عادت سيدة الدبلوماسية الأميركية هيلاري كلينتون الاثنين إلى مزاولة عملها بعد بضعة أيام قضتها بمستشفى في نيويورك للعلاج من جلطة دموية بين المخ والجمجمة. وأعلنت الخارجية الأميركية أن كلينتون، التي لم تمارس نشاطا سياسيا منذ السابع من ديسمبر/كانون الأول الماضي، تعقد اجتماعا الاثنين مع مساعديها في الوزارة. كما أنه من المقرر أن تلتقي الثلاثاء وزير الدفاع ليون بانيتا ومستشار الأمن القومي توم دونيلون، على أن تجتمع بالرئيس الأفغاني حامد كرزاي الخميس المقبل. النشاط الدبلوماسي المحموم لكلينتون (65 عاما) خلال أربع سنوات أخذها إلى 112 بلدا مسجلة رقما قياسيا بين وزراء الخارجية الأميركيين. لكن كلينتون بدت متعبة في الأشهر الأخيرة، وتعرضت لفيروس معوي كما أعلن من قبل، لكن خصومها اتهموها بإدعاء المرض حتى لا تدلي بشهادتها في 20 يناير/كانون الثاني أمام الكونغرس في قضية الهجوم على السفارة الأميركية في بنغازي في 11 سبتمبر/أيلول الماضي. "أنفلونزا بنغازي" x وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون لدى خروجها من مستشفى بنيويورك بعد تعافيها من إصابتها بجلطة بين المخ والجمجمة وتصاعدت حدة هذه القضية في وسائل الإعلام الأميركية. الإعلامي جورج ستيفانوبولوس في شبكة ABC قدم تقريرا حول اتهامات شبكة Fox لكلينتون بادعاء المرض، واستضاف غريتا فان ساستيرن المذيعة في الشبكة التي وجهت بعضا من هذه الاتهامات. لكن وسائل الإعلام الأميركية التزمت الصمت عندما توافرت معلومات حول مرض كلينتون التي حظيت بلقب أكثر النساء شعبية في الولاياتالمتحدة عام 2012. في هذا الفيديو، النائب ألن ويست يتهم كلينتون بأنها مصابة ب"أنفلونزا بنغازي" كما وصف السفير الأميركي السابق في الأممالمتحدة جون بولتون مرضها بأنه " دبلوماسي". أما غريتا فان ساستيرن فدافعت عن موقفها لستيفانوبولوس بالقول "لم تتوفر معلومات حول حالتها الصحية. وعندما علمنا بأنها تمر بأزمة صحية خطيرة، وعندما صدر تقرير من الخارجية حول حالتها الصحية تغير الموقف". شعبية جارفة هذا وأظهرت استطلاعات الرأي العام الأميركية ومن بينها استطلاع NBC، وول سترين جورنال وبلومبرغ أن هيلاري كلينتون وزوجها هما أكثر السياسيين الأميركيين شعبية. كما أظهر استطلاع آخر لمعهد غالوب أن أوباما وكلينتون هما أكثر رجل وامرأة أثارا إعجاب الأميركيين عام 2012. واللافت أن كلينتون حصلت على هذه اللقب للمرة الحادية عشر على التوالي من بين 17 مرة خلال 20 عاما. ويرد محللون أميركيون هذه الشعبية إلى ابتعاد كلينتون عن القضايا الدولية الخلافية، ولأنها شخصية ديناميكية تسافر لكل دول العالم لتمثيل بلادها. وقالت صحيفة واشنطن بوست إن الرأي العام عادة يكلّ من هذه النوعية من السياسيين، لكن كلينتون بقدرتها على تجديد نفسها ووضع بصمتها على عملها الدبلوماسي استطاعت كسب الرأي العام. ولا يساور الرأي العام، الذي كان شاهدا على حيويتها خلال أربع سنوات، شك في عودة كلينتون إلى نشاطها المعتاد بهذه السرعة، ويميل إلى تصديق رواية المتحدثة باسم الخارجية فيكتورا نولاند التي قالت إنها كلينتون "متشوقة للعودة". يشار إلى أن كلينتون استطاعت أن تتجاوز هزيمتها في الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي عام 2008 واستطاعت التعامل مع الرجل الذي قام بهزيمتها لكنه اعتمد عليها بشكل كبير بعد ذلك. مستقبل سياسي غامض يبدو الاتجاه العام في الولاياتالمتحدة هو أن الديموقراطيين يرغبون في ترشيح كلينتون لمنصب الرئيس في الانتخابات المقبلة عام 2016. ورأت صحيفة بولتيكو الأميركية أن الجلطة التي تعرضت لها كلينتون لن تمنع الديموقراطيون من إقناعها بالترشح في هذه الانتخابات. x كلينتون تترأس اجتماعا في وزارة الخارجية لدى عودتها للعمل وقالت الصحيفة إنه بعد الدور الذي لعبته كلينتون والمرشحة الجمهورية السابقة لمنصب نائب الرئيس سارة بالين في انتخابات 2008 فإنه من الصعب أن تخلو المنافسة من أي امرأة في الانتخابات المقبلة وعدم تكرار ما حدث في انتخابات 2012 التي تنافس فيها رجلان. كما أن كلينتون التي ستبلغ 69 عاما بحلول 2016 لن يشكل السن عقبة في طريقها فالرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان خاض الانتخابات الرئاسية في نفس هذا العمر. ولكن مع ذلك فإن تقارير أخرى تتحدث عن مخاوف من تأثير مرض كلينتون وحضورها الضعيف على اختيار الديموقراطيين لها كمرشحة للرئاسة، على الرغم من شعبيتها بل وظهور صفحة دعم لترشيحها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. قال المحلل السياسي كريس سيليزا لواشنطن بوست "حتى لو لم يكن لمرضها تأثير على المدى البعيد، فإنه سيكون موضوعا أساسيا في تغطية حملتها الرئاسية عام 2016". لكن الباحث جون زغبي أكد أن "استقرار حالتها الصحية في السنوات المقبلة سيتيح لها حرية اتخاذ قرارات من بينها الترشح للرئاسة". وقالت واشنطن بوست إن مرض كلينتون فتح الباب أمام آخرين لمنافستها مثل نائب الرئيس جو بايدن، وسيناتور نيويورك كريستين غليبراند.