شكلت في عدن لجان شعبية نسوية لجمع التبرعات لدعم ثوار 26 سبتمبر، ولعبت المرحومة عائدة اليافعي دوراً في التنسيق وإيصال التبرعات إلى شمال الوطن بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الثامن من مارس نستعرض الدور الكبير للمرأة اليمنية ودورها البارز من خلال الحركة النسائية اليمنية ومساهمتها الوطنية والسياسية مع سائر فئات شعبنا اليمني في نضاله ضد الحكم الإمامي الكهنوتي والاستعمار واعوانه من سلاطين واقطاع، حيث كان للمرأة اليمنية أدوار مشهودة في الدفاع عن اهداف الثورة اليمنية 26 سبتمبر و 14 أكتوبر، وهي ثورات رائدة في شبه الجزيرة العربية. وفي الجنوباليمني تحديداً كان هناك كيان باسم "جمعية المرأة اليمنية" عام 1955م نشطت من خلاله المرأة في محاولة منها لفك العزلة المفروضة عليها بحكم العادات والتقاليد والأفكار الرجعية، وانحصر نشاطها في بادئ الأمر في محو الأمية المتفشية بين صفوف النساء آنذاك، ومتابعة التحصيل العلمي للطالبات في مدارس التعليم الأساسية والمحاضرات التوعوية، وتعريفهن بحقوقهن المسلوبة.. وتزامن ذلك مع الانتصار العظيم لأهداف ثورة 23 يوليو 1952م.. و"صوت العرب" عبر الأثير كانت تنادي بتحرير المرأة العربية واليمنية على وجه الخصوص وكسر طوق العزلة المفروضة من الاستعمار واعوانه الرجعيين في الوطن العربي، الذين جعلوا المرأة في الحدود الدنيا واعتبروها للمتعة والانجاب، فخرجت النساء في عدن في مسيرات نظمتها النقابات العمالية تأييداً لتأميم قناة السويس، ولكن نشاط المرأة لم يتوقف حين انبرت المناضلة رضية احسان الله وأسست جمعية المرأة العربية عام 1956م، والى جانبها كانت نجوى مكاوي وفوزية الشاذلي والشهيدة لطيفة الشوذري وانيسة الصائغ وفتحية باسنيد وانيسة الحمزي والهام مبجر والقائمة طويلة.. وكان لهذه الجمعية ادوار يشار إليها بالبنان في نضالها ضد الاستعمار والسلاطين، وكان لها فروع في معظم مناطق الجنوب ولعبت دوراً كبيراً في حث المجتمع في عدن وبقية مناطق الجنوباليمني على تعليم البنات والحاقهن بالمدارس، وتجاوب المجتمع مع جهود الجمعية.. وكان للجمعية دور في تعريف المرأة من خلال برامج توعوية بأهمية التحرر من العادات الرجعية البالية وتحرير الوطن ايضا من ربقة الاستعمار. وثورة "الشياذر" في عام 1958م كانت أول ثورة للنساء، حيث خرجت المرأة في عدن للمطالبة بنزع الشياذر واحراقها، وهو رمز لخروج المرأة في فضاء واسع للتعليم والعمل للجميع، حيث كان المستعمر البريطاني يسن القوانين ويحصرها في أبناء وبنات الجاليات الهندية والصومالية وابناء الوزراء والسلاطين، ويعتبر أبناء المناطق الجنوبية والشمالية من الدرجة العاشرة لا يحق لهم التعليم. والعمل مسموح فيما يسمونه ب "البوكة" أي يتقاضون أجورهم الزهيدة كل أسبوع ولا يحق لهم التوظيف والضمان الاجتماعي والتأمين عند العجز، والعجز الكلي ولا يحق لهم التمتع بالمعاش التقاعدي. وتطور نشاط جمعية المرأة العربية بإقامة علاقات تنسيق وتفاهم مع جمعيات عربية أخرى مثل مصر ولبنان، وتحديداً مع اتحاد نساء مصر.. والدعم الكبير كانت تتلقاه جمعية المرأة العربية في عدن من هدى شعراوي - رئيسة اتحاد نساء مصر - حتى وصل نشاط الجمعية إلى تعز وصنعاء، وكان للجمعية دور لا يستهان به لدعم ومساندة ثورة 26 سبتمبر ومساندة النساء في تعز وصنعاء للدفاع عن الثورة والجمهورية، وظهر هذا التنسيق جلياً لتدافع النساء من عدنوتعز والحديدة وصنعاء، وخروجهن لاستقبال الزعيم الراحل جمال عبدالناصر عند زيارته لليمن. في جنوباليمن ومن نواة الجمعية العربية تم تشكيل النشاط السياسي للمرأة، وكان ذلك تقريبا عام 1965م حيث بادرت الجبهة القومية - وهي تنظيم سياسي مسلح يقود نضالاً ضد الاستعمار البريطاني - بتبني النشاط السياسي النسوي في الجنوب، واعتبره احد فروعه إلى جانب التنظيم الطلابي، كما بادرت جبهة التحرير وتنظيمها الشعبي للقوى الثورية بدعم هذا التنظيم النسوي، من خلال دفع الأعضاء من النساء التابعات لهم بالتنسيق مع القطاع النسوي القومي ورص الصفوف للمشاركة في المسيرات وتوزيع المنشورات السياسية واسناد مهام نضالية لبعض النساء للقيام بعمليات فدائية ضد الاستعمار، وكانت تقام للنساء دورات قصيرة يتم فيها تدريبهن على استخدام السلاح الكلاشنكوف والقنابل، وتم تشكيل لجان شعبية نسوية لجمع التبرعات لدعم ثوار 26 سبتمبر في معاركهم لتثبيت الثورة والجمهورية، وقد لعبت المرحومة عائدة علي سعيد اليافعي دوراً كبيراً في التنسيق وارسال التبرعات إلى شمال الوطن بحكم موقع سكنها المؤقت في "هجدة" ومتابعتها لدراستها في تعز، وبعد نيل الاستقلال في جنوب الوطن تأسس الاتحاد العام لنساء اليمن في عدن تقديراً لدورها النضالي، وكانت أول رئيسة لهذا الاتحاد المناضلة عيشة محسن، وحقق هذا الاتحاد انجازات كبيرة للمرأة مثل مساواة اجرها الشهري مع الرجل والتمتع باجازات الوضع والعدة ودخولها معترك العمل ومنحها الدرجات الوظيفية، وكان هناك تنسيق مع الاتحاد النسوي في شمال الوطن الذي توحد بعد تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م تحت مسمى الاتحاد العام لنساء اليمن وهو اتحاد عريق بعد مصر.. وكل عام والمرأة في تقدم وازدهار.