اختتمت أمس فعاليات المنتدى الروسي الخليجي الأول والمعرض المصاحب اللذين انطلقت أعمالهما يوم الاثنين الماضي، بمشاركة واسعة من أبرز رجال المال والأعمال في روسيا ودول مجلس التعاون، واستضافهما مركز إكسبو الشارقة، ونظم المنتدى بالتعاون بين غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وغرفة تجارة وصناعة روسيا، ومجلس الأعمال الروسي في دبيوالإمارات الشمالية، ومجلس الأعمال العربي الروسي بهدف فتح قنوات التعارف والاتصال بين رجال الأعمال الروس ونظرائهم من دول مجلس التعاون الخليجي . وشهدت أيام المنتدى العديد من الجلسات الحوارية والمناقشات، حيث ركّزت على تعاون روسيا مع دول الخليج في مجالات حركة النقل الشحن، والخدمات اللوجستية والتجارة والخدمات، وركّز الجانب الروسي على مجالات الاستثمار في روسيا والسعي الدائم لجذب الاستثمارات الخليجية إلى القطاعات كافة ومنها قطاع الطيران الذي يعد أحد أكبر وأهمّ القطاعات في روسيا، حيث وصل بلغ إجمالي إيرادات (248) شركة إلى أكثر من 5 .19 مليار دولار في العام 2011 كما أن القطاع يؤمّن أكثر من 400 ألف وظيفة تسهم بشكل كبير في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي . من جانبه، قال سيف محمد المدفع مدير عام مركز إكسبو الشارقة: كان المنتدى فرصة طيبة للالتقاء والتشاور وبحث آفاق التعاون بين الجانبين في ظل توافر الفرص الاستثمارية الواعدة في كل من دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا، ونظراً لأهمية الحدث فقد شارك في المنتدى ممثلون عن تخصصات متنوعة من القطاعين العام والخاص، وأعتقد أن المشاركين من الجانبين قد تمكنوا من رسم صورة واضحة لخريطة الاستثمار وفرص الشراكة وجميع التفاصيل التي تهم المستثمرين الروس والخليجيين، وسيكون لذلك دور فعال في تطوير وتنشيط العلاقات التجارية والثقافية بين الجانبين . وأضاف: شهد المنتدى مشاركة عدد من الشخصيات المهمة من الجانب الروسي مثل فلاديمير إفتوشينكوف، رئيس مجلس إدارة شركة سيستيما، وفاليري شانتسيف، حاكم منطقة نيزني نوفغورود، وتاتيانا غفيلافا، مديرة المجلس الروسي العربي للأعمال، وعدد من وزراء جمهورية الشيشان، إضافة إلى عدد من وكلاء الوزارات ورؤساء الدوائر ووفد رسمي من مدينة موسكو ومجموعة من كبار التنفيذيين الذين يمثلون مختلف المؤسسات الروسية ومن الجانب الخليجي شارك في المنتدى عدد من أبرز رجال وسيدات الأعمال في المنطقة . وأشار المدفع إلى أن من أبرز النتائج لهذا المنتدى استقبال سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة فلاديمير إفتوشينكوف رئيس مجلس الأعمال الروسي العربي، حيث تم بحث العلاقات التجارية الروسية الإماراتية، وتم تسليط الضوء على ضرورة تنمية تلك العلاقات وتفعيل دور القطاع الخاص في هذا المجال، إضافة إلى سبل تشجيع العملية الترويجية بين روسيا ودول مجلس التعاون وخاصة مع دولة الإمارات . وتم خلال اللقاء إطلاق فكرة إنشاء مركز تجاري روسي في الشارقة أسوة بالمراكز التجارية الأخرى في الإمارة، وتأكيد سموه دعم الإمارة لإنشاء المركز الروسي لترجمة مكانة الشارقة التجارية وتفعيل العملية الاستثمارية بين البلدين الصديقين وترحيب الوفد التجاري الروسي بهذه الفكرة على أن يتم التنسيق بين غرفة تجارة وصناعة الشارقة والمؤسسات الحكومية والخاصة الروسية . وختم المدفع بالقول: لقد مثل هذا المنتدى فرصة مميزة ومنصة مثالية لتبادل واستكشاف الفرص الاستثمارية الكامنة لدى كلا الطرفين، ولتعزيز التجارة بين روسيا ودول الخليج، وتعد روسيا شريكاً استثمارياً مثالياً لدول الخليج بما فيها الإمارات، نظراً لما تتمتع به من إمكانات فائقة في مجال التكنولوجيا والقوى العاملة الماهرة، وتوسعاتها الضخمة في قطاع الإنشاءات، ووفرة الموارد الطبيعية فيها، فضلاً عن احتوائها على طبقة متوسطة ذات قدرة شرائية عالية . وأضاف: "لقد بلغت استثمارات الشركات الروسية في الإمارات 186 مليون دولار في ،2011 في حين بلغ حجم الاستثمارات الإماراتية في المشاريع الروسية 253 مليون دولار في 2011"، معبراً عن أمله في زيادة معدلات الاستثمار بين الجانبين خلال السنوات المقبلة . زيادة الاستثمارات ركز الجانب الخليجي خلال المحادثات على ضرورة زيادة الاستثمارات بين الجانبين وإقامة مشروعات مشتركة، خاصة في مجال استخدام التكنولوجيا الروسية في القطاعات الصناعية وزيادة حجم المبادلات التجارية . وأكد المشاركون أهميّة التعاون الاستراتيجي بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي في ضوء الفرص الكبيرة التي يمكن الاستفادة منها من خلال تعزيز العلاقات بين الجانبين، كما تضمّنت جلسات الحوار نقاشات حول وسائل النقل والتبادل التجاري في قطاع الخدمات والسلع الاستهلاكيّة، وأشاروا إلى أن المنتدى كشف عن وجود مجالات واسعة للاستثمار والتجارة بين الجانبين منها قطاع النفط والغاز والبنية التحتية، والطاقة النووية والصناعات المتقدمة الأخرى واستكشاف الفضاء السلمي . وقال فلاديمير يفتوشينكوف، رئيس مجلس الأعمال الروسي العربي، إن العلاقات التجارية والاقتصادية الروسية العربية تتطور بشكل دائم وبوتيرة متسارعة، وإن دولة الإمارات هي إحدى الدول الخليجية المتطورة بشكل سريع جداً وأحد أهم شركاء روسيا الاتحادية في العالم التي تشتهر بمؤسساتها المالية والصناعية الضخمة وهناك مجالات لمزيد من التعاون في مجالات الطاقة والتقنيات المتطورة . من جانبه دعا سيرجي كاتيرين رئيس الغرفة التجارية الصناعية لروسيا الاتحادية المشاركين في المنتدى، إلى المشاركة في معرض أرابيا إكسبو 2013 الذي سيقام في بطرسبرج في مايو/أيار المقبل على هامش الاجتماع الحادي عشر لمجلس الأعمال الروسي العربي، لافتاً إلى وجود فرص ممتازة لتطوير التعاون بين الجانبين في قطاع الوقود والطاقة واستخدام الطاقة الفعال والهندسة الميكانيكية والاتصالات والبناء والتشييد والزراعة وتفعيل التعاون العلمي والتقني والاستثماري ومؤسسات الأعمال الصغيرة والمتوسطة .