كاتب سعودي: تجار أميركا يرفعون أسعار الأضاحي    شاهد.. الأسطول الخامس الأمريكي ينشر مشاهد لإنقاذ طاقم سفينة غرقت بهجوم حوثي بالبحر الأحمر    أعجوبة مذهلة .. مغترب يمني يعود للحياة بعد اعلان وفاته رسميا    العيد يوم مختلف ؟؟    الرئيس الزُبيدي يستقبل جموع المهنئين بعيد الأضحى المبارك    حدث ما كان يخشاه عبدالملك الحوثي من فتح طريق الحوبان في تعز.. هل تعيد المليشيات إطباق الحصار؟    طقوس الحج وشعائره عند اليمنيين القدماء (الحلقة الثالثة)    هل يوجد قانون في السعودية يمنع الحجاج من الدعاء لأهل غزة؟ أمير سعودي يحسم الجدل    آخر موعد لذبح أضحية العيد وما يجب على المضحي فعله    رئيس تنفيذي الإصلاح بالمهرة يدعو للمزيد من التلاحم ومعالجة تردي الخدمات    الرواية الحوثية بشأن احتراق باص في نقيل سمارة.. مقتل وإصابة 15 شخصًا ومصادر تكشف سبب الحادث    الرئيس يؤكد المضي في سياسة "الحزم الاقتصادي" وعدم التفريط بالمركز القانوني والمالي للدولة    فرحة العيد مسروقة من الجنوبيين    حجاج بيت الله الحرام يتوجهون إلى منى لرمي الجمرات    نازح يمني ومعه امرأتان يسرقون سيارة مواطن.. ودفاع شبوة لهم بالمرصاد    كل فكر ديني عندما يتحول إلى (قانون) يفشل    الإصلاح: قدَرُنا كحزب وطني حَمَل على عاتقه حلم اليمن الجمهوري الكبير    شهداء وجرحى في غزة والاحتلال يتكبد خسارة فادحة برفح ويقتحم ساحات الأقصى    هيئة بحرية: تقارير عن انفجارين قرب سفينة قبالة ميناء المخا    جواس والغناء ...وسقوطهما من "اعراب" التعشيب!    تبدأ من الآن.. سنن عيد الأضحى المبارك كما وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم    "هلت بشائر" صدق الكلمة وروعة اللحن.. معلومة عن الشاعر والمؤدي    يوم عرفة:    ياسين و الاشتراكي الحبل السري للاحتلال اليمني للجنوب    يورو2024 : ايطاليا تتخطى البانيا بصعوبة    لامين يامال: جاهز لأي دور يطلبه منّي المدرب    وصلت لأسعار خيالية..ارتفاع غير مسبوق في أسعار الأضاحي يثير قلق المواطنين في تعز    عزوف كبير عن شراء الأضاحي في صنعاء بسبب الأزمة الاقتصادية    سجن واعتقال ومحاكمة الصحفي يعد انتكاسة كبيرة لحرية الصحافة والتعبير    استعدادا لحرب مع تايوان.. الصين تراقب حرب أوكرانيا    جريمة مروعة تهز صنعاء.. مسلحون حوثيون ينكلون بقيادي بارز منهم ويقتلونه أمام زوجته!    مدير أمن عدن يُصدر قرارا جديدا    جماعة الحوثي تقدم "عرض" لكل من "روسيا والصين" بعد مزاعم القبض على شبكة تجسس أمريكية    صحافي يناشد بإطلاق سراح شاب عدني بعد سجن ظالم لتسع سنوات    تعز تستعيد شريانها الحيوي: طريق الحوبان بلا زحمة بعد افتتاحه رسمياً بعد إغلاقه لأكثر من عقد!    ثلاثية سويسرية تُطيح بالمجر في يورو 2024.    - ناقد يمني ينتقد ما يكتبه اليوتوبي جوحطاب عن اليمن ويسرد العيوب منها الهوس    بينهم نساء وأطفال.. وفاة وإصابة 13 مسافرا إثر حريق "باص" في سمارة إب    كبش العيد والغلاء وجحيم الانقلاب ينغصون حياة اليمنيين في عيد الأضحى    - 9مسالخ لذبح الاضاحي خوفا من الغش فلماذا لايجبر الجزارين للذبح فيها بعد 14عاماتوقف    أكثر من مليوني حاج على صعيد عرفات لأداء الركن الأعظم    أربعة أسباب رئيسية لإنهيار الريال اليمني    لماذا سكتت الشرعية في عدن عن بقاء كل المؤسسات الإيرادية في صنعاء لمصلحة الحوثي    ألمانيا تُعلن عن نواياها مبكراً بفوز ساحق على اسكتلندا 5-1    يورو 2024: المانيا تضرب أسكتلندا بخماسية    صورة نادرة: أديب عربي كبير في خنادق اليمن!    