لا حديث للشارع بحضرموت راهناً، وخاصة مدنها وقراها الساحلية، سوى الحديث عن الغلاء الجنوني لأسعار الأسماك، ناهيكم عن تساؤلات الشارع حول شحة، إن لم نقل انعدام، وجود الأسماك المرغوبة مثل "الثمد" و"الديرك" و"الغودة" والتي كانت إلى وقت قريب، وتحديداً عند مغادرة الاخ الدكتور علي محمد مجور "دولة رئيس الوزراء حالياً" كرسي وزارة الثروة السمكية متوافرة وبأسعار معقولة. أما اليوم فحدث ولا حرج.. وعليه سأفرد لهذه التراجيديا السمكية بحضرموت أكثر من حلقة في عمودي هذا، لأنها اصبحت مسألة تنذر بمخاطر على أمننا الغذائي، ليس في حضرموت وحدها بل في محافظات الوطن، استهلها بشهادة صياد من المكلا تأسيساً على المثل الشعبي القائل: "إسأل مجرب ولا تسأل حكيم". ففي مساء السبت 17/7/2010م وفي برنامجها "من الناس" فتحت قناة "الجزيرة" ملف الجرف العشوائي الجائر للأسماك ومراعيها وشعابها المرجانية بحضرموت، واستهلته برسالة وصلتها من أحد صيادي المكلا، هاكم نصها: "أنا صالح احمد بن عبدات.. كنت أطلع البحر مع والدي وكانت الأسماك كثيرة ورخيصة تصل إلى المستهلك يعني بزهد من الثمن.. كان موجود نظام من أول.. من ايام الأجداد.. كانوا ينظمون صيد الأسماك، حتى الأسماك الصغيرة يصطادونها في أوقات معينة، وفي أوقات يمتنعون عن الاصطياد بسبب أنها ظرف للتوالد حتى تتكاثر هذه الأسماك".. ولكن الآن في وقتنا هذا لا يوجد نظام.. هناك لوائح صحيح ولكنها لا تنفذ.. تقوم الشركات بجرف الأسماك في وقت لاحق لتوالدها وتكاثرها وتعطل المراعي والأعشاب في البحر، واصبحت تتناقص.. حتى اليوم الصياد يأتي ب70 كيلو من البحر وقبل سنوات يأتي بأكثر من 70 كيلو.. نتمنى من الحكومة ان تغير هذا الفساد الحاصل في البحر.. بغينا نظام.. بغينا استقرار". نكتفي بهذا الاستهلال الذي أعدته الزميلة "حضرموت اليوم" للنشر لعددها رقم (6) في 28 يوليو 2010م، لنطالعكم لاحقاً بتفاصيل هذه التراجيديا وذلك الفساد الذي امتد من البر إلى البحر ولم يتبق له سوى السماء. قال الشاعر: الخير في الناس مصنوع إذا جبروا والشر في الناس لا يفنى وان قُبروا "جبران خليل جبران"