ملاك الصيدليات يهددون بالإضراب عن العمل نتيجة للاعتداء على أحد الصيدليات في مدينة رداع    سياسيو اليمن تخلوا عن عاصمتهم ورضوا بالشتات بديلا    نتنياهو في قبضة "حزب الله"؟؟    أبا رغال وفتح الطرقات    أحزاب تعز: استمرار حصار مليشيا الحوثي للمدينة وإغلاق الطرق جريمة واعتداء على حق الحياة    حكم صيام يوم الجمعة أو السبت منفردا إذا وافق يوم عرفة    الأردن يتغلب على السعودية 2-1 في تصفيات كأس العالم وآسيا: فوز مستحق في الجولة الأخيرة    اليونيسف: نحو 3 آلاف طفل في غزة معرضون لخطر الموت    مستشار الرئيس الزُبيدي يكشف عن تحركات لانتشال عدن والجنوب من الأزمات المتراكمة    وجود رشاد العليمي في عدن لن يعيد الدولة الجنوبية    مليارات شبوة توزع على المحاسيب... لا سيارة إطفاء ومصانع تحلية المياه تطفي حريق في أكبر الفنادق    كشف تفاصيل مثيرة عن "الأغبري" الذي اتهمته جماعة الحوثي بالتجسس لأمريكا وعلاقته بشقيق زعيم الجماعة    الحوثيون يختطفون إمام مسجد رفض توجيهاتهم    الحارس القضائي.. النسخة الحوثية من "اللجنة الخمينية لتنفيذ أمر الإمام"    وديًّا: رونالدو يقود البرتغال للفوز على أيرلندا    تحذيرات من دعوات مشبوهة: لجنة وزارة الدفاع ومحافظ أبين يتفقدون جبهة عقبة ثرة    السمسرة والبيع لكل شيء في اليمن: 6 ألف جواز يمني ضائع؟؟    "مسام" يواصل تطهير اليمن من الألغام الحوثية بإتلاف 659 لغماً في باب المندب    20 محافظة يمنية في مرمى الخطر و أطباء بلا حدود تطلق تحذيراتها    "تعز تواجه عقبة جديدة: شيخ قبلي يطالب بمبالغ مالية للسماح بإكمال مشروع الجسر"    مليشيا الحوثي تصعّد إجراءاتها الأمنية في طريق مأرب - البيضاء وتزيد الطين بله في طريق المسافرين    مدرب وحدة عدن (عمر السو) الأفضل في الدور الأول في بطولة الناشئين    الآنسي يعزي رئيس تنفيذي الإصلاح بمحافظة عمران في وفاة والده    اليويفا سيمنح برشلونة 50 ألف يورو    ضيوف الرحمن يواصلون توافدهم إلى مكة المكرمة استعدادا لأداء مناسك الحج    البنك المركزي يوضح سبب صرف مرتبات مايو عبر البنوك الموقوفة    النائب حاشد يغادر مطار صنعاء الدولي    بكر غبش... !!!    «كاك بنك» يسلم ثانوية لطفي جعفر أمان مواد مكتبية ومعدات طاقة شمسية    مول سيتي ستار في عدن.. سوق تجاري بمضمون خيري إنساني مراعاة لظروف الأسر الاقتصادية    بطعنات قاتلة.. شاب ينهي حياة زوجته الحامل بعد فترة وجيزة من الزواج.. جريمة مروعة تهز اليمن    بالفيديو.. رئيس ''روتانا'' يفاجئ الفنان محمد عبده عقب عودته من رحلته العلاجية .. وهذا ما فعلته ''آمال ماهر'' مع فنان العرب    صواريخ حزب الله الجديدة تهدد تفوق الطيران الحربي الصهيوني    موراتا يطلب الانتقال إلى الدوري السعودي    الإطاحة ب''نصاب'' جنوبي اليمن وعد مريضًا بالفشل الكلوي بالتبرع بإحدى كليتيه وأخذ منه نحو مليوني ريال    مساء اليوم.. المنتخب الوطني الأول يواجه النيبال في تصفيات آسيا وكأس العالم    مليشيات الحوثي تسيطر على أكبر شركتي تصنيع أدوية في اليمن    منظمة حقوقية: سيطرة المليشيا على شركات دوائية ابتزاز ونهب منظم وينذر بتداعيات كارثية    انهيار جنوني .. محلات الصرافة تعلن السعر الجديد للريال اليمني مقابل العملات الأجنبية صباح اليوم    حسام حسن: البعض يخشى نجاح منتخب مصر.. والتحكيم ظلمنا    عن جيراننا الذين سبقوا كوريا الشمالية!!    