القاهرة - "الخليج": قتل عميد شرطة، كان من المشاركين في فض اعتصام الإخوان المسلمين في ميدان النهضة، وأصيب 7 ضباط كبار بينهم لواءان، إثر وقوع ثلاثة انفجارات، أمس، أمام جامعة القاهرة . وقالت وزارة الداخلية، في بيان، إن العميد طارق المرجاوي، رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، لقي مصرعه، وقالت مصادر طبية إن 7 مصابين من قوة مديرية أمن الجيزة، تم نقلهم إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة، منهم اللواءان عبدالرءوف الصيرفي، وحسام المناوي، والعميد عادل عطا الله هيكل، والعقيد مصطفى بكر، وتم نقلهم جميعاً إلى مستشفى الشرطة . وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، اللواء عبدالفتاح عثمان، عقب الانفجارين الأول والثاني، إنهما نجما عن عبوات تم تعليقها بالأشجار الموجودة في المكان، وتم تفجيرها عن بعد بواسطة هاتف محمول . وقال مصدر أمني إن الانفجارين وقعا بينما كانت التشكيلات الأمنية المسؤولة عن تأمين الجامعة موجودة في نفس المكان . كما وقع الانفجار الثالث عقب ذلك بأكثر من ساعة، حيث كانت مخبأة داخل بلاعة للصرف الصحي، ولم يسفر عن ضحايا . وأمر النائب العام، هشام بركات، بفتح تحقيق، وانتقل فريق من النيابة لمعاينة مكان الانفجارات . وأثبتت معاينة النيابة أن القنبلة الأولى كانت بجوار شجرة تصادف وقوف الضباط الستة إلى جوارها، وفور الانفجار سارع العميد القتيل لترك المكان، فانفجرت فيه القنبلة الثانية التي كانت معلقة داخل لوحة إعلانية، فقتلته على الفور . كما كشفت المعاينة أن القنابل محلية الصنع، بها مواد معدنية متنوعة، وأنها وضعت داخل علب من الصفيح محكمة الإغلاق، كي لا تستطيع الكلاب البوليسية الوصول إليها . وأجرى خبراء المفرقعات معاينة تصويرية للموقع وفحص بقايا القنابل، للوقوف على مكوناتها وطبيعة المواد المتفجرة المستخدمة . وأكد مصدر أمني في مديرية أمن الجيزة أن التحريات الأولية تثبت ضلوع جماعة أنصار بيت المقدس، في الانفجارات . وأوضح أن هناك قرائن تثبت استخدام الهواتف المحمولة في التفجير عن بعد . وقال رئيس جامعة القاهرة د . جابر جاد نصار، إن الانفجارات استهدفت رجال الأمن بالمكان، ولم تسفر عن أي إصابات بين الطلاب، حيث وقعت بعيداً عن مبنى الجامعة، مشيراً إلى أن أفراد الأمن الإداري للجامعة أغلقوا أبوابها فور حدوث الانفجارات، ونفى ما تردد عن العثور على عبوة رابعة بكلية التجارة . وقال إن خبراء المفرقعات مشطوا الجامعة ولم يتم العثور على شيء، فيما كشف اللواء بدر حجازي، مساعد مدير مستشفى الشرطة استقبال 7 مصابين في المستشفى، وحالاتهم مستقرة . وشيعت جنازة الضابط القتيل في مقر أكاديمية الشرطة بحضور رئيس الوزراء إبراهيم محلب ووزير الدفاع الفريق صبحي صدقي، ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم . ونعى محلب العميد المرجاوي وأشاد بتضحيات رجال الشرطة، مؤكداً أن الشهيد والمصابين كانوا يقومون بدورهم بكل بطولة وإخلاص في حماية أبناء مصر في الجامعات، من عبث الخائنين من أنصار الجماعات الإرهابية، مشدداً على أن هذا الحادث