ترجمة: أحمد البشير كشفت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية ان رئيس الاتحاد الآسيوي السابق، القطري محمد بن همام، دفع 5 ملايين دولار لمنح بلاده استضافة نهائيات كأس العالم 2022 . وأوضحت الصحيفة أنها حصلت على المعلومات من رسائل البريد الالكتروني ووثائق اخرى متعلقة بدفعات مزعومة من ابن همام، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي (فيفا) في ذلك الوقت . أشارت الصحيفة الى ان ابن همام وضع أيضاً 6 .1 مليون دولار في الحسابات المصرفية للترينيدادي جاك وارنر، نائب رئيس الفيفا ورئيس اتحاد الكونكاكاف السابق، 450 ألفاً منها قبل التصويت على استضافة كأس العالم . وكان وارنر واحداً من 22 شخصاً صوتوا في 2010 لاستضافة روسيا مونديال 2018 وقطر مونديال ،2022 لكنه استقال من منصبه في يونيو/ حزيران 2011 بعد اتهامه بتلقي الاموال مقابل التصويت لقطر . وذكرت "صنداي تايمز" أن ابن همام لم يجب عن أسئلتها، وان ابنه رفض التعليق بدلاً منه . وطالبت مجموعة من قيادات مجلس العموم البريطاني الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بسحب تنظيم دورة كأس العالم 2022 من قطر . ونقلت صحيفة "ميل أون لاين" البريطانية عن جون ويتينغ ديل رئيس اللجنة الثقافية في مجلس العموم قوله: "هناك قضية ملحة حالياً تتعلق بالمكان الذي ينبغي أن يتم تنظيم كأس العالم 2022 فيه" . ودعا داميان كولنز من حزب المحافظين الذي قدم طلباً خاصاً للبرلمان الشهر الماضي حول مكافحة الفساد في القطاع الرياضي، إلى إعادة تنظيم القرعة الخاصة باستضافة الحدث . وقالت صحيفة "صنداي تايمز" إن الرشاوى ساعدت على تغيير مواقف أعضاء بارزين في اللجنة التنفيذية للفيفا المكونة من 24 عضواً لجهة إعطاء الضوء الأخضر لقطر لتنظيم الحدث رغم العجز الذي تعاني منه في البنى الأساسية . وترددت مزاعم حول حصول الأعضاء الذين يقررون الجهة التي تستضيف المنافسات على هدايا فارهة ومبالغ نقدية كبيرة لضمان الحصول على موافقاتهم . وكشفت الملفات عن دفع قطر 5 ملايين دولار لمسؤولين في الفيفا من مختلف دول العالم لدعم ملف قطر . وأثيرت أيضاً من جديد مخاوف من تأثير درجات الحرارة التي تصل إلى 50 درجة مئوية في صحة كل من اللاعبين والجمهور . وقيل إن ابن همام دفع مبالغ تصل الى 200 ألف دولار لكل وفد من الوفود الخمسة والعشرين التي اجتمعت عام 2008 في كوالالمبور لمناقشة العرض، حيث وضعت الأموال في حساباتهم . وحصلت وفود من إفريقيا على 80 ألف دولار من حسابات مصرفية يديرها ابن همام . وطالب أحد المسؤولين في الفيفا بالحصول على 232 ألف دولار يتم إيداعها في حسابه الشخصي بدعوى أنه سينفقها في تطوير ملاعب لكرة القدم . وكان ابن همام قد استبعد من دورة عام 2011 بعد فضيحة تتعلق بدفع رشاوى لترؤس الاتحاد الدولي لكرة القدم . وتخضع لجنة كأس العالم المشكلة في قطر لتحقيقات من قبل الفيفا يجريها فريق بقيادة مايكل غارسيا الذي سوف يتوجه من نيويورك الى الدوحة الأسبوع المقبل للتحقيق في قضية تتعلق بالاستضافة أيضاً . ومن بين الادعاءات الفاضحة ما كشفت عنه صحيفة "فاينانشل تايمز" أن رئيس اتحاد كرة القدم في جزر الكاريبي جاك وورنر، حصل على 450 ألف دولار قبل عام 2010 . ويذكر أن قطر سوف تنفق 200 مليار دولار على مشاريع تطوير البنى الأساسية الخاصة بالمونديال منها 34 مليار دولار لمشاريع القطارات والمترو و7 مليارات للموانئ و17 ملياراً للمطارات . أما الملاعب فتبلغ تكاليفها 4 مليارات دولار حسب وزارة التجارة والأعمال . وتواجه قطر تحديات تتعلق بالبرنامج الزمني ما يرفع تكاليف التنفيذ، وكان المقرر أن يتم بناء 12 ملعباً منها تسعة ملاعب جديدة وثلاثة ملاعب يعاد تجهيزها . لكن العدد انخفض الى ثمانية . وكان الفيفا قد أعلن الفائزين باستضافة دورتي عامي 2018 و2022 في يوم واحد عام 2010 حيث منحت روسيا شرف استضافة الأولى وقطر شرف استضافة الثانية . وكانت بريطانيا من بين الدول المرشحة لاستضافة دورة عام 2018 لكنها لم تحصل سوى على صوتين . ولعب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون والأمير ويليامز دوراً مهماً في تقديم العرض . واعترف رئيس الفيفا سيب بلاتر الشهر الماضي بأنه كان من الخطأ منح الموافقة لقطر بعد أن كشفت تحريات فنية ان درجات الحرارة المرتفعة قد تلحق الضرر باللاعبين . وقد أنكر أعضاء في الوفد القطري وجود أية شبهة رشاوى في فوز بلادهم باستضافة الحدث . جاك وارنر رأس حربة في عمليات الرشوة اللجنة العليا القطرية تنفي مزاعم "الصنداي تايمز" ردت اللجنة العليا القطرية للمشاريع والإرث في بيان، أكدت فيه حرص لجنة ملف قطر 2022 طوال فترة عملها على الالتزام بأعلى درجات النزاهة والمعايير المهنية والأخلاقية أثناء خوضها منافسات نيل شرف استضافة بطولة كأس العالم 2202 . وتابعت "أما فيما يتعلق بالمزاعم الأخيرة التي نشرتها صحيفة "صنداي تايمز" الإنجليزية، فإننا نعلن مجدداً أن محمد بن همام لم يكن له أي دور رسمي أو غير رسمي في لجنة ملف قطر 2022 . فكما كان الحال مع أي من أعضاء المكتب التنفيذي في "الفيفا"، فقد كان على فريق ملف قطر 2202 إقناع ابن همام بالمزايا التي يتضمنها الملف القطري". أكد البيان "إننا في اللجنة العليا للمشاريع والإرث كامتداد طبيعي للجنة ملف قطر 2202 نتعاون بشكل كامل مع التحقيقات الحالية التي يجريها غارسيا وفريق عمله ونثق تماماً بأن أي تحقيق موضوعي سيؤكد في النهاية حقيقة أن فوز ملفنا باستضافة كأس العالم 2202 كان نزيهاً ولم تشبه أي شائبة، كما أننا نرفض جملة وتفصيلاً كافة ما نشر في مختلف الوسائل الإعلامية من مزاعم وافتراءات، وسنتخذ كافة الإجراءات الضرورية للدفاع عن سلامة وسمعة ملفنا وسيتولى محامونا النظر في هذه القضية" . على خط آخر، يعتبر منح قطر شرف استضافة كأس العالم ،2022 واحداً من أكثر القرارات إثارة للجدل في التاريخ الرياضي، وحتى قبل اتخاذ القرار تشير تقارير إلى تورط مسؤولين في الفيفا بقضايا فساد، فقبل 6 أسابيع من التصويت لاختيار الدولة المنظمة للمونديال في زيوريخ، تم التحقق من أن مسؤولاً في اللجنة المنظمة لكأس العالم وافق على بيع صوته إلى واحدة من الدول المنافسة لإنجلترا، في حين أشار تحقيق سري إلى مطالبة عضو آخر في اللجنة نحو 5 .1 مليون جنيه إسترليني في مقابل بيع صوته . وقد تم تعليق عضوية هذين المسؤولين، ما يعني تصويت 22 عضواً لاختيار المضيف، بدلاً من العدد المعتاد وهو 24 عضواً . في سياق متصل، أوضح مصدر مطلع أن إحدى البلاد المرشحة لاستضافة المونديال اشترت أصوات 3 من أعضاء اللجنة التنفيذية الإفريقية، إلا أن عضواً في الفيفا رفض تلك المزاعم . وفي أعقاب هزيمة انجلترا، فتح البرلمان البريطاني تحقيقاً لمعرفة أسباب فشل عرض بلادهم لاستضافة كأس العالم، وخلال التحقيق قدم رئيس الاتحاد الإنجليزي السابق لورد ترايزمان دلائل تفيد بأن أربعة أعضاء في لجنة الفيفا طالبوا انجلترا بمنحهم مبالغ مالية من أجل دعم ملفها لاستضافة كأس العالم، وكان من بين هؤلاء الأعضاء نائب رئيس الفيفا السابق "جاك وارنر" . وكانت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية قد ذكرت أن جاك وارنر قد تلقى رشوة بقيمة مليوني دولار أمريكي من شركة قطرية يملكها رئيس الاتحاد الآسيوي السابق محمد بن همام للتصويت لملف قطر لاستضافة مونديال 2022 . وكتبت الصحيفة أن وارنر حصل على 2 .1 مليون دولار بعد فوز قطر بملف الاستضافة، فيما تَسلم ولداه 750 ألف دولار وأحد الموظفين 400 ألف دولار بحسب وثائق تملكها . وأضافت أن إحدى شركات ابن همام، الموقوف عام 2011 مدى الحياة عن النشاط الكروي من قبل لجنة الأخلاقيات في الاتحاد الدولي، دفعت 2 .1 مليون دولار لوارنر عام 2011 . نائب رئيس الفيفا: تصويت جديد لمونديال 2022 قال جيم بويس نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أمس، إنه يمكنه تخيل إجراء تصويت جديد على حق استضافة فعاليات بطولة كأس العالم 2022 إذا ثبتت صحة الشكوك الدائرة بشأن وجود فساد في عملية منح قطر حق الاستضافة . ويجري ميشيل غارسيا رئيس لجنة القيم بالفيفا تحقيقات حالياً بشأن الشكوك حول القرار الذي اتخذ في ديسمبر ،2010 من خلال تصويت أعضاء اللجنة التنفيذية بالفيفا، لمنح قطر حق الاستضافة . ويأمل غارسيا في أن يقدم تقريراً عن هذه التحقيقات في وقت لاحق من العام الحالي . وقال الإيرلندي الشمالي بويس، في تصريحات إلى هيئة الإذاعة البريطانية "بي .بي .سي" أمس، "إذا أصبح لدينا التقرير وأكد التقرير أنه كانت هناك مخالفة أسفرت عن نتيجة التصويت، فإنني كعضو باللجنة التنفيذية للفيفا لن تكون لدي أي مشكلة إذا كانت التوصية هي إجراء تصويت جديد" . الخليج الامارتية