المنتخب الوطني للناشئين في مجموعة سهلة بنهائيات كأس آسيا 2025م    فتاوى الحج .. ما حكم استخدام العطر ومزيل العرق للمحرم خلال الحج؟    أروع وأعظم قصيدة.. "يا راحلين إلى منى بقيادي.. هيجتموا يوم الرحيل فؤادي    مستحقات أعضاء لجنة التشاور والمصالحة تصل إلى 200 مليون ريال شهريا    نقابة الصحفيين الجنوبيين تدين إعتقال جريح الحرب المصور الصحفي صالح العبيدي    منتخب الناشئين في المجموعة التاسعة بجانب فيتنام وقرغيزستان وميانمار    الكوليرا تجتاح محافظة حجة وخمس محافظات أخرى والمليشيا الحوثية تلتزم الصمت    20 محافظة يمنية في مرمى الخطر و أطباء بلا حدود تطلق تحذيراتها    بكر غبش... !!!    مليشيات الحوثي تسيطر على أكبر شركتي تصنيع أدوية في اليمن    منظمة حقوقية: سيطرة المليشيا على شركات دوائية ابتزاز ونهب منظم وينذر بتداعيات كارثية    وفاة واصابة 4 من عمال الترميم في قبة المهدي بصنعاء (الأسماء)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس اللجنة التحضيرية لحزب الأمة الاستاذ محمد مفتاح ل :"الجمهور" الانشقاق عن النظام كان معد له سلفاً ومجزرة جمعة الكرامة ذريعة
نشر في الجمهور يوم 14 - 01 - 2012

الذي يختبئ وراء الصفوف هو من يدعو الحكومة وكتلته البرلمانية إلى اقرار الحصانة وفي إعلامه يدعو إلى المحاكمة
من أقر الحصانة شريك في الجرم ومن يظن ان الشرع يؤيده فقد افترى على الله
الذي يختبئ وراء الصفوف هو من يدعو الحكومة وكتلته البرلمانية إلى اقرار الحصانة وفي الإعلام يدعو إلى المحاكمة
المبادرة تمت بمعزل عن الثورة كخطوة لاجهاض تطلعات الشعب.. والجناح الحزبي الاستخباراتي تواجد في الساحة من قبل جمعة الكرامة
ما حصل هي حرب.. واصحاب عسكرة الثورة خسروا الرهان بسبب وعي الشباب
لجنة من المحامين والحقوقيين بدأوا اجراءات رفع دعوى قضائية لما جرى من اعتداءات داخل الساحة من قبل من حولوا الثورة إلى أزمة
يراد لليمن ان يكون تحت هيمنة أعتى من الهيمنة السابقة للثورة والمنضمون باسم الفرقة نزلوا للاحتماء بالمدنيين لا لحمايتهم
الذي دعا بالزحف إلى غرف النوم هو من أوصل باسندوه إلى رئاسة الوزراء.. وللشعب اليمني رأي آخر
القوى التقليدية القبلية والعسكرية التي التحقت بالتغيير جاءت لأهداف لا علاقة لها بما كان الشباب يدعون اليه
الرئيس لم يكن مفسدة كبرى على مدى عقود بل كان مصلحة كبرى عند من يزايد اليوم
المنشقون حريصون على اقرار الحصانة ولا يريدون ان تفتح ملفات الفساد المالي والاداري.. والترقيات
عدد غير قليل معتقلون في اقسام مذبح تحت اشراف الفرقة.. والشعب لن يسمح لمجاميع حزبية محدودة إجراء الانتخابات الرئاسية الهزيلة
مشكلة دماج مفتعلة والذي سيطر على مبنى المحافظة ونهب أسلحة ومعدات الجيش يتحمل مسؤولية الصراع في الجوف
تحاول صحيفة “الجمهور” الغوص في متاهات ما يسمى “ثورة الشباب” السلمية البدايات والمآل وما بينهما من سلوكيات وممارسات قيل إنها انحرفت بالمسار، ومن طابع الثورة إلى أزمة بين سلطة ومعارضة ولم تقف عند هذا الحد فسرعان ما تحولت إلى ساحة تمرد لتصفية حسابات شخصية بين مراكز القوى داخل مؤسسة الجيش يجد جذوره في الصراع التقليدي على السلطة..