هل فقدت مليشيا الحوثي بصيرتها؟!    حكم التضحية بالأضحية عن الميت وفق التشريع الإسلامي    إتلاف كميات هائلة من الأدوية الممنوعة والمهربة في محافظة المهرة    تشيلسي مهتم بضم الفاريز    إعلان مفاجئ من بنك الكريمي بعد قرار البنك المركزي بعدن وقف التعامل معه!!    مجلس الأمن يتبنى مشروع قرار يدعم مقترح بايدن لوقف إطلاق النار بغزة    السلطات السعودية تكشف عن أكبر التحديات التي تواجهها في موسم الحج هذا العام.. وتوجه دعوة مهمة للحجاج    النفط يرتفع وسط توقعات بزيادة الطلب على الوقود خلال الصيف    آخر ظهور للفنان محمد عبده عقب تلقيه علاج السرطان .. شاهد كيف أصبح؟ (فيديو)    فضل الذكر والتكبير في العشر الأوائل من ذي الحجة: دعوة لإحياء سُنة نبوية    خلال تدشين الخدمة المدنية للمجموعة الثانية من أدلة الخدمات ل 15 وحدة خدمة عامة    افتتاح جاليري صنعاء للفنون التشكيلية    وفاة واصابة 4 من عمال الترميم في قبة المهدي بصنعاء (الأسماء)    عالم آثار مصري شهير يطالب بإغلاق متحف إنجليزي    أحب الأيام الى الله    السيد القائد : النظام السعودي يتاجر بفريضة الحج    ما حد يبادل ابنه بجنّي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليمن الجنوبي: الوفاق السياسي .. هل يتحقق بعد (8) سنوات ثورة ؟
نشر في الجنوب ميديا يوم 15 - 05 - 2014


الخميس 15 مايو 2014 10:40 مساءً
عدن(عدن الغد)خاص
اليمن الجنوبي , كان دولة مستقلة قبل ان تقضي عليها حرب يمنية شمالية في منتصف تسعينات القرن الماضي بعد اقل من اربع سنوات على توقيع اتفاق شكلي لوحدة يمنية بين البلدين الجارين.
السيطرة العسكرية الشمالية - كما يقول جنوبيون- دمرت مقومات الدولة الجنوبية التي كانت افضل بكثير من حيث البنية التحتية لبعض الدولة الجارة.
تلك السيطرة دامت لأكثر من 14 عاما , وسط رضوخ جنوبي لما فرضته عليهم (صنعاء) كأمر واقع , قبل ان يبادر ضباط جنوبيون على الخروج ضد نظام صنعاء الذي سرحهم من وظائفهم عقب انتصاره عليهم في حرب يقولون انها غير متكافئة وشارك فيها الى جانب القوات الرسمية اليمنية ميليشيات دينية وقبلية وعناصر من تنظيم القاعدة.
ذات يوم من مطلع يوليو 2007م تجمع عشرات الضباط وسط ساحة العروض التي كان الجيش الجنوبي المندثر بفعل حرب اليمنية الشمالي عليه , وهم يرددون هتافات حينها اعتلى العميد ناصر النوبة الذي كان ضابطا صغيرا في جيش جمهورية اليمن الجنوبية القوي , منصة الساحة ردد النوبة هتافات , اكد فيها انهم لن يصبروا على القهر والظلم الذي مارسه نظام الرئيس اليمني(صالح) عليهم عقب احتلال بلادهم.
وكان خروج ما اسمي بالمسرحين قسرا من وظائفهم السبب في اشعال فتيل الحركة الوطنية الجنوبية التي باتت تسيطر على معظم المدن والبلدات الجنوبية , لكن هذه الحركة شابها الكثير من العراقيل من بينها عدم توافق القيادات الجنوبية التي حكمت البلد قبل تسعينات القرن الماضي.
