هزت تفجيرات انتحارية ب4 سيارات مفخخة حواجز أمنية للجيش السوري النظامي بمنطقة جبل الأربعين قرب مدينة أريحا موقعة عشرات القتلى والجرحى، في محاولة من مقاتلي «جبهة النصرة» لقطع الطريق بين مدينتي إدلب واللاذقية التي تدور فيها «معركة الأنفال» منذ بضعة أشهر ضمن خطة للمعارضة السورية لضرب نظام الرئيس بشار الأسد في أحد أهم معاقله الساحلية. بالتوازي، ضرب انفجاران متتاليان بسيارتين ملغومتين منطقتي دوار شارع الستين في حيي الزهراء والمهاجرين اللذين تقطنهما غالبية من الطائفة العلوية التي يتحدر منها الأسد، وجسر مصفاة حمص، وسط تأكيد المرصد الحقوقي أن الهجوم الأول حصد 13 قتيلاً و40 جريحاً، بينما أعلن محافظ المدينة طلال البرازي مصرع 10 أشخاص وإصابة نحو 20 آخرين بالتفجير نفسه. ونقل المرصد عن ناشطين قولهم، إن انفجاراً ثالثاً دوى عند دوار الفاخورة على تقاطع شارع الحضارة - باب الدريب بحمص، الذي يوجد فيه حاجز لقوات النظام وميليشيا «الدفاع الوطني». في ما أوقع العنف 17 قتيلاً من المدنيين، كثف الجيش النظامي قصفه على مدينتي دوما والمليحة بريف دمشق، حيث تجدد القصف بصواريخ «أرض - أرض» على الأخيرة تزامناً مع مهاجمة الجيش الحر مقر الإدارة العامة للدفاع الجوي مستخدماً الهاون، وذلك غداة سيطرته على عدة نقاط من جهة مزارع شبعا بأطراف المليحة نفسها، بينما هزت غارات جوية شنها الطيران الحربي على الزبداني مستخدماً البراميل المتفجرة حيث استشهدت طفلتان شقيقتان في وقت متأخر الليلة قبل الماضية. وتوفي 6 ناشطين جراء التعذيب في سجون النظام بالنبك والضمير، بينما نفذ سلاح الطيران غارتين على حي جوبر، ترافقت مع اشتباكات في حي برزة الدمشقي موقعة قتيلاً واحداً والعديد من الجرحى. كما استمر قصف الطيران الحربي بالبراميل المتفجرة على حيي الحيدرية ومساكن هنانو ومخيم حندرات وبلدة ريتان بحلب، وسط اشتباكات شرسة بمنطقة الكيالي في المدينة القديمة وحي الإذاعة، وغارات جوية استهدفت دارة عزة ومدينة تل رفعت الريفية. وتمكن مقاتلو الكتائب المعارضة من تدمير دبابتين لقوات النظام في حي جمعية الزهراء وأطراف المدينة الصناعية. بالتوازي، قصف الطيران الحربي مدينتي نوى وجلين في ريف درعا بالبراميل المتفجرة مستهدفاً الأولي ب6 غارات، بينما قصف الجيش الحر مدينة عتمان، محققاً إصابات مباشرة. فقد أكد المرصد الحقوقي أن مسلحي «جبهة النصرة» فجروا أمس، 4 حواجز للقوات النظامية بريف إدلب، في محاولة لقطع الطريق الرئيسية بين مدينتي إدلب واللاذقية الساحلية غرب البلاد. وقال «فجر 4 مقاتلين من النصرة صباح الأسد أنفسهم ب4 عربات مفخخة في 4 حواجز لقوات النظام بمنطقة جبل الأربعين قرب مدينة أريحا»، على مسافة 14 كلم جنوب مدينة إدلب. وتلت التفجيرات اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي «جبهة النصرة» ومقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب والألوية المقاتلة من جهة أخرى في محيط الحواجز الأربعة، مع تقدم للمقاتلين في المنطقة. وتسببت التفجيرات بمقتل وجرح العشرات من القوات النظامية، بينما قتل مقاتلان وأصيب أكثر من 15 بقصف جوي نفذه الطيران الحربي على المناطق التي تدور فيها المعارك. ويسيطر النظام على مدينتي إدلب وأريحا الواقعة على تقاطع طرق رئيسية، خاصة