تحطمت طائرة حربية اليوم في شارع الخمسين جنوب العاصمة صنعاء ما أدى إلى مقتل قائدها، في حصيلة أولية، بحسب إدارة الدفاع المدني، فيما أعلنت قيادة القوات الجوي والدفاع الجوية تشكيل لجنة للتحقيق في الحادث". وأعلن مصدر في قيادة القوات الجوية والدفاع الجوي ل"وكالة أنباء خبر" طلب عدم الكشف عن اسمه، أن طائرة طراز سوخوي 22 سقطت في تمام الساعة 11:30 بالتوقيت المحلي للعاصمة صنعاء ما أدى إلى استشهاد قائدها النقيب طيار نجيب هاني الاغبري وتضرر بعض المنازل المجاورة لمكان الحادث". ويأتي حادث سقوط الطائرة بعد أقل من ثلاثة أشهر على سقوط طائرة من نفس الطراز في حي القادسية وسط العاصمة صنعاء وأدى إلى مقتل 12 شخصاً وإصابة العشرات بجروح مختلفة. وقال الشاب محمد العديني (35 عاما) أحد شهود عيان الذي تواجد في مكان الحادث "كنت أعمل في إحدى العمارات السكنية وشاهدت الطائرة وهي تهبط تدريجياً والدخان يتصاعد منها وتتجه صوب شارع تعز إلى أن غير قائد الطائرة مسارها فجأة باتجاه شارع الخمسين وسقطت في أحد الشوارع الفرعية". وتمكنت عربات الأطفاء التابعة للدفاع المدني التي هرعت إلى مكان الحادث من السيطرة على الحريق الذي أعقب سقوط الطائرة. وأطلقت قوات الجيش والأمن التي طوقت مكان الحادث الاعيرة النارية في الهواء لتفريق المواطنين الذين تجمعوا في المكان إلا أنها لم تفلح في تفريقهم. وردد المواطنون شعارات منددة بقوات الدفاع الجوي لتكرار حوادث سقوط الطائرة في الأماكن الآهلة بالسكان، وهتفوا قائلين "لاجوية بعد اليوم"، "يرحل قائد الجوية"، مطالبين الحكومة باتخاذ قرار صارم بمنع التحليق فوق أجواء المدن والعواصم حفاظاً على أرواح المواطنين. وأعلنت قيادة القوات الجوية والدفاع الجوي عن تشكيل لجنة للتحقيق في أسباب سقوط الحادث، لتضم إلى لجان سابقة لم تفصح نتائجها عن الأسباب الحقيقية لحوادث سقوط الطائرات. وقال مسؤول المركز الإعلامي بقيادة القوات الجوية ا لرائد مهدي العيدروس في اتصال هاتفي مع قناة "اليمن اليوم": "نحن نمتلك طائرات كثيرة من طراز السوخوي صحيح ان بعضها متهالك ويحتاج إلى قطع غيار وصيانة، إلا أننا نتملك كوادر مؤهلة تأهيلاً عالياً"، داعياً كل المعنيين إلى التعامل مع الحادث بهدوء وتأن، وعدم المبالغة في الطرح. ونفى العيدروس صحة الأنباء التي تتحدث عن اجراء الطيران الحربي تدريبات فوق أجواء العاصمة، وما هو حاصل أن "العاصمة تكون ممر فقط لهبوط الطائرات، وليس اقامة التدريبات في أجوائها". وكان رئيس الجمهوري عبد ربه منصور هادي وجه أواخر فبراير الماضي بمنع تحليق الطيران العسكري فوق المدن الرئيسة في البلاد. وفيما أكد الرئيس هادي في زيارته للقاعدة الجوية بصنعاء مع وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد على ضرورة ابتعاد الطيران التدريبي عن العاصمة صنعاء والمدن الأخرى وأن يكون في أماكن غير مأهولة بالسكان، إلا أن تحليق الطائرات الحربية في أجواء العاصمة صنعاء ومدن يمنية عدة ما يزال مستمرا ومتواصلا يوما بعد أخر، الأمر الذي يتطلب جهودا رسمية وشعبية على حد سواء لمنع تكرار وقوع مثل تلك الكوارث. وتمتلك القوات الجوية اليمنية، عشرات الطائرات طراز "سوخوي22" تتجاوز الثلاثين طائرة إلا أن هذا الطراز لا يستطيع تجاوز حدود اليمن نظراً لقلة مخزونها من البنزين، وتعتبر "متهالكة ومخاطر تعرضها للسقوط كبيرة نظراً لانتهاء عمرها الافتراضي، وتحتاج إلى عملية صيانة كبرى". واستخدم هذا النوع من الطائرات في حروب صعدة ك"قاذفات" قنابل فقط، ولا تعتبر من نوع الطائرات المقاتلة أو ما يطلق عليه "الاعتراضية".."وتستخدم حالياً في عمليات التدريب فقط". وبالإضافة إلى طائرات السوخوي22 القاذفة، تمتلك القوات الجوية اليمنية طائرات اعتراضية (مقاتلة) طراز "ميج29" يبلغ عددها 20 طائرة، وعشرات الطائرات طراز ميغ 21 وتعتبر الأخيرة من أكثر الأنواع تصنيعا في العالم، وأثبتت قدرة كبيرة في العمليات الحربية وكذا قدرة كبيرة على الارتفاع تصل إلى حدود 60 ألف قدم عن سطح الأرض. كما تمتلك القوات الجوية عشرات الطائرات طراز "إف 5" وخدمت في حرب 1994م بين الشمال والجنوب، واستطاعت إسقاط طائرة طراز "ميغ 29" كانت تتبع القوات الجوية الجنوبية، آنذاك أثناء مناورة حربية معها رغم أن الأخيرة حديثة الصنع. وتمتلك القوات الجوية أيضا أربعة وعشرون طائرة طراز "مي 35" (حوامات) كانت تتبع رئاسة الجمهورية فقط خلال الفترات السابقة، ولا يتم الطيران بها إلا بتوجيهات رئاسية، وحوالي 15 طائرة طراز (هيوي) حوامات أيضاً، وطائرات نقل طراز "سي 1" و"يوشن" يبلغ عددهما حوالي سبع طائرات.