ولم تفلح اعمال قمع قامت بها القوات الحكومية لتظاهرات طالبت فيما بعد بالاستقلال التام لليمن الجنوبي , حيث قتل المئات وزج في السجون بالآلاف لكن تلك الاعمال الوحشية – كما تصف- تسببت في زيادة غليان الشارع الجنوبي , حيث شهد الاعوام 2009 و2010م تظاهرات ضخمة شهدتها مدينة عدن الجنوبية , قبل ان يأتي العام 2011م , الذي شهد مطلعه ما عرف بثورات الربيع العربي , التي طالبت بأسقاط حكم الرئيس اليمني السابق (صالح) حينها تداولت وسائل اعلام عربية ان الحراك الجنوبي قد تخلى عن مطلب استقلال اليمن الجنوبي , واصبح ينادي بأسقاط حكم علي عبدالله صالح , لكن تلك التداولات قوبلت بالتكذيب من قبل قيادات في الحراك , حيث تحدث القيادي الدكتور عبدالحميد شكري في مداخلة عبر قناة الجزيرة ان " ثورتهم ضد الاحتلال اليمني ولا علاقة لهم بثورة اسقاط النظام الشمالية".
وقال شكري في منتصف فبراير 2011م في رده على سؤال مذيع قناة الجزيرة حينها حول موقع الحراك الجنوبي من ثورة التغيير في صنعاء ان " الحراك الجنوبي تأسس قبل 4 اعوام , والجميع يعلم ذلك والجنوب خرج من اجل فك الارتباط".. نافيا " ان يكون هناك اي علاقة بين ثورة التغيير في العربية اليمنية وبين الحراك الجنوبي المنادي باستقلال اليمن الجنوبي".. موضحا ان " شعارات الحراك الجنوبي هي (ثورة ' ثورة يا جنوب , برع ' برع يا استعمار)".
وواصل الحراك الجنوبي حركة الشعبية رغم التسويات السياسية في صنعاء والتي قضت بحسب مبادرة قادتها دول خليجية واوروبية بتسليم السلطة ل(عبدربه منصور هادي) النائب السابق ل(علي عبدالله صالح) , ولامدن وبلدات الجنوب تشهد تظاهرات مؤيدة لمشروع الاستقلال , لكن رغم التأييد الشعبي لتحرير اليمن الجنوبي إلا ان هناك عراقيل ووصعوبات تواجه الثورة , من بينها تشرذم القيادات التي حكمة دولة اليمن الجنوبي قبل تسعينات القر الماضي.
ومنذ سنوات ينشد الجنوبيون ما يقولون انه (توافق سياسي جنوبي) بين القيادات التاريخية وكذا بين مختلف التيارات والهيئات المنضوية تحت لواء الحركة الوطنية الجنوبية , من أجل الوصول الى تحرير كامل لتراب بلادهم وطرد ما يقولون انه (احتلال اليمني الشمالي) لبلادهم , الأمر الذي يقول ناشطون ان تأخر الوفاق الجنوبي تسبب في تأخر الاستقلال المنشود.
ودأب الجنوبيون- وفق قيادي في الحركة الوطنية الجنوبية ,- على مخاطبة قيادات تاريخية على التوحد خلف مشروع الاستقلال الوطني لليمن الجنوبي , لكن تلك الخطابات لم تحقق المأمول حتى اليوم.
العيسي: صنعاء لاتزال مستفيدة من انقسامات الماضي الجنوبية
ويقول القيادي في الحركة الوطنية الجنوبية أديب العيسي ان " السبيل للخلاص من الاحتلال اليمني هو الوفاق السياسي الجنوبي".
وأوضح العيسي في حديث ل)عدن الغد (ان " صنعاء لاتزال مستفيدة من انقسامات الماضي الجنوبية , ونحن بدورنا في الثورة الجنوبية وحراكنا السلمي لم نستطيع ايجاد البديل المانع نظرا لتمسك عقليات الماضي بجنوب ما قبل التصالح والتسامح ".
وقال ان " صنعاء احتوت فصائل جنوبية عدة ولكن الخوف اليوم من الاحتواء الدولي للقيادات الجنوبية السابقة واستخدامها في قتل احلام وآمال شعبنا واهدار تضحياته الجسيمة".
وجدد العيسي خطابه للقيادات الجنوبية التي حكمت اليمني الجنوبي قبل الوحدة مع الشمال , قائلاً " لذا دعونا نرتقي بهدفنا النبيل الذي به نستعيد حقنا بشراكة وطنية لا تقصي احد وتكمل المشوار وتتمثل تلك في (ائتلاف قوى الثورة الجنوبية )".. مشيراً الى ان " هذا المشروع الوطني الذي قدمه الشباب لخدمة الوطن والشعب هو من الطريقة الامثل لطرد الاحتلال".
وقال ان " من لديه الافضل عليه ان يقدمه لأن زمن الشعارات قد أنتهى ولا مكان لها امام التحديات المهولة التي الهدف منها القبول بمخرجات حوار صنعاء".
ورغم الرفض الشعبي لمخرجات حوار صنعاء إلا ان قيادات جنوبية (وفق تصريحاتها) في طريقها للعودة الى اليمن والمشاركة في ما تقول انه الحل الممكن للقضية الجنوبية .
وفشل مؤتمر حوار صنعاء الذي استمر زهاء تسعة اشهر , في إيجاد حل للقضية الجنوبية التي يطالب الغالبية العظمى من سكانه بالاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية التي قضت عليها حرب شمالية في منتصف تسعينات القرن الماضي.
وخرج مؤتمر حوار صنعاء الذي انسحب فريق جنوبي شارك فيه بحل تمثل في تقسيم يمن ما بعد 1994م الى ستة اقاليم , من بينها تقسم ما كان يعرف ب( اليمن الجنوبي) الى اقليمين و(اليمن الشمالي) الى اربعة , وهو ما رفضه سكان الجنوب باعتبار ذلك كما يقولون طمس لهوية بلادهم.
الهتاري: نحن نحتاج الى اصطفاف ثوري وطني ولسنا بحاجه الى اصطفاف سياسي
وعن التوافق الجنوبية يقول الداعية الجنوبي الشيخ مناف الهتاري ان " الوفاق السياسي يكون صعبا ولكنه يتحقق بين احزاب وجماعات لها ايديولوجيات وبرامج مختلفة في الغالب".. موضحاً ان " أعداء ثورتنا في صنعاء يعيشون وفاقا سياسيا حول اهم القضايا التي تواجههم وقضيتنا ابرز تلك القضايا , بينما نحن نعيش ثورة امتدت ل(8) سنوات ولا زالت يصاحبها تشرذم وتفكك واستقطابات , لذا او ذاك بشكل مخيف يستحيل معه ان يتحقق الاصطفاف الثوري التحرري إلا اذا ادرك الشباب انهم لا يحتاجون لاقطاب واشخاص الصراعات السياسية التي اوصلتنا الى ما نحن فيه اليوم"..
وقال الهتاري في حديثه ل(عدن الغد) 8" سنوات كانت كافية ان تسقل جيل الشباب ليعرفوا من الذي في صفهم ممن هو معهم ولازال الأمر فيه متسع من الوقت لتدارك الاخطاء التي ارهقتنا واضرتنا كثيرا ".
واضاف " نرى الملايين من الثوار يضحون وفي المقابل مع الاسف الشديد هناك من يسترزق بعرق اهلنا واحرارنا ودماء شهداءنا وهذا لم يعد خافي على احد".. مؤكداً " نحن نحتاج الى اصطفاف ثوري وطني ولسنا بحاجه الى اصطفاف سياسي ينفذ اجندات خارجية ومخططات لا تخدمنا".
