كتب - محمد حافظ : رصدت الراية قيام بعض سائقي تناكر مياه الشرب المرخصة والمطابقة للمواصفات "التناكر الحكومية" عقب تعبيئتها من المحطة ببيع حمولة السيارة لتناكر أخرى غير مرخصة وغير مطابقة للمواصفات بأسعار أعلى من السعر المعلن بالمحطة، في غياب تام للرقابة سواء من "كهرماء" أو من الجهات الأخرى. الظاهرة الخطيرة التي شهدتها محطة تعبئة مياه الشرب بمنطقة المزروعة تحتاج لتدخل سريع من الجهات المعنية وعلى رأسها المؤسسة القطرية للكهرباء والماء "كهرماء" للتصدي لتلك الظاهرة ومحاسبة كل المخالفين لتهديدهم صحة المستهلكين . سائقو التناكر غير المطابقة للمواصفات يتحايلون على القانون والرقابة التي ألغت تراخيص تلك التناكر القديمة بسبب عدم مطابقتها للاشتراطات الصحية، ويشترون المياه من سائقي الشاحنات المرخصة لنقلها للمستهلكين. الراية تحدّثت مع سائقي بعض التناكر غير المرخصة والذين أكدوا أنهم غير مسموح لهم بدخول محطة التعبئة، ومنهم من أكد أن تراخيص سياراتهم منتهية ولم تجدد من "كهرماء" لمخالفتها الاشتراطات والمعايير المعمول بها للسماح للسيارات بنقل المياه الصالحة للشرب، وبعضهم أكد أن لديه مهلة لتوفيق أوضاعه لتجديد ترخيصة أو عمل صيانة للتنكر وغسله من الداخل لاستكمال الاشتراطات المطلوبة، وفي كل الأحوال لا يسمح له بدخول محطة التعبئة، وهو ما يدفعهم لشراء حمولة المياه من السيارات المرخصة مقابل أسعار أعلى ليقوم السائقون بإعادة بيعها للمستهلكين. الغريب في الأمر أن كل ذلك يحدث في العلن وعلى مرأى ومسمع من الجميع أمام محطة التعبئة وليس في أماكن بعيدة أو سريّة بالرغم مما تشكّله التناكر غير المطابقة للمواصفات من مخاطر صحيّة كبيرة على المستهلكين. تلك المخالفة تأتي ضمن مخالفات عديدة يرتكبها بعض سائقي التناكر الخاصة، كان آخرها قيام وحدة المزروعة البرية التابعة لإدارة الحماية البيئية بضبط تنكر مياه صالحة للشرب بتعبئة ديزل من محطة بترول اللاندمارك وتم تحرير المحضر اللازم له ومصادرة السيارة وإحالته لنيابة البيئة لاتخاذ الإجراءات القانونية ضده. كما تداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديو قام بتصويره أحد المواطنين لتنكر مياه صالحة للشرب بسحب مياه صرف صحي من بالوعة صرف صحي في إحدي مناطق الدوحة ووصفت جميع الأوساط تلك الواقعة بأنها حلقة متصلة من مسلسل فوضى مخالفات تناكر المياه وتعريض حياه المواطنين للخطر. نقص الرقابة وعن كثرة المخالفات التي ترتكب بواسطة تناكر المياه يقول السيد حمد لحدان المهندي عضو المجلس البلدي المركزي: إن نقص الرقابة على أصحاب وشركات سيارات نقل المياه هو السبب الرئيسي في تمادي هؤلاء الأشخاص في العبث بصحة وحياة المواطنين مستخدمي تلك المياه في المناطق التي لا يوجد بها أو لم تكتمل فيها البنية الأساسية، وبالتالي فمن أمن العقاب أساء الأدب وهو ما يبرّر تهاون أصحاب وسائقي تناكر المياه بصحة المواطنين من خلال عدم الالتزام بالاشتراطات والمواصفات التي حدّدها القانون في سيارات نقل المياه لحماية صحة المواطنين. وطالب بضرورة تشديد الرقابة على تلك السيارات من خلال إخضاعها للفحص الدوري للتيقن من التزامها بالمواصفات القياسية علاوة على التفتيش والرقابة المفاجئة عليها من خلال الحملات الأمنية وكافة الجهات المعنية بعملها وفي مقدمتها "كهرماء". وأشار إلى أنه من المفترض أن يتم التفريق بين سيارات نقل المياه والأخرى الخاصة بسحب مياه الصرف في اللون والمعايير الخاصة بكل منها حتى يتثنى التفريق بينها، وفي النهاية نتمنى أن تختفي