قال مخيمر أبو سعدة المحلل السياسي الفلسطيني لوكالة معا "أنه متوقع أن تمتد الهجمات الاسرائيلية ضد السلفيين في سيناء، ولكن بشكل سري غير معلن" مضيفاً "بعض التقارير تحدثت عن عمليات ملاحقة تقوم بها إسرائيل في سيناء بشكل سري لا يمكن الإعلان عنها بسبب اتفاقية كامب ديفيد"، وذلك بعد مقتل ثلاثة ناشطين فلسطينيين في غارة للاحتلال على قطاع غزة. وأستهدف الاحتلال الإسرائيلي في الآونة الأخيرة الجماعات ذات الفكر الجهادي، وهو ما يضع احتمال تصعيد عسكري في الفترة القادمة، حيث الفعل الإسرائيلي من رصد واغتيال العناصر الجهادية قد يجبر هذه الجماعات المنفلتة غير المهيكلة إلى رد فعل عنيف يوازي حادثة سيناء المأساوية، وهو ما تعدى مجرد إطلاق صواريخ من القطاع تجاه المستوطنات كلما أقدمت إسرائيل على مثل هذه العمليات، والتي قد تمتد إلى أبعد من قطاع غزة، حيث تتمدد هذه الجماعات في سيناء، وتتكون من أبناء القبائل السيناوية في شكل استقطاب فكري لا تنظيمي، وأيضاً جنسيات أخرى من دول مثل اليمن والسعودية بالإضافة إلى فلسطين. وتعد حادثة استهداف غزييين قالت عنهم إسرائيل أنهم ينتمون لتنظيمات الجهاد العالمي المرة الثانية خلال الشهريين الماضيين، حيث قصفت طائرة إسرائيلية أوائل أغسطس الماضي دراجة بخارية قتل على أثرها شخصين، أحدهم على علاقة بالجماعات الجهادية المنتشرة في غزةوسيناء، وقال مراقبون أن مقتل أحدهم كان السبب الرئيسي وراء محاولة مسلحين اقتحام حدود فلسطينالمحتلة بعد هجومهم على معسكر للقوات المصرية وخطف مدرعتين، وهو الاعتداء الذي أسفر عن مقتل 16 جندي مصري. من جهته قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن العملية التي استهدفت ثلاثة أشخاص في غزة تعد عمل وقائي ضد ما اسماه بتنظيمات الجهاد العالمي، مضيفاً "أود أن أشيد بالعملية الدقيقة التي قام بها جيش الدفاع أمس في قطاع غزة. إن تنظيمات الجهاد العالمي تكثف جهودها للاعتداء علينا ونحن بدورنا سنواصل العمل ضدها بكل حزم وصرامة، إما من خلال القيام بردود فعل أو القيام بعمليات وقائية تهدف إلى إحباط مخططاتها". من جهة أخرى فقبيل الانتخابات الاسرائيلية يسعى نتنياهو إلى رفع أسهمه الانتخابية عن طريق مثل هذه العمليات التي يدفع ثمنها الفلسطينيين والذي أصبح أمر شبه روتيني قبل أي انتخابات في إسرائيل، فقبل انتخابات 2009 شنت إسرائيل عملية الرصاص المصبوب على قطاع غزة، وذلك بخلاف سياسة جذب الأنظار التي احترفتها حكومة نتنياهو لتحويل اهتمام الإسرائيلي عن إخفاقات حكومته الاقتصادية والاجتماعية إلى "انجازات أمنية" وهمية. وتعتبر إسرائيل الجماعات الجهادية في سيناءوغزة أحد الأخطار الإستراتيجية التي تهددها بعد الخطر النووي الإيراني وحزب الله وحماس بالإضافة لمشكلة المهاجرين والهجمات السيبرانية، وكان يوفال ديسكن رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي قد صرح في وقت سابق أن رصد وتتبع عناصر هذه الجماعات تأتي على رأس أجندة الشاباك، مضيفاً أن على الرغم من صعوبة رصدهم لأنهم غير منظمين بشكل هيكلي كحماس أو الجهاد الإسلامي، بالإضافة إلى وجود أطراف دولية وراء هذه الأنشطة الجهادية.