تعتمد “الجمهور” للخلاص من المتاهات سلسلة حوارات ولقاءات مع هذا وذاك من مختلف القوى والمكونات لما يسمى “ثورة” وفي عددها هذا رقم (181) يكون رئيس اللجنة التحضيرية لحزب الأمة الاستاذ محمد مفتاح – الذي استقبلنا في مكتبه بسعة ورحابة صدر- هو الضيف..
* في حفل الاشهار نفيت أن يكون حزب الأمة منشق عن حزب الحق، كيف نفهم ذلك مع أنك رئيس مجلس الشورى لحزب الحق؟
- أنا قدمت استقالتي من حزب الحق قبل أكثر من عامين وقد صرحت بذلك في مقابلة قبل حوالي سنة مع صحيفة “صوت الشورى” ووجود شخص مستقيل من حزب ضمن عدد كبير من العاملين لتأسيس حزب آخر لا يعني بأي حال ان الحزب الجديد منشق من غيره.
* في أدبياتكم كلام كثير عن المدنية والمساواة.. هل تجاوز محمد مفتاح شخصياً وحزب الأمة بشكل عام قضية الإمامة والبطنين والحق الإلهي في الحكم؟
- حزب الأمة مشروع نظامه الأساسي ينص على أن معيار الكفاءة هو أساس تقلد أي منصب في الحزب أو في الدولة.
* هناك من يقول أن حزب الأمة هو الحزب السياسي الذي أعلن عبدالملك الحوثي نيته انشائه أثناء لقائه بمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر، وعلى هذا الأساس سيكون حزب الأمة هو الجناح السياسي لحركة الحوثي التي ستظل على حالها حركة مسلحة؟
- حزب الأمة تم اشهاره على الملأ في صنعاء وسط جمع غفير من الحضور من مختلف الشرائح والفئات، وليس جناحاً لأي تنظيم سياسي أو حركة، هو حزب قائم بذاته وله من يسعى لتأسيسه.
* إذاً كيف نقرأ مباركة عبدالملك الحوثي إنشاء حزب الأمة؟
- كما تقرأ مباركة الحزب الاشتراكي اليمني، الحزب الناصري، حزب البعث، وكما تقرأ مباركة الكثيرين ممن باركوا إنشاء حزب الأمة وبما فيهم أحزاب اللقاء المشترك بأمانة العاصمة.
* الحوثي وقع اتفاق مع ثلاثة أحزاب، البعث والحق واتحاد القوى الشعبية للحد من هيمنة حزب الاصلاح على المشترك.. أين حزبكم من ذلك؟
- لا زلنا حزباً تحت التأسيس، وحزب في هذه المرحلة لن يدخل في تحالفات ولا في تكتلات حتى يصبح الحزب مؤسسياً ويتخذ قراره بطريقة مؤسسية.
* ومتى سيكون ذلك.. أعني كم ستستمر مرحلة تحت التأسيس؟
- أتوقع وفقاً للمعطيات الموجودة لدينا في الساحة ألا تتعدى الفترة شهرين أو عدة أشهر حتى نصل إلى مرحلة إعلان التأسيس.
الانشقاق مخطط له
* كشاهد على الثورة، الأحداث عندنا أخذت في البداية طابع الثورة لكنها سرعان ما تحولت إلى أزمة بين سلطة ومعارضة.. ما رأيك؟
- ما جرى عندنا في اليمن هي ثورة حقيقية بكل المقاييس، ولا تزال الثورة قائمة، الثائرون رجالاً ونساءً شباباً وكباراً، في كل منطقة يمنية حتى تحقيق أهداف الثورة، إنما القوى السياسية هي التي أرادت ان تحول الثورة إلى أزمة، ولكن دون جدوى، الثورة موجودة وأزمة القوى السياسية لن تنحل أيضاً.