تلك التناكر تمامًا من قطر عقب الانتهاء من تمديد شبكة المياه وتوصيلها لكل بيت في أنحاء قطر. مخالفات بالجملة ويشير مبارك فريش إلى جملة من المخالفات الأخرى التي ترتكب بواسطة سائقي ومالكي تناكر المياه من بينها قيام الكثير منها بسحب مياه الصرف وأن الفيديو الذي تداولته وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي هو مجرد واقعة من عشرات الوقائع التي ترتكب يوميًا علاوة على تهاون سائقي تلك السيارات بأهمية الحفاظ على المياه التي ينقلونها والحفاظ عليها بعيدًا عن أي تلوث وبالتالي يرتكبون أفعالًا مشينة من بينها وقوفهم بأقدامهم أعلى التنكر وسحب المياه بواسطة خراطيم غير نظيفة واستخدام الأسلوب اليدوي في تعبئة وتفريغ المياه وهو ما يعرّض هذه المياه للتلوث وبالتالي نقل الأمراض لمستخدميها. وشدّد على أهمية أن تكون هناك رقابة مستمرة من "كهرماء" ومراجعة الترخيص الممنوح لتلك السيارات أولًا بأول وعمل حملات على الطرق من قبل مفتشيها للتأكد من صلاحية التنكر من الخارج والداخل وبالتالي صلاحية المياه التي ينقلها. حملات مكثفة وأكد السيد محمد فيصل الشهواني أن الغالبية العظمى من قائدي ومالكي تلك السيارات هم من الجنسيات الآسيوية وبالتالي لا يعنيهم إلا تحقيق الربح حتى لو كان ذلك على حساب صحة وحياة الآخرين كما أن الثقافة المختلفة تجعل من الانضباط والالتزام بالمواصفات والمقاييس ترفًا لا فائدة منه ولن ينفق أمواله على نظافة الصهريج من الداخل ولا يعنيه ذلك إلا وقت الحصول على الترخيص. وطالب بتكثيف الحملات الرقابية على الطرق وتكثيف جهود المراقبين من وزارتي البيئة وكهرماء لاستيقاف تلك السيارات وفحصها والتأكد من صلاحيتها ونظافة الصهريج من الداخل. اما فيما يتعلق بما يحدث أمام محطات المياه من قيام سيارة بنقل حمولتها لسيارة أخرى فأكد أن المسؤولية برمتها تقع على كهرماء التي يجب عليها التصدي لهذه الأفعال التي لا مبرر لها إلا أنها للتحايل على القانون في غياب الرقابة. مواصفات قياسية وقد أعدت إدارة المواصفات والتقييس بوزارة البيئة مواصفة إلزامية لنقل مياه الشرب وهو ما انفردت به قطر دون دول العالم حيث لا توجد مواصفة دولية لنقل مياه الشرب وقد حدّدت المواصفة الاشتراطات اللازمة لسيارات نقل المياه بأنه يجب أن يكون التصميم العام للصهريج وهيكل الشاحنة متوافقًا مع خواص بناء المجموعة وأداء الشاحنة ويكون الصهريج جزءًا متكاملاً من الهيكل ومتصلاً به بأمان ويكون الشكل العام بيضاويًا مع نهاية مستديرة ويزود الصهريج الصغير بفتحة دخول واحدة والكبير بفتحتين باتساع كاف لإجراء الصيانة والفحص الداخليين وأن يتم وصل كل من بدن الصهريج وطرفيه والحواجز الداخلية بطريقة سليمة وألا تقل متانة أي وصلة عن 85% من متانة مادة الصهريج المجاورة للوصلة، ويصنع هيكل تثبيت الصهريج من الصلب أو أية مادة أخرى مكافئة، وأن يصمّم بحيث يمنع حركة الصهريج بالنسبة لهيكل الشاحنة ويتحمّل الإجهادات الإضافية الناتجة عن معدل التسارع أو التباطؤ الأفقي والرأسي الذي يحدث أثناء الحركة بالإضافة إلى أن يكون هيكل التثبيت مصممًا كوحدة متكاملة ملحومة ببدن الصهريج، وفي المقطورة ونصف المقطورة ويجب أن يكون كل موضع اتصال محلومًا لحامًا مستمرًا بجسم الصهريج وأن تتوافر له دعامات تقوية ويجب ألا يزيد أقصى عرض للصهريج وملحقاته ومستلزماته على العرض الكلي للشاحنة ويمنع تثبيت صندوق العدد والمعدات في أعلى الصهريج. ووفقًا للمواصفة فإنه يجب أن تثبت المضخة على قاعدة مستقلة في مؤخرة الصهريج من أسفل أو في