وقال الهتاري " اتمنى اننا نستطيع ان نستخلص من الماضي الدروس والعبر التي تمكنا من قطف ثمار ثورتنا بايدينا لا بايدي غيرنا وعلينا ان نقيم عمر ثورتنا السلمية التحررية بعيدا عن العاطفة والانتصار لانانية الذات".. مشيراُ الى ان " الاشخاص هم من اضروا بثورتنا المتسلقون على ظهور الشباب الثائر هم بلاء اسال الله ان يفضحهم في الدنيا قبل الاخرة".. مختتما " اتوجه بالشكر للشعب الثائر الحر على تلبيته نداء الواجب في كل المناسبات ومنها اعلان فك الارتباط الذي لم يكن إلا قرارا اعتباطيا لم يكن ليحدق لو لم يكن قد تم توقيع اتفاق الوحدة الزائفة".
قاسم: لا بد من مصالحة وطنية
من جهته يقول القيادي في الحركة الوطنية الجنوبية عبد الكريم قاسم ان " الوفاق السياسي الجنوبي لن يتحقق الا بمؤتمر مصالحة وطنية تشترك فيه كل القوى التي شاركت في حكم الجنوب و تحاربت وأقصيت أو شردت وكذا مع القوى السياسية التي همشت قبل الإستقلال من بريطانيا".. دون ذلك يقول قاسم " يبقى الحديث عن إنتصار لقضية شعب الجنوب وهم في ظل عدم وجود مصالحة وطنية حقيقية تعيد الإعتبار لكل من ظلم و يعتذر من ظلم".
سارة الجفري: متى ما تعففت القيادات عن هذا الصراع سوف يحدث الوفاق
وتقول الناشطة الجنوبية سارة الجفري ان " الوفاق السياسي سوف يتحقق بل وسوف ينجح اذا ما تجرد بعض قيادات المكونات السياسية عن الحروب الصامته في احزابهم ".. مشيرة الى ان "قيادات بعض المكونات تتأثر سلباً بمواقف قياداتها في الاحزاب اليمنية وخصوصا احزاب اللقاء المشترك والخلافات في حزب الاشتراكي".. مؤكدة "متى ما تعففت القيادات عن هذا الصراع سوف يحدث الوفاق السياسي للمكونات والقيادات".
الجوبحي: الجنوب بحاجة إلى ثورة لتصحيح الثورة
اما الناشط مروان الجوبحي يقول " باعتقادي أن الوفاق السياسي الجنوبي إلى الآن هو ضرب من المستحيل في ظل هذه القيادات الموجودة والعقليات التي تدير الثورة ومكوناتها السياسية".
واضاف مروان في حديثه ل(عدن الغد) " على ما يبدو أن الجنوب بحاجة إلى ثورة لتصحيح الثورة والخروج من هذا المأزق الذي وقع فيه بسبب سوء قياداته سياسية التي يجهل البعض منها دوره كسياسي وما يجب عليه فعله ويعيش في غفلة يردد الشعارات ويفوت الفرص دون شعور بأدنى مسؤولية تجاه شعبه ووطنه".
وقال ان " الوفاق يعني أن تؤخذ بعين الاعتبار آراء الجميع والاتفاق على إطار معين يجمع كل هذه الأفكار والرؤى ولكن البعض ينظر إليه على أنه أتبعوني وإلا فأنتم ليس منّا وهذا دائماً ما يعرقل أي فكرة أو توجه توافقي وفي ظل ها التشدد لن يكون هناك أي توافق".
النقيب : وحدة الصف الجنوبي وليس وحدة قيادة الحزب الاشتراكي اليمني
ويرى القيادي في التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) عبده النقيب انه " كثر الحديث عن الوفاق الوطني السياسي الجنوبي".. موضحاً في حديثه ل(عدن الغد) " ليس لدي وضوح حول من يرفع الشعار دون وجود برنامج واضح المعالم".
وقال " سنوات والبعض ينادي بوحدة قيادات الحزب الاشتراكي اليمني وكأن ذلك شرط لنجاح الثورة".. مضيفا" لاشك في ان وحدة الصف الجنوبي وليس وحدة قيادة الحزب الاشتراكي اليمني هي مهمة ويجب ان تبنى على اسس بعيدة عن عقلية اولئك الذين لا يرون سوى انفسهم".
