يتوقع أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على روسيا بسبب أعمال تهدد وحدة أراضي وسيادة واستقلال أوكرانيا، بينما تصاعدت الدعوات إلى "لجم" طموحات بوتين بتفكيك القارة الأوروبية. مع اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، الإثنين، رأى دبلوماسيون أوروبيون إن فرض العقوبات الاقتصادية القاسية ضد روسيا أضحى أمرا لا مفر منه. وفي الوقت الذي يرى فيه هؤلاء الدبلوماسيين أنه ليس هناك أي اتفاق ملزم بين الولاياتالمتحدة وأوروبا حول هذا الأمر، فإن البيت الأبيض أعلن، الأحد، أنه إن لم يتراجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القرم فسوف يواجه من الغرب "عقوبات موجعة للاقتصاد الروسي"، ستؤدي إلى إضعاف نفوذ روسيا العالمي. وقال كبير مستشاري البيت الأبيض دان فيفر إن دعم الحكومة الأوكرانية الجديدة سيكون على قمة أولويات إدارة الرئيس باراك أوباما. وتساءل تحليل لصحيفة(التايمز) اللندنية ما إذا كان السبب من وراءهذه العقوبات جلب الرئيس الروسي إلى طاولة المفاوضات، ثم ما هو تصور الاتحاد الأوروبي لمستقبل أوكرانيا وشبة جزيرة القرم؟ إذ أن سيد الكرملين مستعد لتأجيج الخلافات بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، وداخل أوروبا نفسها. ويدعو التحليل الى ضرورة عزل روسيا دبلوماسيا، لأن بوتين على إدراك تام بأنه ما زال لديه الوقت الكافي للعمل على تفكيك القارة الأوروبية الجديدة والقديمة المتهالكة. وبحسب التحليل، فإن الدول المنضوية تحت لواء أوروبا الجديدة والمدعومة من الولاياتالمتحدة تفضل التدخل الحاسم، من خلال العقوبات المالية كتلك التي أجبرت إيران على الدخول في محادثات حول برنامجها النووي. اجتماع بروكسل وإلى ذلك، يجتمع يوم الإثنين في بروكسل وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي حيث من المتوقع أن يزيد الاتحاد المخاطر في مواجهة مع روسيا بشأن أوكرانيا بفرض عقوبات على مسؤولين روس وذلك بعد يوم واحد من اختيار الناخبين في منطقة القرم الإنضمام لروسيا في استفتاء أدانه الاتحاد الأوروبي بوصفه غير قانوني. وعمل دبلوماسيون الإتحاد الأوروبي حتى ساعة متأخرة من مساء يوم الأحد لمناقشة قائمة من الأشخاص في القرم وروسيا والذين سيفرض عليهم حظر السفر وتجميد أرصدتهم بسبب أعمال "تهدد وحدة أراضي وسيادة وإستقلال أوكرانيا." ويقول دبلوماسيون إن القائمة المبدئية التي تضم ما بين 120 و130 إسما من بينها شخصيات كبيرة في المؤسستين العسكرية والسياسية الروسية ستقلص إلى ربما "عشرات" الاشخاص قبل أن يتخذ وزراء الخارجية القرار النهائي في بروكسل يوم الاثنين. الغاء لقاء سوتشي ومن المتوقع أيضا أن يلغي الوزراء اجتماع قمة من المقرر عقده بين الاتحاد الأوروبي وروسيا في سوتشي في حزيران (يونيو). ولم يؤد الاستفتاء الذي جرى في القرم يوم الأحد إلا إلى زيادة الغضب الأوروبي من التدخل العسكري الروسي هناك على الرغم من النتائج التي أظهرت تصويت الناخبين في القرم بشكل ساحق لصالح الإنفصال عن أوكرانيا والإنضمام إلى روسيا. وقال بيان أصدره الإتحاد الأوروبي يوم الأحد إن هذا الاستفتاء غير قانوني وغير شرعي ولن يتم الاعتراف بنتيجته. وقال وزير الخارجية الهولندي فرانز تيمرمانز لدى وصوله لاجتماع لوزراء الخارجية الاشتراكيين في بروكسل مساء الأحد "من الواضح تماما أن سلوك روسيا غير مقبول تماما حتى الان". عقوبات محدودة وأضاف إنه يتوقع أن تكون العقوبات التي يفرضها الإتحاد الأوروبي يوم الاثنين "محدودة نسبيا" ولكنه قال إنه قد يتم فرض المزيد ربما خلال اجتماع قمة للاتحاد الأوروبي في وقت لاحق من الأسبوع. وأردف قائلا "سأبذل كل ما في وسعي لتفادي العقوبات لأنني أعتقد أن الجميع سيعانون إذا بدأنا في العقوبات ولكن الطرف الوحيد الذي يمكنه منع ذلك هم الروس". وقال وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير إن موسكو لم تقبل الطرق التي إقترحتها ألمانيا للخروج من الأزمة. وأردف قائلا لمحطة تلفزيون (زد دي إف) الألمانية "ولذلك علينا ان نتخذ (اليوم الإثنين) قرارات توضح موقفنا من التحضير لهذا الضم". ومن جهته، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بيان إنه يتعين على الإتحاد الأوروبي إتخاذ إجراءات يوم الإثنين "ترسل إشارة قوية إلى روسيا بأن هذا التحدي لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها سيؤدي لعواقب إقتصادية وسياسية". ايلاف