* المهم ان انحرافاً قد حصل في مسار الثورة في لحظة من اللحظات؟
- هناك فعلاً من سعى إلى حرف مسار الثورة، من الثورة السلمية النبيلة إلى ثورة السلاح، ثورة العنف والدماء والسطو على المنشآت واقتحام المعسكرات وتجزئة الجيش اليمني، والذي حصل ان الشباب اليمني، الانسان اليمني استطاع بوعيه الحفاظ على ثورته وبقاء جذوتها في كل منطقة، وهو الذي أصر بوعيه على ان يجعل فئة عسكرة الثورة يخسرون رهانهم، يخسرون العسكرة والقتال، وبقيت الثورة إلى الآن وستظل حتى تنجز بإذن الله تعالى كامل أهدافها.
* أفهم من كلامك ان انشقاق الجيش لم يخدم الثورة؟
- انشقاق جناحي النظام عن بعضهما لم يخدم الثورة، هذه حقيقة.
* لماذا؟
- لأنه جعل جزء من النظام يركب موجة الثورة ويسعى لخلخلة صفوف الثوار، وهذا يبدو لي كان مبرمجاً له مسبقاً.
* يعني المسألة لم تكن احتجاجاً من هؤلاء لما حصل في جمعة الكرامة؟
- لا أظن ان الانشقاق جاء نزولاً تحت تأثير الثورة، ولا أظن ان ما حصل من جريمة بشعة في جمعة الكرامة كان هو الدافع الذي جعل جزء من النظام ينشق عن جزئه الآخر، فقط كان ينتظر المبرر لاعلان الانشقاق، وقد أرادوا ان يلبسوا المبرر لباس الانسانية والثورة والجرحى والحرص على دماء اليمنيين، والمزايدة على الطرف الآخر من النظام في حين الحقيقة هي ان طرفا النظام اشتركا في أكثر من حالة في قمع الثوار وسجنهم والاساءة اليهم رجالاً ونساء.
هدف الانشقاق
* تقصد ان الانشقاق العسكري كان ضمن مخطط للانقلاب السياسي والعسكري على نظام الرئيس صالح؟
- بحسب تقديري انه كان مدبراً لمحاولة الالتفاف على الثورة وحرف مسارها، ولكنه – الجناح المنشق- كشف عن نفسه وعن مشروعه، واصبحت الثورة في مسارها والذين أرادوا فقط اسقاط الجناح الآخر من النظام ليحلوا محله في مسار مختلف واتجهوا إلى التسوية المرئية من الخارج.
* هناك من يقول بأن أفراد الفرقة الأولى مدرع تواجدوا في ساحة الاعتصام -جوار جامعة صنعاء- قبل حتى اعلان الانشقاق في 21 مارس.. ما رأيك؟
- أولاً انا احترم كل جندي يمني وكل مواطن يمني ومن نتحدث عنهم ليس الافراد، وانما من يتحكمون ويسيرون من تحت امرتهم من جنود منتسبين إلى بعض وحدات الجيش، هؤلاء جعلوا الجناح الاستخباراتي في هذه الوحدات والجناح الحزبي الاستخباراتي يدخل في صفوف الثوار حتى من قبل جمعة الكرامة، وكانت المؤشرات كلها توحي بأن الناس قد يتجهون إلى هذا، اللي صار فقط عندما جاءت المجزرة البشعة في جمعة الكرامة اتخذوها ذريعة للنزول والالتفاف على الثورة.
* لكن لولا انشقاق الجيش وانضمام جزء كبير من الفرقة الأولى مدرع إلى صفوف (الثورة) وكذا المليشيات القبلية والحزبية المسلحة لما صمد الشباب المدني المستقل.. ما رأيك في مثل هذا الطرح؟
- الثوار ليسوا فقط الشباب المستقلين، الشعب اليمني ثار بأكمله بما في ذلك أعداد كبيرة من المؤتمر الشعبي العام ومن أحزاب اللقاء المشترك ومن المنتسبين إلى المؤسستين العسكرية والأمنية.
* أنا أتحدث عن دور ما يسمى ب”الجيش الحر” والمليشيات المسلحة في حماية الثورة؟
- من يحمي الآخر، قيادة الفرقة ومن أعلنوا انضمامهم إلى الثورة باسم الفرقة هؤلاء نزلوا للاحتماء بالثورة، بالمدنيين المعتصمين لا ليحموهم، وقد ذكرت ذلك في أول يوم، ولي كتابات صريحة حول هذه المسألة.
