بعد أن حققت- في وقت قياسي قصير- حركة التصالح والتسامح الدور المرسوم لها في استعادة الوحدة الوطنية الجنوبية التي اعترتها التشققات بسبب الصراعات العبثية التي شهدها الجنوب منذ 67م , كان ألق الوحدة الوطنية قد تجلت بدايته بأبهى صورة أثناء الحرب العدوانية على الجنوب صيف 94م التي أعادت الوعي واستنهضت الهوية بعد سنوات من تجهيل وطمس (اليمننة) الطارئة والدخيلة على مسار حركته الوطنية. ترسخ حركة التصالح التسامح كان المقدمة المادية لذلك التطور النوعي الذي طرأ على مسار الحركة الوطنية في منحنى جدي مؤسسي، بداياته تمثلت بتشكيل أول جمعية للمتقاعدين العسكريين والأمنيين في الضالع 24 مارس 2007م , لذلك فالحقيقة التي لا يتطاول عليها إلا مكابر من (المؤلفة قلوبهم) أو جاهل جاحد لتاريخ الحركة الوطنية المعاصرة من (اللحقة) بأن الانطلاقة القوية للحراك التحرري الجنوبي المعاصر قد قامت على ثلاثة أضلاع: -حركة التصالح والتسامح والتضامن. -جمعيات المتقاعدين العسكريين و الأمنيين. -جمعيات الشباب والعاطلين عن العمل . تلك القوى الجديدة تجاوزت الأفق المسدود لتيار إصلاح مسار الوحدة الاشتراكي اليمني الذي ابرز إعلاميا كمحاولة التفافية بائسة على الهوية المتحفزة كرد فعل وطني جنوبي على عدوانية حرب صيف 94م, لذلك ليس من باب المبالغة وجبر الخواطر قولنا أن يوم 24 مارس كان المقدمة والبروفة لاستعادة هوية الجنوب وعنوانها الأبرز المؤسسة العسكرية والتي منها جاء الخروج الجنوبي الكبير في ساحة عروض جيش (ج.ي.د.ش) في العاصمة عدن 7-7-2007م. من ذلك جاء قولنا المبدئي أن الضالع بوابة الجنوب الجديد وصاحبة السبق في الخروج المدني المقتدر للشارع وإعادة استذكار الهوية والتاريخ مرة أخرى، لأن الضالع عنوان التحدي الجنوبي وعنفوانه تأتي ذكرى 24 مارس في أجواء المقاومة لمشروع حوار (اليمننة) المزمع إطلاقه في 18 مارس, مرة أخرى تأكيدا للموقف المبدئي أن الضالع بوابة الجنوب يفترض على جميع الأحرار الزحف الكبير للضالع ليس لإحياء ذكرى تأسيس جمعية المتقاعدين فقط، لكن هذه المرة للحضور الجنوبي على الحدود الدولية بين دولتي (ج.ي.د.ش) و (ج.ع.ي) كتعبير راقي ونوعي رافضا للحوار. موقف مبدئي نضالي ينتظرنا يوم 24 مارس لنثبت للعالم أن حوار صنعاء اليمني لا يعنينا ليس كموقف عبثي عدمي فوضوي بل لأننا قد حسمنا بشكل قطعي لا رجعة فيه خيارنا مع قرار فك الارتباط التاريخي الشجاع الصادر في 21 مايو94م. * منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن