نددت روسيا، أمس، بالعقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة، واعتبرت أنها تعني فرض "ستار حديدي" جديد بإيعاز من واشنطن، وتدفع الأزمة الأوكرانية إلى "حائط مسدود"، تعهدت بالرد عليها، فيما تواصل التوتر في شرق أوكرانيا بعد سلسلة أعمال عنف، واقتحم موالون لروسيا مقر الإدارة المحلية في مدينة لوغانسك . وقالت فالنتينا ماتفيينكو رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، إن روسيا تستعد للرد على العقوبات الجديدة التي فرضتها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي على موسكو . ونقلت انترفاكس عن ماتفيينكو قولها "بعد الموجة الثانية من العقوبات تعد الحكومة إجراءات للرد وتقيم في البداية الضرر المحتمل على اقتصادنا . مثل هذه الهجمات غير الودودة، لا يمكن تركها من دون رد، وأعتقد أنه سيكون هناك رد بالتأكيد" . ورفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، في هافانا العقوبات الغربية الجديدة ضد روسيا، واعتبر أنها "تخالف المنطق" . وقال لافروف خلال لقاء مع نظيره الكوبي برونو رودريغيس خلال أول زيارة له إلى كوبا: "نرفض العقوبات أياً كانت، وخصوصاً العقوبات التي تبنتها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي خلافاً لأي منطق على خلفية الأحداث في أوكرانيا" . وكانت الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي نشرت، أمس، لائحة الأشخاص الذين تعتبرهم "مسؤولين عن أعمال تهدد وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها واستقلالها"، وبينهم زعماء مجموعات انفصالية في شرق أوكرانيا . وتشمل اللائحة أيضاً رئيس هيئة أركان الجيش الروسي ومدير الاستخبارات العسكرية . وقالت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، إن الاتحاد قد يفرض مزيداً من العقوبات الفردية على شخصيات روسية إن اقتضت الضرورة بسبب أزمة أوكرانيا . وتعهدت المفوضية الأوروبية، أمس، بدفع مبلغ جديد لأوكرانيا بقيمة 365 مليون يورو (505،4 مليون دولار) للمساعدة على استقرار البلاد ودعم المجتمع المدني . كما أعلنت المفوضية الأوروبية ان الاتحاد الأوروبي وروسياوأوكرانيا سيعقدون في الثاني من مايو/ أيار في وارسو اجتماعا مخصصا لضمان وصول إمدادات الغاز الروسي إلى أوكرانيا والاتحاد الأوروبي . وكان الأمريكيون أعلنوا، الاثنين، عن عقوبات تطال سبعة مسؤولين روس و17 شركة يعتبرون مقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين . كما أعلنت كندا عن سلسلة عقوبات جديدة تستهدف مصرفين وتسعة مسؤولين كبار متهمين بالضلوع في الأزمة الأوكرانية . ونددت روسيا، أمس، بهذه الإجراءات . وقال نائب وزير الخارجية الروسي غريغوري كاراسين "هذه سياسة غير بناءة على الإطلاق، وتدفع الوضع المتأزم أصلا في أوكرانيا نحو حائط مسدود" . كما أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن الولاياتالمتحدة تعيد سياسة "الستار الحديدي" التي مارسها الغرب ضد بلاده إبان الحرب الباردة من خلال فرض عقوبات على نقل التكنولوجيا إلى روسيا . وقال ريابكوف على موقع صحيفة "غازيتا" إن "هذا يضرب شركاتنا وقطاعات التكنولوجيا الفائقة . انها عودة إلى النظام الذي أنشئ في 1949 عندما أغلق الغربيون الستار الحديدي أمام نقل التكنولوجيا إلى الاتحاد السوفييتي ودول أخرى" . واتهم قادة الغرب بالسعي علانية إلى "عزل" روسيا، وبأنهم "لا يرون العالم من حولهم" . وأعلن نائب رئيس الوزراء الروسي ديمتري روغوزين، أمس، أن الولاياتالمتحدة "تعرض" روادها على محطة الفضاء الدولية للخطر عبر تبني عقوبات على موسكو قد تؤثر في قطاع الفضاء الروسي . وقال "إن أرادوا ضرب قطاع الصواريخ الروسي، فسيعرضون تلقائياً روادهم في محطة الفضاء الدولية للخطر" . كما اتهمت وزارة الخارجية الروسية الأوروبيين بالانصياع لرغبة واشنطن . وقالت وزارة الخارجية في بيان "بدلاً من إرغام عصابة كييف على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، حول مستقبل البلاد، ينصاع شركاؤنا لرغبة واشنطن عبر بادرات غير ودية تجاه روسيا" . وتوعدت روسيا بالرد على قرار اليابان عدم منح تأشيرات دخول ل23 مواطناً روسياً في إطار العقوبات المرتبطة بالأزمة الأوكرانية . وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش في بيان، إن "روسيا أصيبت بخيبة أمل جراء قرار اليابان فرض عقوبات على مجموعة من المواطنين الروس، وذلك لن يمر من دون رد" . وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أكد لنظيره الأمريكي تشاك هاغل أن "القوات الروسية لن تجتاح أوكرانيا" . وقال إن "روسيا أرغمت على إطلاق مناورات واسعة النطاق قرب الحدود مع أوكرانيا في مواجهة احتمال حصول تحرك عسكري (أوكراني) ضد المدنيين . وما إن أعلنت السلطات الأوكرانية أنها لن تستخدم الوحدات العسكرية النظامية ضد الشعب الأعزل، فإن القوات الروسية عادت إلى ثكناتها" . ونفى شويغو أيضاً "بشكل قاطع وجود مجموعات تخريب روسية في جنوب شرق أوكرانيا" . وفي شرق أوكرانيا، استمر التوتر بعد أعمال العنف والحوادث التي وقعت الاثنين، فيما لا يزال مصير مراقبي منظمة الامن والتعاون في أوروبا المحتجزين لدى عناصر موالية للروس غير معروف . وهاجم نحو 300 متظاهر من الموالين لروسيا، أمس، مقر الإدارة المحلية في مدينة لوغانسك في شرق أوكرانيا . وقام نحو 20 شاباً مسلحين بقضبان حديد بكسر إحدى نوافذ المبنى في غياب الشرطة، في حين وقف المتظاهرون في الخارج بانتظار الدخول . واستبدل المتظاهرون العلم الأوكراني على المبنى بالعلم الروسي . وطالب المحتجون، الذين سيطروا على إحدى سيارات الشرطة، عناصر الأمن بتسليم سلاحهم . ووصفت الولاياتالمتحدة أعمال العنف ضد الموالين لكييف في شرق أوكرانيا واحتجاز مراقبين من منظمة الامن والتعاون في أوروبا ب"الإرهاب"، وفق ما جاء في بيان لسفارتها في كييف . وقالت السفارة في بيان، أمس: "نحن ندين خطف الانفصاليين للمراقبين الأوكرانيين والدوليين، ومن بينهم من تعرض للضرب بطريقة وحشية، إن هذا إرهاب محض" . (وكالات) الخليج الامارتية