* طيب ما الذي كان على هؤلاء المنضمين إلى الثورة من أركان النظام فعله حتى نقول انهم بالفعل ثوار وانهم نزلوا لحماية الثورة واكسابها زخماً؟
- طريقة الانضمام التي تحكم، فلوا انهم أرادوا الانضمام كأفراد ما فيش مشكلة مع أحد، أما ان تنضم كقيادات وتسعى لتجيير من تحت امرتها لإحداث انشقاق داخل مؤسسة الجيش فالأمر يختلف، وهذا هو الذي جعل الناس ينظرون إلى هؤلاء باعتبارهم شركاء للنظام منذ قيامه إلى أن قامت الثورة وفي لحظة يركبون موجة الثورة ويصبحون ثواراً في حين الناس اصلا يشتكون منهم، هناك من فقدت أراضيه وهناك من ضاعت حقوقه وهناك من سفكت دماؤه..
* تقصد ان الثائر الحقيقي أصيب بالاحباط عندما وجد القوى التي ثار عليها في ليلة وضحاها هي من يتربع على عرش الثورة؟
- هو حصل نوع من الارباك لدى الثوار الحقيقيون وبالنسبة لمن روج واحتفى بهؤلاء المنضمين من اركان النظام كان له مخططه.
* ما هو؟
- أن يقصي أحد جناحي النظام ليحل محله.
* أفهم من كلامك ان القوى التقليدية القبلية والعسكرية التي التحقت بالتغيير جاءت لأهداف لا علاقة لها بما كان الشباب يدعون اليه؟
- دعوة الشباب ومطالبهم واضحة منذ البداية: اسقاط نظام فاسد بكل مكوناته، فجاءت قوى سياسية معينة لتقول بأن جزء من النظام هو الفاسد في حين الجزء الآخر الذي بينها وبينه عمل تنظيمي وشراكة هو شريف ونظيف.
* وبالتالي هذه القوى جاءت لأهداف لا علاقة لها بما كان الشباب يدعون اليه؟
- بالتأكيد.
* نعود إلى انشقاق الجيش وتداعياته هناك من يقول بأن الانشقاق أسس أرضية للصراع المسلح أو الحرب الأهلية بشكل عام؟
- أنا ارفض مصطلح انشقاق الجيش، الجيش اليمني سيظل بإذن الله موحداً، وما حصل هو انشقاق قيادات في الجيش، انشقت عن بعضها وهي المسؤولة عن التعبئة الخاطئة للافراد داخل الوحدات وبالتالي هي المسؤولة عن أي خطأ يحصل مستقبلاً.
* سؤالي هل الانشقاق أسس أرضية لحرب أهلية؟
- أذكر انه في بداية الثورة استضافني بعض الشباب للمشاركة في ندوات وقلت لهم بالحرف بأن المطلب الأول للثوار ان يصروا وهم لا يزالون في الساحة على توحيد المؤسستين العسكرية والأمنية لأن من شأن ذلك تفويت الفرصة على المتربصين باليمن وبمؤسساته من ان يدفعوا به إلى أتون حرب أهلية مدمرة، وعلى فكرة ما حصل عندنا هي حرب لها ضحاياها في الأرواح والممتلكات العامة والخاصة ولكن قد لا نصفها بالحرب الأهلية لأن الحرب الأهلية تكون أوسع وأشمل.
المبادرة وآليتها
* وفقاً لما جاءت به المبادرة الخليجية بآليتها التنفيذية المزمنة هناك من يقول بأن اليمن يعاد انتاج ادارته بذات ذهنية التقاسم التي تم تجريبها وثبت عقمها في انتاج حلول الأزمات.. ما رأيك؟
- اليمن الآن يراد له ان يكون تحت هيمنة أعتى من الهيمنة السابقة للثورة، هيمنة تستلب ما بقى للقرار السياسي اليمني من قدر بسيط من المناورة، المبادرة لم تأت لسواد عيون اليمنيين بقدر ما هي لتحقيق استراتيجية الهيمنة على القرار السياسي اليمني.
* لكن الاستاذ محمد سالم باسندوه رئيس حكومة الوفاق الوطني وهو أيضاً رئيس ما يسمى “المجلس الوطني لقوى الثورة الشبابية السلمية” قال ان المبادرة حملت الحل الأمثل والوحيد وان من يتحدثون عن الحسم الثوري السلمي مزايدون؟
- الذي يتحدث عن الحسم الثوري هو من أوصل باسندوه إلى موقع رئاسة الوزراء، والذي دعا إلى الزحف إلى غرف النوم هو من أوصل باسندوه إلى رئاسة الوزراء، الشعب اليمني كان له رأي آخر، ان يسقط النظام كمنظومة فساد مهيمنة على الدولة وبعد اسقاط النظام من كان يستحق المحاكمة لاساءاته للشعب فسيحاكم محاكمة عادلة ومن كانت ساحته نظيفة فلن يساء اليه، كانت هذه هي إرادة الشعب.
