قبل أسبوعين فقط من وصول قطار الدوري الإسباني لكرة القدم إلى خط النهاية، أصاب الجنون المسابقة، وأصبحت الإثارة والحسابات المعقدة الشعار الأول للبطولة، بغض النظر عن الأداء الفني والخططي. وجاءت نتائج المرحلة ال36 من المسابقة، التي أقيمت مبارياتها هذا الأسبوع، لتزيد من اشتعال حدة المنافسة على اللقب، وتعيد برشلونة وريال مدريد بقوة إلى المنافسة مع أتلتيكو مدريد، بعدما ساد الاعتقاد بأن اللقب سيستقر في أتلتيكو صاحب المستوى الرائع هذا الموسم. وأصبحت لكل من الفرق الثلاثة فرص رائعة للفوز باللقب، ما سيجعل المباريات الثلاث الباقية للريال في المسابقة بمثابة «حياة أو موت»، كما قد يجعل من المباراة بين برشلونة وأتلتيكو في المرحلة الأخيرة مثل النهائي المثير على اللقب، وقد يصبح شعار الفريقين في هذه المباراة «أكون أو لا أكون»، في حالة تعثر الريال في أي من مباراتيه المقبلتين، ومنهما مباراة مؤجلة يخوضها غداً. وتبدو فرص كل من الفرق الثلاثة مختلفة إلى حد ما، حيث يحتاج أتلتيكو إلى حصد أربع نقاط من مباراتيه الباقيتين في المسابقة حتى يتوج بطلاً للدوري الإسباني بغض النظر عن نتائج منافسيه. أنشيلوتي: «الليغا» لن يُحسم إلا في الجولة الأخيرة أعرب مدرب ريال مدريد، الإيطالي كارلو أنشيلوتي، عن استيائه من النتيجة التي خرجت بها مباراة فالنسيا بالتعادل الإيجابي 2-2 في الدوري الإسباني على ملعب سينتياغو بيرنابيو، أول من أمس. وقال أنشيلوتي، في المؤتمر الصحافي عقب المباراة، إن «لقب الليغا سيحسم في الجولة الأخيرة، فقد كان أسبوعاً صعباً للفرق الثلاثة المنافسة على البطولة». وأضاف «تشيلسي وأتلتيكو مدريد وفريقي، لم تكن في أفضل حال خلال مباريات (أول من أمس)، ودفعنا جميعاً ثمن هذا»، وتحدث المدرب الإيطالي عن هدف التعادل المذهل الثاني الذي أحرزه البرتغالي، كريستيانو رونالدو، قائلاً: «في الحقيقة هدف رائع في كيفية تعامله مع الكرة، ورائع من ناحية حصد نقطة على الأقل، لأن الخسارة كانت تعني أننا خسرنا الليغا». أما الريال فيحتاج إلى الفوز بكل من مبارياته الثلاث الباقية في المسابقة، ومنها المباراة المؤجلة مع بلد الوليد، التي يخوضها غداً، لكنه يحتاج في الوقت نفسه إلى فوز برشلونة على أتلتيكو في حالة فوز الأخير بمباراته في المرحلة قبل الأخيرة. وفي المقابل، سيكون برشلونة بحاجة إلى الفوز في مباراتيه المقبلتين وفشل الريال في تحقيق الفوز بأي من مبارياته الثلاث المتبقية. وبهذا، يكون أتلتيكو هو الوحيد من بين الفرق الثلاثة الذي يمتلك فرصه بيده فقط، ويمكنه حسم اللقب من دون النظر إلى نتائج الآخرين، حيث يحتاج إلى الفوز، يوم الأحد المقبل، في مباراته أمام فريق ملقة الذي يدربه الألماني بيرند شوستر الذي لعب في الماضي، لكن من الريال وبرشلونة وأتلتيكو نفسه، كما تولى تدريب الريال. وليس هناك هدف يسعى ملقة لتحقيقه من خلال هذه المباراة بشأن ترتيبه في الدوري، أو المنافسة على المقاعد الأوروبية، أو حتى الهروب من شبح الهبوط،ولكن ليفانتي أيضاً لم يكن لديه ما يصبو إلى تحقيقه سوى زيادة رصيده من النقاط، ورغم هذا حقق الفوز 2/صفر على أتلتيكو في مفاجأة كبيرة. ويختتم أتلتيكو بقيادة مديره الفني الأرجنتيني، دييغو سيميوني، مسيرته في الدوري الإسباني هذا الموسم في ضيافة برشلونة باستاد «كامب نو» وهي المباراة التي تثير سؤالاً مهماً وهو: هل يترك برشلونة الفوز لأتلتيكو في هذه المباراة حتى لا يفوز الريال بلقب الدوري؟ ويحتاج الريال إلى الفوز على بلد الوليد وسلتا فيغو واسبانيول، إذا أراد الدفاع عن فرصته في استعادة اللقب، لكنه يحتاج أيضاً إلى مساعدة من برشلونة، حيث يتطلب الأمر فوز برشلونة على أتلتيكو في المرحلة الأخيرة. وجاء التعادل مع ضيفه فالنسيا ليقلص من البدائل المتاحة أملم الريال ويحيط الفريق بحالة من الحزن، بعدما أصبح بحاجة إلى مساعدة المنافس اللدود له، حتى لا يذهب اللقب إلى منافس آخر عنيد، وهو خصمه وجاره أتلتيكو. ويواجه الريال مشكلة حقيقية في مباراته في المرحلة ال35، حيث يحل ضيفاً على سلتا فيغو صاحب المركز التاسع بفارق الأهداف خلف فالنسيا الذي يدربه لويس إنريكي، لاعب ريال مدريد سابقاً، الذي ترك النادي الملكي إلى برشلونة، كما يحظى بكراهية شديدة من جماهير الريال. ولكن موقف برشلونة لن يكون أقل صعوبة، خصوصاً أنه سيحل ضيفاً، الأحد المقبل، على إلتشي الذي يحتاج إلى النقاط الثلاث للمباراة بشدة من أجل تجنب الهبوط، ثم يختتم برشلونة مسيرته في الموسم الحالي بلقاء ضيفه أتلتيكو. وإذا لم يتعثر أي من الفرق الثلاثة في المباريات الباقية لها قبل الوصول إلى المرحلة الأخيرة من المسابقة، سيحتاج برشلونة إلى الفوز على أتلتيكو مع التمسك بالأمل في تعثر الريال أمام اسبانيول، لأن فوز برشلونة والريال في هذه الحالة سيكون معناه أن برشلونة سلم اللقب لمنافسه التقليدي العنيد ريال مدريد. وإذا ظل هذا الصراع الشرس بين الفرق الثلاثة حتى المرحلة الأخيرة من المسابقة، التي تقام جميع مبارياتها في التوقيت نفسه، فإن «الهواتف الذكية» ستكون حاضرة بقوة على مقاعد الأجهزة الفنية لمتابعة كل فريق ما يحدث في الملعب الآخر. والشيء الوحيد المؤكد هو أن التوتر سيظل حاضراً في الملاعب حتى اللحظة الأخيرة من المسابقة، وهو ما عبر عنه سيميوني قائلاً «الدوري الآن لم يعد يسمح بأي مرح». الامارات اليوم