بين إدلب واللاذقية، أحد أبرز معاقل نظام الأسد. وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن المقاتلين «يحاولون التقدم لإنهاء وجود القوات النظامية قرب أريحا، والتقدم باتجاه المدينة لقطع الطريق بين إدلب واللاذقية». وأشار إلى أن المقاتلين «عازمون على قطع الطريق قبل الانتخابات الرئاسية» المقرر إجراؤها في 3 يونيو المقبل، التي بات في حكم المؤكد أنها ستبقي الأسد في موقعه لولاية ثالثة من 7 سنوات. وتزامناً مع اقتراب موعد الانتخابات، صعد مقاتلو المعارضة، هجماتهم ضد مناطق سيطرة النظام، كان آخرها قصف على تجمع مؤيد للأسد في مدينة درعا ليل الخميس الماضي، مما أدى إلى مقتل 37 شخصاً، بحسب المرصد. وفي الريف الجنوبي لإدلب، لقي 7 من عناصر القوات النظامية حتفهم ليل السبت الأحد إثر سيطرة مقاتلين معارضين على حاجزين لها. من جانب آخر، أكد المرصد مقتل 13 شخصاً وإصابة أكثر من 40 آخرين، جراء انفجار سيارة مفخخة بمنطقة حي الزهراء الذي تقطنه الطائفة العلوية ومسيحيون في حمص. وذكر في بيان أن عدد القتلى مرشح للزيادة بسبب وجود بعض الجرحى بحالات خطرة جراء انفجار سيارة مفخخة عند دوار شارع الستين بين حيي المهاجرين والزهراء في المدينة التي آلت لسيطرة بعد خروج الجيش الحر من الأحياء المحاصرة. من ناحيته، أعلن محافظ حمص طلال البرازي مقتل 10 أشخاص، وإصابة 22 آخرين بانفجار السيارة المفخخة بحي الزهراء شمال شرق المدينة، مشيراً إلى احتراق 25 سيارة. وأوضح البرازي أن السيارة الملغومة كانت مركونة في ساحة الدوار. كما أكد المحافظ وقوع تفجير بسيارة مفخخة أخرى عند جسر مصفاة حمص إلى الغرب من مكان الانفجار الأول، متسبباً بإصابة 3 أشخاص. ووصف البرازي التفجيرات ب«العمل الإرهابي الذي يستهدف أجواء المصالحة في حمص، لكن المصالحة ستتوصل إلى نتائج وتعيد الأمن والاستقرار». وتسيطر القوات الحكومية منذ بداية مايو الحالي على مجمل مدينة حمص بعد انسحاب حوالى ألفي عنصر من مقاتلي المعارضة من الأحياء القديمة بموجب تسوية بإشراف الأممالمتحدة، إثر عامين من حصار فرضته قوات الحكومة على هذه الأحياء. وكان 100 شخص على الأقل، قتلوا بتفجير سيارتين مفخختين في حي الزهراء نفسه في أبريل الماضي تبنته «جبهة النصرة»، ذراع «القاعدة» في سوريا. وفي جبهة دمشق وريفها، أكد الناشطون الميدانيون استمرار القصف على دوما المحاصرة من قبل القوات النظامية، وذلك غداة غارات جوية هزت المنطقة أثناء قيام أتيام الأممالمتحدة والهلال الأحمر السوري بتوزيع مساعدات إنسانية على المدنيين المحاصرين، بينما أفاد «اتحاد تنسيقيات الثورة» بأن الجيش النظامي استهدف البلدة المليحة ب3 صواريخ طراز «أرض - أرض»، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة على محاورها في إطار عملية عسكرية شرسة على مدى أكثر من 50 يوماً تهدف لطرد مقاتلي المعارضة بهذه المدينة الواقعة في الغوطة الشرقية. وأظهرت لقطات مصورة نشرت على موقع للتواصل الاجتماعي على الإنترنت مقاتلين من المعارضة يتخذون مواقع على خط المواجهة ويستهدفون القوات السورية في المليحة. وفي فيديو آخر، ورد أنه صور في المليحة أمس الأول، تظهر سحب دخان كثيفة تتصاعد فوق المدينة قيل لاحقاً إنها ناجمة عن غارات جوية. (عواصم - وكالات) الاتحاد الاماراتية