الشيخ محمد صادق الكرباسي المولود في مدينة كربلاء المقدسة عام 1947م والذي يرجع بالنسب الى الصحابي الجليل مالك الأشتر النخعي. دنيا الوطن
