مواضيع ذات صلة احمد عياش عندما يصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند هذا الصباح الى قصر بعبدا يكون الرئيس السوري بشار الأسد أمضى في السرايا الحكومية اللبنانية قرابة 22 شهراً تقريباً وقد حان الوقت ليغادرها. الذين رافقوا عن كثب ولادة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي يعلمون جيداً ان الأسد وليس غيره هو أول من أعلن اسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري عندما كان الاخير في البيت الابيض في 12 كانون الثاني 2011. فمسرحية استقالة وزراء "حزب الله" و"أمل" والتيار العوني العشرة الى الوزير المحسوب على الرئيس سليمان، لكنه كان وديعة "حزب الله" عدنان السيد حسين، كانت من اخراج الأسد لكي يدخل الحريري الى لقاء الرئيس أوباما رئيساً للحكومة اللبنانية ويخرج من اللقاء رئيساً سابقاً للحكومة. ففي اليوم التالي للقاء البيت الابيض كان الحريري في قصر الاليزيه يستمع الى الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي يقول له: "لقد اتصل بي الأسد وأبلغني ان الحريري لن يبقى رئيساً لحكومة لبنان. وسيأتي بدلاً منه رئيس لا ينتمي الى 8 أو 14 آذار". إذاً، الأسد هو أول من قرر وصول الرئيس ميقاتي الى سدة الرئاسة الثالثة وقبل أن تدخل البلاد في دوامة استشارات التأليف التي وقّعها "حزب الله" في 18 كانون الثاني 2011 أي بعد 6 أيام من استقالة وزراء سوريا باستعراض القمصان السود. المعلومات المؤكدة هي أن هولاند لن يبحث تفصيلاً مع سليمان اليوم في الحكومة الجديدة التي يستحقها لبنان. لكن زيارته لقصر بعبدا ألغت زيارة ميقاتي لاحقاً لقصر الاليزيه. وهكذا نقل الرئيس الفرنسي الى نظيره اللبناني اتصال الأكثرية اللبنانية الحقيقية به ومفادها: "أبلغني الشعب اللبناني أن ميقاتي لن يبقى رئيساً لحكومة لبنان. وسيأتي بدلاً منه رئيساً لا ينتمي الى 8 أو 14 آذار". لقد ادرك الرئيس الفرنسي ان الزمن تبدل جذرياً بين عهده وعهد سلفه ساركوزي. فإذا كان الأسد هدد بالاطاحة باستقرار لبنان بذريعة قرب صدور القرار الاتهامي عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والذي يؤكد ضلوع "حزب الله" في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005 فكان الثمن اسقاط حكومة سعد الحريري، فإن الأسد وفي جريمة اغتيال اللواء الحسن في 19 تشرين الاول الماضي قد بدأ فعلياً بمخطط احراق لبنان الذي عرقله اللواء الحسن لبضعة اسابيع بعد الكشف عن شبكة سماحة – المملوك. ان هولاند مقتنع مع أكثرية اللبنانيين ان الخوف والذي لم يكن في محله لاسقاط حكومة الحريري قبل 22 شهراً بحجة قرب صدور القرار الاتهامي عن المحكمة الدولية ولكنه لم يصدر إلا بعد أشهر من سقوط الحكومة، قد حل مكانه خوف وفي محله تماماً من ان حكومة الأسد التي يترأسها ميقاتي ستكون غطاء احراق لبنان الذي قرره قبل أشهر الرئيس السوري الذي ينازع حالياً للبقاء في قصره بدمشق وسط حريق سوريا الكبير.