* اسمح لي استاذ محمد، كثيرون يقولون بان من يتحدثون عن الحسم الثوري يختبئون وقت الجد وراء الصفوف، حتى ان باسندوه قالها بنفسه وأكد عليها في تصريحاته الاخيرة؟
- الذي يختبئ وراء الصفوف هو الذي يوقع اتفاقية ملزمة له ويظل يضلل الناس، فهو في الواقع بعد توقيعه للاتفاقية يدعو الحكومة وكتلته البرلمانية لإقرار الحصانة لكنه في وسائله الاعلامية يدعو إلى المحاكمة ورفض الحصانة وهذا انفصام مطلق ومزايدة ممقوتة.
الحصانة والشرع
* وما رأيك أنت في الحصانة أو مشروع الضمانات القانونية للرئيس وكل من عمل معه؟
- هناك الكثير من المتضررين، ومن أراد ان يتنازل فليتنازل عن حقه لا عن حقوق الآخرين، وبالتالي الحصانة معناها ان من لا يملك الحق في اسقاط حقوق المتضررين يعطي المتهم الحصانة ولهذا فان من يعطي الحصانة ويقرها للمتهم يكون قد تنازل عن حقوق المتضررين الآخرين لمصالح سياسية له.
* تقصد ان من أقر الحصانة هو شريك في الجرم؟
- من أعطى الحصانة واقرها هو من يسعى لمصادرة حقوق المظلومين والمقهورين وبالتالي هو شريك طبعاً ومع ذلك أؤكد لك ان حق كل مظلوم في مقاضاة ظالمه والمعتدي عليه سيظل محفوظاً.
* رجل الدين محمد الحزمي عضو الكتلة البرلمانية لحزب الاصلاح قال ان الحصانة واجبة شرعا واستدل في ذلك بالقاعدة الشرعية المعروفة “درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة” وان الرئيس مفسدة كبرى والحصانة مفسدة صغرى؟.
- للأسف لم يكن الرئيس مفسدة كبرى على مدى عقود بل كان مصلحة كبرى عند من يزايد، بل وفي مرحلة من المراحل سمعنا حزباً سياسياً يقول: “إن مرشحنا للرئاسة هو علي عبدالله صالح وليبحث المؤتمر الشعبي العام عن مرشح”.. المفسدة الكبرى يا أخي هو بقاء النظام بكامل منظومته الفاسدة، لأنه لم يكن لديه أي قدرة على ايقاف الفساد ولم يعد لديه القدرة لتقديم أي شيء ايجابي للوطن.
* من الناحية الشرعية ماذا عن القاعدة التي أوردها واستدل بها الحزمي؟
- الواجب شرعاً ان نحترم حقوق الناس، ولا يحق لأي كان ان يتنازل عن حق غيره، ومن يظن ان الشرع يؤيده في التنازل عن حقوق الآخرين فانه قد افترى على الله وعلى الشرع.
* الحصانة تشمل كل من عمل مع الرئيس، معنى ذلك ان المنشقين عن النظام مشمولين بالحصانة....؟
- “مقاطعاً”.. كثيرين ممن انشقوا عن علي عبدالله صالح عملوا معه، وبالتالي ملف الفساد المالي والاداري سيكون مشمولاً بهذه الحصانة، طبعاً الناس كل سيطالب بحقه لكن الحقوق العامة تحتاج لها إلى مؤسسات تطالب بها.
* هناك من يقول بأن القادة المنشقين عن النظام حريصون على اقرار الحصانة باعتبارها تشملهم؟
- بالتأكيد هم يريدون ألا تفتح ملفات الفساد المالي والاداري والترقيات والكثير من ملفات الفساد الكبيرة.
