استقبلت دور العرض السينمائي في مصر، أول فيلم في السلسلة الجديدة التي يقدمها الممثل الأمريكي توم كروز بعنوان "جاك ريشار" ليكون آخر الأفلام الأمريكية التي تعرض في عام 2012 في مصر. الفيلم مأخوذ عن رواية للروائي "لي شيلد" وهي ضمن مجموعة من الروايات التي تتناول شخصية المحقق جاك ريشار وتعد التاسعة في مجموعة مكونة من 17 رواية، بيع منها 60 مليون نسخة حول العالم وتباع في 95 دولة وتم ترجمتها إلى 40 لغة. لم يكن هذا العمل هو التعاون الأول بين توم كروز و كريستوفر ماك كويري، لكنهم قدما معاً من قبل في فيلم Valkyrie، عام 2008 عن سيناريو لكريستوفر ماك كويري وناثان اليكسندر وإخراج براين سنجر، وحقق العمل نجاح جماهيري كبير، ليعودا معا هذا العام ولكن هذه المرة في نص أدبي يخرجه بنفسه كريستوفر ماك كويري. شخصية "جاك" هو محقق وضابط سابق في الجيش الأمريكي واثق من نفسه، ورغم إن أغلب الشخصيات التي يقدمها توم كروز على الشاشة خاصة في الأفلام الأكشن، تكون طوال الوقت تحت ضغط شديد وإيقاع حركة سريع يسعى بشكل مستمر لكشف مؤامرة ما، إلا أن شخصية جاك ريشار مختلفة فهو لا يعمل تحت أي ضغط ويتفاعل مع الأحداث بهدوء. فالمحقق جاك ريشار تباين أدائه بين الهدوء الذي يعكس مدي الثقل والخبرة الفنية التي اكتسبها كروز خلال مشواره الفني، رغم أن مفردات الشخصية الجديدة تقترب من ملامح شخصية "ايثان هانت" التي قدمها في سلسلة أفلامه "المهمة المستحيلة"، إلا أن كروز لم يقع في فخ التكرار وحاول التملص من تأثير شخصية هانت عليه، وبدأ في هذا العمل وكأنه تخلي عن اصرارة في جذب الجمهور من خلال تكثيف مشاهد الاكشن وانتقل الي نقطة اكثر ثراء حيث اختزل طاقته في التركيزه علي الأداء، الذي بدا وكأنه اكثر خبرة ورزانة حتي في أداء مشاهد المطاردات، حتي مشاهد المعارك ظهرت بشكل مختلف بعيداً عن فنون القتال الكلاسيكية التي اعتاد كروز تقديمها سابقا في اعماله، وظهرت المطاردات بينه وبين باقي أبطال الفيلم وكأنها خناقة شوارع. ولم يقدم المخرج كريستوفر ماك كويري الممثل توم كروز في اداء جديد وحسب ولكنه ابتعد عن سطوة النجم الأوحد في كل المشاهد ، فيحق بنا ان نشهد للمخرج انه اعطي المجال لكل شخصيات الفيلم بالمشاركة في البطولة ولم يتفرد توم كروز كعادته بالظهور، كما تميزت الممثلة روزاموند بايك بأداء دور المحامية التي تتورط مع جاك في كشف القاتل الحقيقي وتدخل في صراع نفسي عند اكتشافها تورط احد عناصر الشرطة التي يعمل مع والدها في الجريمة. ومثل أفلام السبعينيات الكلاسيكية الشهيرة يضم الفيلم عدد من مطاردات السيارات في شوارع المدينة وأزقة "بيتسبرج" حيث تدور الأحداث، ولهذا استعان المخرج بالمصور الحاصل على الأوسكار كاليب ديشانيل هاركينيد والذي استخدم كاميرا ذات عدسات واسعة لإظهار أكبر قدر من الصورة كما كان يحدث في أفلام المطاردات الكلاسيك في السبعينيات، وتم تصوير المطاردات في مدينة بنسلفانيا الأمريكية والتي يرى صناع الفيلم أنها أعطت بعض المشاهد حرفية عالية الجودة. يروي الفيلم الأول في السلسلة حادثة إطلاق نار عشوائياً على 5 أشخاص وهم يمارسون حياتهم اليومية العادية، ورغم ان كل الأدلة تشير إلى رجل واحد قناص سابق في الجيش، يتم القبض عليه وإيداعه السجن،الا انه يطلب حضور شخص صادفه وحقق معه مرة في جريمة اخري وهو المحقق "جاك ريشار" الذي يقوم بدوره توم كروز،ويسعي ريشار لاثبات براءة المتهم بمساعدة المحامية التي تتولي قضيته وهي في نفس الوقت ابنه المدعي العام،ومن خلال علاقتها بجاك يكشف لها تورط احد الضباط في الواقعة والذي يعمل مع والدها، ويتعمق ريشار أكثر في القضية وتتضح له الأمور ليكتشف أنها أكثر مما هي عليه، ويبدأ رحلته لكشف الحقيقة. الفيلم حقق ايرادات في شباك التذاكر الأمريكية بلغت 15 مليون دولار في أول أسبوع عرض له في صالات السينما، كما بدأ عرضه امس في دور العرض المصرية. بطاقةفيلم Jack Reacher إخراج:كريستوفر ماك كويري بطولة:توم كروز، روزاموند بايك، روبرت دوفال سيناريو:كريستوفر ماك كويري مدةالعرض:130 دقيقة تكلفةالإنتاج: 50 مليون دولار انتاج شركة موشن بيكتشر