الجزء الأعلى من الصهريج شريطة أن تكون على بعد لا يقل عن متر من فوهة التعبئة ويشترط في الحالتين أن تتم حمايتها في حالة عدم الاستخدام وكذلك يثبت صنبور خارجي أو أكثر في أسفل مؤخرة الصهريج. وتتم إضافة حوض قبل الصنبور يكون مستواه منخفضًا عن المستوى السفلي للصهريج ومزودًا بوسيلة تصريف مناسبة لتصريف الشوائب المترسبة بالصهريج. ومن ضمن المواصفات التي وضعت وجوب ومنع حواجز مقاومة الاندفاع المفاجئ للماء حيث يزود الصهريج ذو السعة 4000 لتر أو أكثر بحواجز داخلية مصنوعة من نفس مادة بدن الصهريج وتعمل على مقاومة الاندفاع المفاجئ للماء بداخل الصهريج وتثبت رأسيًا داخل الصهريج عبر محوره الطولي وتتحمّل الإجهادات التي تنشأ عادة أثناء عمليات النقل ويكون التباعد بين الحواجز، بحيث يعطي الحماية الكافية من تأثير اندفاع الماء أثناء الظروف العادية للنقل وأن يحتوي الجزء السفلي من كل حاجز على فتحات تقع في أسفل الحاجز ولا يقل طول لحام الحاجز عن 50% من طول المحيط الكلي للبدن. كما حدّدت شروط فتحات الملء وفتحات الدخول وذلك بأن يكون تصميم غطاء كل من فتحة الدخول أو فتحة الملء بحيث توفر قفلًا آمنًا للفتحات، وأن تزود فتحة الملء أو الدخول بوسائل حماية مناسبة لمنع فتحهما أثناء عملية النقل وأن تزود بإطار من المطاط لضمان عدم تسرّب الملوثات من الخارج أو انسكاب الماء من داخل الصهريج، ويتم تثبيت غطاء كل من فتحة الملء أو الدخول بأمان في الصهريج وتكون بمستوى أعلى من سطح الصهريج وبارتفاع لا يقل عن 100مم، وأن يكون لكل حجيرة "بين الحاجزين" فتحة دخول محكمة الغلق من الأعلى أو فتحة دائرية كبيرة في الحاجز لإجراء الصيانة أو النظافة للحجيرة. وأن يزود الصهريج بخرطوم مصنوع من البيوتيلين ويكون مطابقًا للمواصفة القياسية القطرية رقم 4951994 وأن يكون الخرطوم نظيفًا خاليًا من الثقوب، وكذلك أن يكون طول الخرطوموقطره متناسبين مع متطلبات التعبئة والتفريغ وأن يحفظ في مكان مخصص لهذا الغرض، ويفضل وضعه داخل صندوق بجانب الصهريج وتغطى فوهة الخرطوم بغطاء مناسب مانع لدخول الحشرات والقوارض داخل الخرطوم. وتزود الشاحنة الصهريجية بدَرَج "سلم" واحد على الأقل لتسهيل الوصول إلى أعلى الصهريج. وتكون درجات الدرج "السلم" غير زلقة وألا تزيد المسافة بين أي درجة والتي تليها على 350مم وتزود الشاحنة الصهريجية بمنصة غير زلقة "غير ملساء" أعلى الصهريج وتمتد من النهاية العلوية للدرج وحتى النهاية الأخرى للصهريج بحيث تكون هذه المنصة كافية لتحرّك شخص يمكنه الوصول بأمان إلى أي فتحة دخول أو أي فتحة ملء. كما تزود الشاحنة الصهريجية بصدام خلفي لحماية الصهريج والصنابير والمستلزمات الأخرى من أي تصادم من الخلف ويكون الصدام مركبًا على بعد 150مم على الأقل من أي جزء في مؤخرة الشاحنة كما تزود الصهاريج بصدّامات جانبية تكون بارتفاع "55سم" عن مستوى سطح الأرض. وتزود الشاحنة الصهريجية بصندوق عدة لحالات الصيانة الطارئة للشاحنة ويثبت مانع للأوحال على الإطارات حتى يمنع تناثر الأوحال على المضخة أو الصنبور. وتوجه أنبوبة تصريف العادم بعيدًا عن الصهريج وعن فتحة الملء وفتحات الدخول وأن تجتاز الشاحنة الصهريج الفحص الفني الدوري "كل ستة أشهر" أو كما توصي الجهات المختصة. وتكون الشاحنة الصهريجية بحالة جيدة من الناحية الفنية ومن حيث الشكل العام وحاصلة على ترخيص سير ساري المفعول. كذلك تزود الشاحنة الصهريجية بإشارات ضوئية وإشارات تحذيرية تعمل بشكل جيد طبقًا للمواصفة القياسية القطرية رقم 422003 م. جريدة الراية القطرية