وحد الصف الجنوبي كما يقول النقيب " يجب ان تقوم على التنوع والقبول بالرأي والرأي الآخر والاحتكام للجماهير مصدرا لأي شرعية , هذا يعني عدم اقصاء أي طرف او رأي وكل رأي يجب ان يحتل مكانته وفقا لحجمه في الشارع الجنوبي".. متسائلاً " من هي الأطراف السياسية التي نتحدث عنها قبل ان نتحدث عن الوفاق".. موضحاً " ليس لدي وضوح عندما اسمع الحديث عن الوفاق الوطني بين من ومن ؟ ".. مضيفاً " هل الخلاف بين بعض العناصر القيادية يستحق رفع شعار الوفاق الوطني مثلا.. لا اظن؟! ".
وأكد انه " لابد من تحديد القضايا المختلف حولها وليس الأشخاص المختلفين , فقد يكون الخلاف شخصي او تنافس على الوجاهة او لثأر سياسي"..
وقال ان " على الثورة التي تقدم الغالي والنفيس , ان تشكل قيادتها والا فلن نفلح ولن نحقق أي انتصارات سوى بصناعة تجار للثورة يبنوا أمجادهم على جماجم شباب الجنوب".
لالجي: بتشتت الشارع بين بيروت والقاهرة وجدة وعدن والمكلا وبين الرئيس والزعيم يأفل نجم استعادة دولة الجنوب
ويؤكد عبدالكريم لالجي انه " لم يكن أشد المتشائمين عندما انطلق الحراك الجنوبي في العامة 2007م وسبقه إعدادات كثيرة لانطلاقه يتوقع أنه بعد أقل من 8 سنوات سيكون هذا الوضع المزري والمأساوي يسيطر على الأوضاع وتشرذم القادة الذين كنا نراهن على أن توحدهم يضعف نظام صنعاء ووجدنا أن نظام صنعاء شرذمهم وفرقهم".. مع التأكيد أن حب السلطة والسيطرة يقول لالجي انه " كان له الدور في ذلك وتشتت الشارع بين بيروت والقاهرة و جدة وعدن والمكلا , وبين الرئيس و الزعيم يأفل نجم استعادة دولة الجنوب".
وقال " سألت ما بعد 8 سنوات من الثورة السلمية هل يتحقق الوفاق ؟".. موضحاً " من وجهة نظري المتواضعة نحن الآن أمام مفترق الطرق إما العمل على توحيد النضال على مستوى القاعدة و نبذ القادة الذين رفضوا التوحد وأثروا الفرقة (كلً لأجل شيء في نفس يعقوب و تركوا هذا الشعب الذي خرج للشارع وقدم التضحيات يواجه مصيره من قتل و تجويع و اضطهاد في نواحي الحياة اليومية ) أو البقاء على الوضع الحالي وبالتالي الوصول بعد فترة للمزيد من التشرذم وبالتالي الوصول إلى مرحلة اللا شيء أي اللا دولة أي لا وجود لشيء نتنازع أو نختلف عليه".
وقال " لكن يبقى الأمل في همة شعب الجنوب بمختلف مكوناته وخبرة القادة المخلصين للقضية (ولا أظن أني مبالغ لو أني قلت أنهم قليل جداً جداً جداً) وهناك وسائل الإعلام الجنوبية الغير مرتهنة لجهة معينة أو تلك التي تلعب بالأوراق السياسية حسب مصلحتها"..
وأكد " يجب على كل الجنوبيين الرهان على دماء الشهداء والجرحى بدل من الرهان على قادة لم ولن يتفقوا".. مشيرا الى ان " الشارع الجنوبي لن يخلوا من شباب قادرين على الإمساك بالدفة مع إقراري بصعوبة المرحلة وضرورة وجود منظّرين يستطيعوا أن يضيفوا على همة الشباب تجاربهم حيث همة الشباب وخبرة الكبار ستصنع الفارق وتكون تجربة موجهة مرسومة الأهداف لا تجربة عمياء طخياء لا تبرح مكانها".
وشدد لالجي في حديثه ل(عدن الغد) " على " ان القادة الفرقاء السياسيين الجنوبيين أن يقروا لشعب الجنوب تضحياته وصبره وأن يعملوا على توحيد الصفوف لنبدو أقوى أمام نظام يقوده جنوبيين لهم تواجد على الساحة الجنوبية ولو بشكل بسيط".. مشيرا الى ان " على المكونات الميدانية للحراك الجنوبي السلمي أن يعملوا على إعادة الحياة للساحات وانتشالها من الوضع المتردي كمراكز للقات والحبوب ونبذ كل من يتكلم بسم الحراك ويمارس الترهيب ضد أبناء الجنوب أو المحافظات الأخرى بدون وجه حق".
وقال " علينا أن نعمل على أن نعيد للحراك وجهه الذي بدأ به و نعمل على وضع خطة عمل و خطة للتنفيذ و نرسم خارطة جديدة للمرحلة القادمة و نحدد أهداف يجب أن تحقق خلال فترة زمنية و في حال عدم تحققها نقيم الخطط و أسباب الانحراف و نعيد وضع الخطط ويجب أن تكون الخطط لفترات زمنية قصيرة و أهداف على المدى القريب".
وقال " يجب علينا العمل على توحيد الكيانات (فنحن متشرذمين بين كيان يقول استعادة الدولة وكيان يقول بناء الدولة) والدولة في مهب الريح , وعلينا توحيد الرؤى وتوحيد المواقف".. موضحا "على سبيل المثال هل نحن مع تواجد القاعدة في الجنوب أم لا ، وكيفية التعامل مع الأطياف والقوى الشمالية التي تدعم رؤى و نضال شعب الجنوب والتعامل مع المتغيرات الدولية والاستفادة منها وألا ننساق خلف الترهات وننساق خلف مواضيع تشتت انتباهنا عن قضيتنا الأم (على سبيل المثال موضوع صورة عدنان البيض و يحيى محمد عبد الله صالح طلعنا و نزلنا وكأن الجنوب هو البيض أو أبنائه ) أو أن نختلف على الاسم و العلم وأمور سابقة لأوانها (وضع العربة قبل الحصان) يجب علينا التركيز على هدف واحد وهو كيف نحافظ على المكاسب التي حققت منذ انطلاق الحراك وكيف نستفيد من الأخطاء التي ارتكبت أو تلك التي ارتكبناها وأن لا نكرر أخطاء الماضي فالحاضر الذي نحن فيه هو بسبب أخطاء من الماضي أسست لهذا الحاضر (على قاعدة حاضرنا غرس ماضينا)".
وأكد " ليعلم الجميع أن الجنوب لن يعود بالكلام بل بالأفعال مع الاعتراف أن هناك من أحجم عن الفعل بسبب غياب الرؤيا الواضحة لما يجب أن يكون و كذا توقع البعض أن الماضي الشمولي سيعود من جديد ،علينا توضيح و تحديد ما سيكون علينا عمله لنصل إلى مستقبل قريب تكون فيه الأمور بناء على الخطط المرسومة ،علينا العمل كفريق واحد فالجنوب سيسعنا كلنا و ليكون عملنا المستقبلي معتمد على (لا إلغاء للأخر لا تخوين للأخر لا تمييز بين مكونات شعب الجنوب ) , وأظن أننا لو رسمنا الخطط وحددنا الأهداف وعملنا على قاعدة نكران الذات سنصل لما هو مخطط له بالحد الأدنى ، بعكس ما هو حاصل الآن لا نصل إلى شيء".. مختتماً " فلنجرب الأكاديميين في المرحلة القادمة ولنترك الساسة في معاركهم الشخصية الدون كيشوتية".
مرحلة صعبة يعيشها اليمن الجنوبي كما تقول قيادات , فهل يتحقق الوفاق السياسي بعد نحو (8) اعوام على الثورة الجنوبية ؟ أم ان هتافات ودعوات القيادات الجنوبية (للتوحد) سيصاحب هتافات التحرير طوال مراحل قادمة؟
مالذي يخبيه القدر للجنوبيين ؟ وهل ستعود الدولة التي كانت قائمة الى مايو 90م ؟ ام ان استعادتها ضرب من المستحيلات في حالة وبقي تشرذم الجنوب وقياداته التاريخية؟ هذا ما ستجيب عليه الايام القادمة.
*من صالح أبوعوذل
عدن الغد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.