* سمعنا ان هناك من الرافضين للحصانة من يسعى إلى إعداد قوائم بالفاسدين والمطلوبين للمحاكمة وبين من ستشملهم القائمة قيادات عسكرية وقبلية التحقت بالثورة.. ما صحة ذلك؟
- من لديه وثائق ومستندات تثبت تورط (س) أو (ص) من الناس وبالتالي محاكمته فلا بأس، نحن نرحب بتوجه يقوم على هذا الاساس، أما مجرد إنزال قوائم اتهامات دون ان يكون لديك ما يثبت صحتها فهي اتهامات كاذبة، وقوائم أو توجه كهذا غير مقبول، ومن حيث المبدأ مع توفر الأدلة والبراهين، من حق الشعب اليمني اليوم أو غداً ان يفتح ملفات الفساد وأن يقاضي الفاسد، أكان هذا الفاسد مع الثورة أو ضدها.. الثورة ليست مظلة لأي فاسد.
عودة للمبادرة
* المبادرة الخليجية بشكل عام أهي خطوة في طريق تحقيق أهداف الثورة أم انها خطوة لتكريس النظام وفرصة لاعادة هيكلته؟
- المبادرة الخليجية لا يعنيها النظام ولا يعنيها أشخاص النظام بقدر ما يعنيها ان يكون لديها أدوات لتكريس هيمنتها على القرار السياسي اليمني.
* يعني المبادرة ليست خطوة في طريق تحقيق أهداف الثورة؟
- هي خطوة لاجهاض تطلعات الشعب اليمني ولابقائه تحت الهيمنة الخارجية.
* البعض يقول انها – المبادرة- تمت بصفقة شخصية بين الرئيس وعلي محسن ومشائخ حزب الاصلاح؟
- ليس لدي معلومات بهذا الخصوص، لكن بشكل عام المبادرة في البداية أعلن انها سعودية وظلت وسائل الإعلام تتحدث عنها كمبادرة سعودية ثم اضفي عليها الطابع الخليجي.
* وهل تمت بمعزل عن الشباب؟
- طبعاً هي تمت بمعزل عن الشباب وعن الثورة، هي تمت بين جناحي النظام.
العنف داخل الساحات
* تم تشكيل لجنة من المجلس الأعلى للقاء المشترك للتحقيق في الاعتداءات والانتهاكات الحقوقية التي شهدتها ساحة الاعتصام بأمانة العاصمة بين “الثوار” أنفسهم.. ما معلوماتك؟
- معلوماتي ان الانتهاكات متواصلة، الشهداء، الجرحى، إثارة الضغائن بين الشباب الموجودين في الساحات لا زالت قائمة إلى الآن.
* من قبل من؟
- من قبل من حولوا الثورة إلى أزمة وانتقلوا بالثورة إلى تسوية أو محاولة تسوية، مشكلتهم مع جناح النظام الذي انشقوا عليه.
* كشفت مصادر اعلامية رفض حزب الاصلاح نتائج اللجنة بعد ان حملت في تقريرها الذي تم تسريبه، عناصر الاصلاح والفرقة الأولى مدرع المنشقة مسؤولية اعتقال وتعذيب شباب داخل الساحة؟
- أنا اطلعت على التقرير وآلمني جداً ما ورد فيه، وذكر التقرير انتهاكات في حقوق الانسان في منطقة مذبح وان اللجنة وجدت اعداداً غير قليلة من الاشخاص في الاقسام تحت اشراف الفرقة اعتقلوا ولم يتخذ معهم أي اجراء سليم، ولهذا اكرر وأقول بان من حق المتضررين مقاضاة من يثبت تورطهم في هذه الانتهاكات والاعتداءات.
* لكن ووفقاً لاعلام حزب الاصلاح فان من تم الاعتداء عليهم داخل الساحة ليسوا من الشباب المستقلين وانما هم مندسين أو حوثة يريدون شق الصف؟
- لا أظن ان هناك جماعة أو افراد يسعون لشق الثورة اكثر ممن حاول الالتفاف عليها من الأساس.
* سمعنا ان هناك توجه من قبل ائتلافات لوضع حد للاعتداءات والسجون داخل الساحة.. ما صحة ذلك؟
- بلغني اليوم – الاربعاء 11/1/2012م- ان هناك لجنة من المحامين والناشطين الحقوقيين بدأوا بإجراءات رفع دعوى قضائية لما جرى من انتهاكات واعتداءات داخل الساحة.
* ألا ترى ان في الساحة مندسون وأمن قومي وما إلى ذلك وبالتالي يكون من حق اللجنة الامنية في الساحة ان يكون لديها مكتب تحقيق وسجون؟
- الساحات مفتوحة ومن حق أي انسان ان يدخلها، الساحات ليست دواوين لأحزاب أو لأشخاص، بل هناك من الأمن القومي من هو ضد نظام علي عبدالله صالح.
