تعقد الدول الأوروبية التسع المعنية بشكل كبير بملف المقاتلين الأجانب في سوريا، اجتماعاً في 8 مايو/ أيار المقبل في بروكسل لدراسة سبل مواجهة التطرف حال عودة هؤلاء المقاتلين. حسب وزيرة الداخلية البلجيكية، جويل ميلكي، فإن أحد أهم القضايا التي تشغل بروكسل هي وجود منصة لتنظيم القاعدة على أبواب أوروبا، وهي مشكلة جديدة طرحها النزاع في سوريا. ويشارك في الاجتماع ممثلون عن الولاياتالمتحدة والمغرب والأردن وتونس وتركيا التي تشكل نقطة عبور باتجاه سوريا. ويأتي الإعلان عن عقد هذا المؤتمر بعد إعلان فرنسا هذا الأسبوع عن خطة صارمة في محاولة لمنع المجندين من التوجه للقتال في سوريا. وكانت بلجيكا أحصت منذ عام 2012 مشاركة نحو 300 شخص من مواطنيها في القتال الدائر في سوريا من بينهم 50 عادوا و20 قتلوا. النصرة وداعش كما قدرت مؤسسة كيليام وهي معهد للابحاث حول الاسلاميين ومقره لندن عدد الجهاديين البريطانيين في سوريا بحوالي 200 الى 1200 التحق معظمهم بصفوف جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام باستثناء البعض من اصل سوري ينضمون إلى المجموعات المسلحة المعتدلة. وبحسب وزير الداخلية الفرنسي، مانويل فالس، يحارب 250 فرنسيا حاليًا في سوريا قتل 21 منهم. وتثير زيادة عدد الجهاديين الفرنسيين والبلجيكيين والبريطانيين الذين يتوجهون الى سوريا للالتحاق بصفوف المعارضة المسلحة، قلق حكومات هذه الدول التي تخشى من عودتهم بعد تشددهم. وحذر خبراء من أن أعداد هؤلاء الجهاديين الاوروبيين الذين قتل العشرات منهم في المعارك او جرحوا او اسروا على ايدي الجيش السوري، يزداد عددهم ويحاولون التوجه الى سوريا. عبء على المعارضة وأصبح هؤلاء الجهاديين الاوروبيين يشكلون عبئا واحراجا للمعارضة السورية المعتدلة التي تعهدت لدى الحكومات الاوروبية بعدم استقبالهم، و"لكن بالمقابل يتم استقبالهم بالترحاب" من قبل جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا والدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) المرتبطة ايضا بتنظيم (القاعدة). وكان جيل دي كيريشوف منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب، حذر في وقت سابق من العام الحالي من قدوم المقاتلين الجهاديين على أرض سوريا ضد نظام بشار إلى أوروبا للعيش بها، وقال: "إن عدد القادمين والخارجين من وإلى سوريا في تزايد مستمر مما يستدعي وقفة صارمة للحد من ذلك". واعتبر منسق الاتحاد الأوروبي أن هؤلاء المقاتلين يتعلمون القتال في سوريا، ويتم تلقينهم ما زعم أنه تعاليم الإسلام المتشدد الأمر الذي سيشكل خطرًا حقيقيًّا للداخل الأوروبي على حد قوله، كما حذر "كير يشوف" في مذكرة تم عرضها على اجتماع وزراء الداخلية لدول الاتحاد الأوروبي في ديسمبر الماضي من أن هؤلاء المقاتلين غالبًا ما يعتبرون أبطالا عند فئة من الشباب الأوروبي؛ مما يعزز فرص انتدابهم والمضي في نفس الطريق. تزايد المقاتلين وتكشف مذكرة أن عدد المقاتلين الأوروبيين في تزايد، ودعت المذكرة إلى ضرورة تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة من أجل فرض مزيد من المراقبة على الحدود التركية السورية، والطرق التي يتخذها "المقاتلون" للدخول إلى سوريا، بالإضافة إلى مراقبة المطارات والرحلات الجوية وخاصة مخيمات اللاجئين. ومن جهته، كان معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى اعترف بأن مسالة المقاتلين الأجانب في سوريا أصبحت مصدر قلق متزايدًا للحكومات الغربية. وأشار المعهد الى أنه وفقًا للعديد من المصادر أصبح هناك ما يقدر بنحو 11 ألف مقاتل من 74 دولة في صفوف المعارضة السورية، وأن عدد المقاتلين من أوروبا الغربية تضاعف منذ شهر ابريل/ نيسان العام الماضي من 600 فقط الى 1900 حاليًا. وقال آرون زيلين الباحث بمعهد واشنطن أنه بين عامي 2011 و2013 ارتفع عدد المقاتلين الاجانب من 3300 الى 11 ألفًا مشيرًا الى أنهم ذهبوا الى سوريا للانضمام إلى صفوف المعارضة. وأضاف الباحث أن هذا العدد يشمل الذين مازالوا في سوريا حاليًا وهؤلاء الذين عادوا إلى أوطانهم حيث تم القاء القبض عليهم أو لقوا حتفهم. ويشير الباحث الى أنه على الرغم من أن غالبية المقاتلين الأجانب في سوريا هم من دول عربية أو أوروبية اذ تصل نسبتهم الى 80 بالمائة إلا أن هناك مقاتلين من جنوب شرق آسيا وامريكا الشمالية واستراليا ومن دول افريقية. ايلاف