الجبان لن يثني الدولة عن عزمها على اتخاذ جميع الإجراءات لمنع الإرهاب من العبث بأمن وسلامة الوطن والمواطنين، مؤكداً استمرار العمل والإنتاج للنهوض بالوطن في جميع القطاعات لبناء مصر . ونقل موقع "اليوم السابع" عن مصدر أمني أن العميد المرجاوي هو أحد القيادات الشرطية المسؤولة التي شاركت قوات الأمن في عملية فض اعتصام الإخوان في ميدان النهضة في أغسطس الماضي . وأوضح المصدر، أن الشهيد باعتباره ضابط مباحث تقع ضمن دائرة اختصاصه المنطقة المحيطة بجامعة القاهرة، وميدان نهضة مصر، وشارك في عملية الفض وفقاً لاختصاصه الأمني . ونعت القوات المسلحة الشهيد، فيما دان الأزهر ودار الإفتاء المصرية التفجيرات . وقال وكيل الأزهر، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، د .عباس شومان إن هذا العمل الإجرامي الخسيس مدان من كل المصريين، حيث يستهدف رجال الأمن الذين يقدمون كل يوم أرواحهم لحماية الوطن، وهو يهدف إلى ترويعهم وصرفهم عن القيام بواجباتهم في ملاحقة المجرمين، ونحن نشد على أيديهم ونتضامن معهم وندين كل عدوان إرهابي يتعرضون له . كما دان د . شوقي علام، مفتي مصر، التفجيرات، مؤكداً أن ما يقع من أحداث وعمليات إرهابية الغرض منه عرقلة المسيرة الوطنية، التي من شأنها أن تصل بالبلاد إلى بر الأمان، وطالب المصريين جميعاً بالتصدي لهذه الجرائم الإرهابية وملاحقة مرتكبيها، وقال "يجب أن نكون جميعا على قدر كبير من اليقظة والحذر في المرحلة المقبلة، وأن نقف جميعا يداً واحدة ضد الإرهاب الأسود الذي يطل برأسه داخل مصرنا الحبيبة" . وأعلنت جامعة الأزهر، في بيان أمس، إدانتها للتفجيرات، وقال رئيس جامعة الأزهر، د .أسامة العبدنتضامن مع جامعة القاهرة ضد الإرهاب الأسود، ونؤكد استمرار الدراسة في جامعة الأزهر وعدم استجابتنا لمحاولات إرهابنا وتخويفنا . وحمل د . علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، ومفتي مصر الأسبق، تنظيم الإخوان الدولي مسؤولية تدبير هذه الجرائم، لإرهاب المصريين وصرفهم عن انتخاب رئيسهم، وهذا لن يحدث فسوف يستمر المصريون في تحديهم لهذا التنظيم الإرهابي وسيردع المصريون هؤلاء المجرمين . كما ثمن موقف الحكومة البريطانية التي بدأت ترصد جرائم الإخوان الذين نشروا الفساد والإجرام في كل مكان . كما عبر العضو البارز في هيئة كبار العلماء بالأزهر، د . نصر فريد واصل، مفتي مصر الأسبق، عن غضبه من استمرار جرائم الجماعة ضد كل مؤسسات الدولة ومن ترويعهم للمصريين بكل الجرائم القبيحة التي يرتكبونها يومياً . وقال أحمد المسلماني، المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية إن الحادث الإرهابي الآثم الذي وقع في محيط جامعة القاهرة يدل على الانفلات العقلي والأخلاقي التام للإرهابيين وأعوانهم . وأضاف إن الجماعات الإرهابية تريد الجامعات المصرية عنوانا للفوضى والدماء لا عنوانا للحداثة والحضارة . لكن الدولة المصرية ثابتة الخطى في مكافحة الإرهاب، ولن تتراجع خطوة واحدة إلى الوراء، ولن يفلت أي مجرم مهما كان دعمه إقليميا ودولياً، من عقاب لله ومن عقاب القانون . الخليج الامارتية