الحوثيين والاصلاح
* الصراع المسلح الذي حصل بين حزب الاصلاح والحوثيين في الجوف كيف نفهمه في الوقت الذي يتواجدون جنباً إلى جنب في ساحات الاعتصام؟
- من حيث المبدأ وكثوار مستقلين نرفض محاولة اسقاط المحافظات والمعسكرات بالقوة، ولما جاء حزب معين لاسقاط محافظة الجوف وللسيطرة على معسكرات الجيش حصل الذي حصل.
* هو صراع على السلطة وبسط النفوذ؟
- اللي حصل ان السيطرة على المحافظة بالقوة والسيطرة على المعسكرات والسيطرة على مبنى الأمن المركزي ولد ردة فعل لدى الناس في الجوف.. الذي سيطر على مبنى المحافظة وعلى المعسكرات وعلى الأمن المركزي ونهب أسلحة ومعدات الجيش يتحمل المسؤولية في تفجير الصراع.
* في حوار صحفي – إذا لم تخني الذاكرة- قال رئيس حزب الاصلاح في الجوف بانهم يدافعون على محافظتهم ضد الغزاة القادمون من صعدة؟
- معسكرات الجيش موجودة في صعدة وباستطاعة الحوثيين السيطرة على بعضها على الأقل، لكنهم لم يفعلوا لقد كانوا أكثر اتزاناً وعقلانية من كثير من القوى.
* اللافت ان الحوثيين والاصلاحيين يتبادلون الاتهامات بالولاء للنظام، يقول الاصلاح بأن النظام أو الرئيس تحديداً سهل للحوثيين وأتاح لهم التوسع، ويقول الحوثيون بأنهم يواجهون بقايا النظام؟
- من وجهة نظري انه لا الاصلاح وعلي محسن يوالون علي عبدالله صالح ولا الحوثيون يوالونه أيضاً، الكل ضد النظام ومجاميع كبيرة من الشعب ضد النظام ولكن كل له وجهة نظره في طريقة التخلص من فساد هذا النظام.
مشكلة دماج
* ما رأيك في الصراع الدائر في منطقة دماج بمحافظة صعدة بين الحوثيين وطلاب دار الحديث؟
- مشكلة دماج اعتقد انها مفتعلة وانه دُفع بالسلفيين لاستفزاز الحوثيين، والاعتداء على ذلك الشاب الذي لم ينصف، وفي نفس الوقت الحوثيون في ردة فعلهم لم يحسبوا حساب ان هناك من دفع السلفيين إلى افتعال هذه المشكلة.
* ولماذا يدفع بالسلفيين؟
- ربما لافتعال ضجة اعلامية لهم من ورائها مآرب أخرى ولكي يقدموا انفسهم للمانح الخارجي باعتبارهم المدافعين عن السلفيين وما إلى ذلك.
الشعب يرفض
* ختاماً.. هل يتوقع الاستاذ محمد مفتاح نجاح الانتخابات الرئاسية المبكرة والعبور إلى المرحلة الانتقالية الثانية؟
- لا أظن ان الشعب اليمني سيسمح لمهزلة بهذا الحجم ان تمر عليه، وأول من سيرفض هم المنتسبون إلى المؤتمر الشعبي العام.
* هناك من يشك في ان تصل اللجان الانتخابية إلى محافظة صعدة وعدد من مديرات الجنوب.. ما رأيك؟
- الانتخابات التي فيها مرشح وحيد متفق عليه من قوى سياسية معينة هي مهزلة، فهل سيقبل الشعب اليمني أن يأتي إلى صناديق الانتخابات أو يسمح لمجموعة محدودة من المتحزبين ان يفرضوا عليه هذه المهزلة، أنا أتوقع ان يرفضها الشعب، ان يرفض العملية الانتخابية من الأساس.
* ما الذي سيفعله الشعب أو الرافضون؟
- الشعب اليمني سيرفض التعامل مع فكرة الانتخابات، فإذا أرادت مجاميع حزبية ان تجري انتخابات شكلية محدودة فإن الشعب لن يسمح لها بتمرير ذلك.
* كيف سيمنع اجراء الانتخابات ما الذي سيفعله؟
- الشعب اليمني له أدواته التي سيقررها في حينه ولست أنا من يقر على الشعب أدواته ووسائله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.