بفضل من الله، تجاوزت بلادنا موجة التكفير التي اجتاحت العالم الإسلامي منذ مطلع الثمانينات تقريباً حسب بعض الدارسين في هذا المجال، بلادنا كانت في معزل وبعيدة تماماً عن هذا التجديف والضيق بالآخر والكراهية ونشر العصبيات والطائفيات البغيضة، رغم أن هذه الظواهر كانت جارفة وعامة ولا يخلو منها بلد أو مجتمع، بل في كثير من الأحيان كانت تعتقد بعض البلدان أنها في سلامة تامة وفوجئت بأنها باتت وكراً لخفافيش الظلام ومروجي الأفكار الضيقة المتشددة القاسية. يسأل البعض عن السبب في كون الإمارات بعيدة عن مثل هذه التيارات والأصوات النشاز، ورغم أنه قد يظهر للبعض بداهة السؤال وبساطته، إلا أن الإجابة متعددة ومتفرعة وواسعة تبدأ من إنسان هذه الأرض المباركة الذي عرف عنه انفتاحه وسعة عقلة وكبر قلبه، وصولاً لقيادتنا وشيوخنا الذين نفخر بهم وبحكمتهم وسعة نظرهم وسياستهم الهادئة العميقة. ولعل من حكمة القيادة لدينا أن الأمن لا يمكن أن يتحقق إلا بمنظومة اجتماعية قوية فيها رحمة الضعيف ومساعدته والوقوف بجانبه، تتمثل في مكافحة الفقر ونشر مظلة التعليم العام القوي الذي يركن وينحاز للمعلومة والاختراع وليس للهوى والعصبية، تتمثل في برامج رعاية صحية قوية واسعة توجه للجميع دون استثناء، تتمثل في رعاية اجتماعية لها مظلة عظيمة تغطي تراب هذه البلاد الحبيبة، تتمثل في اقتصاد متنوع وتنمية مستدامة ومشاريع متواصلة وبناء لا يتوقف ونهضة في كافة مفاصل الحياة، تتمثل في توعية دينية للناس تقوم على المحبة والتسامح والوئام امتثالاً لأمر نبينا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم والتي جاءت في كثير من أحاديثه النبوية التي تحث على الإخاء والتعاون والسلام والمحبة والإثار. عندما تم تعزيز هذه القيم وغرس هذه المبادئ كان الإماراتي مضرباً للمثل في العالم بثقافته واحترامه، نحن اليوم نقطف ثمار هذه السياسة وهذا التوجه الإنساني البليغ العظيم والمطلوب منا جميعاً أن تتضافر جهودنا لتعزيز هذه القيم والمحافظة عليها، ففي هذا الزمن ومع التطبيقات الحديثة وأجهزة الاتصال الذكية وبرامج التواصل الاجتماعي ندخل في مرحلة جديدة من التحدي للمحافظة على قوتنا ضد الإرهاب والتطرف، وبإذن لله ستتكسر جميع محاولات خفافيش الظلام في أول محاولة أو نفس ينفث باتجاه بلادنا، فالمطلوب صد مروجي الشائعات، بل أن نكون أصوات حق في كل موقع على شبكة الإنترنت ونعلن كل خير وننشر كل فضيلة ونحن أهلاً لهذا. [email protected] The post قوتنا ضد الإرهاب والتطرف appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية