قالت وزارة البيشمركة في حكومة اقليم كردستان العراقي إن خلافات عديدة ورئيسية ومهمة عرقلت إتفاقًا كان منتظرًا توقيعه في أربيل لإنهاء التوتر في المناطق المتنزاع عليها مما دفع إلى ترحيل المفاوضات بين الحكومتين المركزية والكردستانية إلى 13 من الشهر الحالي وذلك بالرغم من مشاركة وسطاء أميركيين في الاجتماع. أشارت وزارة البيشمركة في حكومة اقليم كردستان العراقي إلى وجود خلافات رئيسية بين بغداد وأربيل حول ادارة الملف الأمني في المناطق المتنازع عليها. وأضاف الامين العام للوزارة جبار ياور في بيان صحافي اليوم ان وفدين القوات العراقية الاتحادية والبيشمركة الكردية انهيا مباحثات في أربيل بدون اتفاق بعد ان بحث المجتمعون بصراحة مذكرة قدمتها حكومة الاقليم في الاجتماع السابق في بغداد الاسبوع الماضي وتضمنت خطة كاملة لآلية العمل المشترك والمبادئ العامة لهذه الالية "في المناطق الكردستانية خارج الاقليم في محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك ونينوى" أَضافة إلى بحث مذكرة ثانية قدمتها الحكومة الاتحادية شفوياً في الاجتماع السابق في بغداد وطرحتها في هذا الاجتماع بصورة تحريرية. وأوضح ياروز أنّه في الوقت الذي كانت هناك نقاط متشابهة ومشتركة في المذكرتين لكن كان هناك ايضاً اختلاف في وجهات النظر حول نقاط عديدة رئيسية ومهمة. وقال إنه "بعد النقاش وتبادل الاراء اتفق الجميع على تواصل اجتماعات لجنة العمل العليا لحين الوصول إلى الية عمل مشتركة ومبادئ للعمل المشترك في تلك المناطق بحيث تخدم مصالح جميع قاطنيها لحين التطبيق الكامل للمادة 140من الدستور فأن لجنة العمل العليا ستستأنف اجتماعاتها افي الثالث عشر من الشهر الحالي في بغداد. وأشار ياور إلى أنّه قد شارك في الاجتماع من جانب حكومة اقليم كردستان كل من الفريق شيروان عبدالرحمن والفريق جبار ياور والفريق جمال محمد واللواء الركن اسماعيل و العميد جميل ومن جانب الحكومة الاتحادية كل من الفريق الاول الركن عبود كمبر والفريق الاول الركن علي غيدان و الفريق الركن حسين عوادي و الفريق الركن محسن و الفريق الركن رياض.. من الجانب الاميريكي الفريق كاسلين وستافن القنصل الأميركي في مدينة أربيل وبعض مستشاري القنصلية و السفارة الامييكية في بغداد. وكان وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي قد اعلن في 26 من الشهر الماضي اثر مباحثات بين الطرفين في بغداد عن التوصل إلى حل شامل للأزمة بينهما مؤكداً أن اللجنة الوزارية المشتركة بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان ستجتمع في أربيل لتوقيع اتفاق نهائي بهذا الشأن. وقال خلال مؤتمر صحافي في بغداد على هامش اجتماعه مع وزير البيشمركة شيخ جعفر شيخ مصطفى ووزير الداخلية في الإقليم كريم سنجاري إن "اجتماع اليوم توصل إلى حل شامل للأزمة بعد أن قدمت الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان رؤية إيجابية بشأنها" مبيناً أن "الطرفين قدما ورقتي عمل تم إنضاجها وباتت أقرب إلى الإعلان النهائي". وتواجه الأزمة بين بغداد وأربيل اشكالية مسؤولية الاشراف على نقاط التفتيش حيث يطالب القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي بالعودة إلى اتفاق عام 2009 بشأن مسؤولية ادارة الامن في هذه النقاط مصرا على أن "الاتفاق يقضي بضرورة تشكيل نقاط تفتيش مشتركة بين البيشمركة والجيش العراقي لطمأنة المواطنين على أن تكون إدارة المراكز والنقاط تحت اشراف الحكومة الاتحادية" لكن الأكراد يتحفظون على هذا الطلب ويدعون لان تكون ادارة نقاط التفتيش مشتركة ايضا وليس بيد القوات المركزية. وتصاعدت حدة الأزمة بين بغداد وأربيل اثر اعلان وزارة الدفاع العراقية في الثالث من تموز (يوليو) الماضي عن تشكيل "قيادة عمليات دجلة" برئاسة قائد عمليات ديإلى الفريق عبد الأمير الزيدي للإشراف على الملف الأمني في المحافظات الثلاث حيث لاقى هذا القرار ردود فعل متباينة حيث اعتبره التحالف الكردستاني "استهداف سياسي بامتياز" للاقليم. وتشهد العلاقة بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي أزمة حادة بسبب خلافات عدة اخرها تشكيل بغداد "قيادة عمليات دجلة" لتتولى مسؤوليات امنية في مناطق مختلطة متنازع عليها في خطوة اثارت غضب القادة الأكراد الذين رأوا فيها "نوايا واهدافا" ضدهم. وتصاعد التوتر بين بغداد وأربيل اثر مواجهات بين قوات الامن العراقية ومسلحين في قضاء طوزخورماتو الشمالي قامت حكومة الاقليم على اثرها بحشد الاف المقاتلين من قات البيشمركة رغم تاكيد قائد عمليات دجلة الفريق عبد الامير الزيدي بان العملية كانت تهدف لاعتقال احد المشتبه بهم. وما زالت القوات الحكومية تنتشر في مواقعها فيما تواصل القوات الكردية حشد تشكيلاتها في استمرار للتوتر بين الجانبين.