لندن (وكالات) - حذر رئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رامبوي في حديث نشرته صحيفة الجارديان البريطانية أمس من أن محاولات رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون استعادة بعض السلطات على حساب الاتحاد الأوروبي قد تتسبب في تفكيك الاتحاد. وقد أعلن كاميرون الذي يواجه ضغوط "المناهضين لأوروبا" في حزبه المحافظ، الشهر الماضي أنه يدعم انتماء المملكة المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي لكنه يريد "اتفاقا جديدا" يتضمن إجراء ينص على عدم المساهمة في بعض المشاكل الأساسية. وصرح فان رامبوي للصحيفة "إذا كان لكل دولة عضو إمكانية الفرز في السياسات الحالية لتأخذ منها ما تفضله وترفض التي لا تعجبها فإن الاتحاد بشكل عام والسوق المشتركة بشكل خاص سيتفككان سريعا". وتابع إن "بإمكان كل الدول الأعضاء أن تكون لها، مطالب خاصة وحاجات وأن تعبر عنها وستأخذ تلك المطالب دائما في الاعتبار في مداولاتنا". لكن فان رامبوي اعتبر أن تغيير المعاهدات الأوروبية التي اقترحها كاميرون للتملص منها تنطوي على "إجراءات طويلة وثقيلة" تقتضي إجماع الدول الأعضاء السبعة والعشرين. وتفيد الاستطلاعات إن البريطانيين يميلون أكثر فأكثر إلى الانسحاب تماما من الاتحاد الأوروبي الذي ينظرون إليه كمؤسسة تتدخل في شؤون البلاد الداخلية وتبذر الأموال في حين تخضع البلاد إلى التقشف. لكن رئيس الوزراء البريطاني تفادى حتى الآن أن يقترح بشكل واضح استفتاء حول البقاء أو الانسحاب من الاتحاد الأوروبي رغم ضغوط حزبه الرامية الى اتخاذ موقف واضح من هذه المسألة. وهكذا ارجأ إلى مطلع 2013 خطابا كان متوقعا في ديسمبر حول هذه القضية. وقال فان رامبوي أيضا للجارديان إنه يعتبر أن انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي قد يكون "كما لو أن صديقا يرحل في الصحراء". وتنتمي المملكة المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي منذ 1973 لكنها لم تنضم الى منطقة اليورو والدول السبعة عشر الأعضاء فيها. من جانبه، اقترح رئيس المفوضية الأوروبية السابق الاشتراكي جاك ديلور أمس على بريطانيا التي تعارض عملية التكامل الأوروبي، الانسحاب من الاتحاد واختيار شكل آخر من الشراكة مع القارة العجوز. وقال ديلور في حديث مع صحيفة هاندلسبلات الاقتصادية الألمانية إن "البريطانيين مهتمون بمصالحهم الاقتصادية فقط ليس إلا، ويمكن أن نقترح عليهم شكلا آخر من الشراكة". وأضاف ديلور "إذا لم يواكب البريطانيون التيار الذي يتقدم باتجاه مزيد من التكامل في الاتحاد الأوروبي فبإمكاننا أن نظل أصدقاء لكن بشكل آخر"، داعيا من جهة اخرى بالحاح إلى مزيد من الاندماج السياسي داخل الاتحاد الأوروبي. ومن أشكال الشراكة التي اقترحها ديلور على بريطانيا "نمط مثل المجال الاقتصادي الأوروبي" أو "اتفاق للتبادل الحر". وشدد على أنه إذا انسحبت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بإمكانها إن تظل "شريكا مفضلا" مؤكدا إن "المملكة المتحدة تعتبر مهمة استراتيجيا واقتصاديا لكن على غرار دول أخرى أيضا" مثل الهند والصين.