سيطرت القوات النظامية السورية أمس، على مدينة يبرود آخر معقل للمعارضة في جبال القلمون على بعد 75 كلم شمالي دمشق، بعد معركة استمرت 48 ساعة، وقال ضابط لوكالة "فرانس برس" "حققنا السيطرة التامة على المدينة عند الساعة العاشرة صباحاً، وأوضح أنها "كانت المعركة الأكثر صعوبة، لأن المعارضين كانوا متمركزين في الجبال وفي مباني المدينة، وقد تعين في البداية التركيز على التلال ثم دخل الجيش المدينة من مدخلها الشرقي وحسم المعركة" . وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن الجيش السوري وحزب الله باتا يسيطران على "قسم كبير من المدينة"، لكن المعارك فيها لا تزال متواصلة، وأوضح "سيطرت قوات حزب الله اللبناني بدعم من القوات النظامية السورية وقوات الدفاع الوطني على أجزاء واسعة من مدينة يبرود وسط استمرار الاشتباكات مع جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة في بعض الأجزاء من المدينة، ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية" . وقال مصدر عسكري ل"رويترز" إن نحو ألف مقاتل في "جبهة النصرة" تحصنوا بالبلدة السبت، وأضاف "خاضوا قتالاً شرساً ثم انسحبوا جميعاً، إلى قرى حوش عرب وفليطة ورنكوس وعرسال الحدودية اللبنانية''، وأضاف أنه بالتزامن مع السيطرة على يبرود أغلق 14 من بين 18 معبراً مع لبنان، وتابع "ستكون المعركة على إغلاق هذه المعابر المتبقية" . وأعلنت القوات النظامية في بيان أنه تمت السيطرة على المدينة "بعد سلسلة من العمليات النوعية، بالتعاون مع الدفاع الوطني"، وأنها قتلت أعدادا كبيرة من المعارضين، مشيرة إلى أن السيطرة على يبرود تشكل "حلقة مهمة في تأمين المناطق الحدودية مع لبنان وقطع طرق الإمداد" . وسيتيح هذا الأمر منع أي تسلل لمقاتلي المعارضة إلى لبنان وخصوصا إلى بلدة عرسال (شرق) التي تدعم المعارضة السورية، كما أن السيطرة على يبرود أمر حيوي بالنسبة إلى "حزب الله" الذي يقول إن السيارات المفخخة التي استخدمت في الهجمات التي طالت مناطق نفوذه في الأشهر الأخيرة كان مصدرها هذه المدينة . وكانت القوات النظامية سيطرت في الأسابيع الأخيرة بدعم من مقاتلي "حزب الله" على المرتفعات المحيطة بيبرود . إلى ذلك، قال المسؤول في بلدية عرسال بكر الحجيري إن الطيران السوري شن أربع غارات جوية على الأقل على إطراف البلدة الواقعة على الحدود، وقالت مصادر المعارضة إن مدنيين وناشطين في المدينة فروا عبر الحدود اللبنانية ليلا قبل سقوط يبرود . وقالت الوكالة الوطنية الرسمية للإعلام إن الطيران السوري شن غارات عدة على جرود عرسال، مستهدفاً المسلحين الفارين من العقبة ورنكوس باتجاه عرسال، ما أدى إلى عدد من الإصابات بين قتيل وجريح . من جهة أخرى، كشف عضو مجلس شورى تنظيم "جبهة النصرة لأهل الشام" أبو عبدالله الشامي، أن "أمير" التنظيم أبو محمد الجولاني بعث بمبادرة إلى زعيم "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)" أبوبكر البغدادي بأن يتنازل الاثنان عن زعامة التنظيمين ويختارا "أميراً جديداً" عليهما تحت اسم "قاعدة الجهاد في الشام"، وقال الشامي موجهاً كلامه إلى المتحدث الرسمي ل"داعش" أبو محمد العدناني "هل تباهلني (تجادلني) أن الشيخ الجولاني بعث بمبادرة إلى أبوبكر البغدادي بأن يتنازل الشيخ الجولاني عن الإمارة ويجتمع مجلس شورى الجبهة مع مجلس شورى الدولة ليختاروا أميراً عاماً عليهما يعمل باسم الجبهة وتحت اسم "قاعدة الجهاد في الشام" . وكانت "جبهة النصرة" أعلنت عن تصفية أمير "داعش" في حلب (شمال)، وهو مغربي الجنسية، وقالت في نبأ نشر على صفحتها في "تويتر" إن "جبهة النصرة تقتل أمير داعش في حلب أبو أسامة المغربي"، فيما اعترفت "داعش" بمقتل "أمير" التنظيم في حلب، ونشرت صورة المغربي وهو ميت . (وكالات) الخليج الامارتية