ليس غريبا على الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أن يقف الى جانب مقاتلي الحوثيين المتمردين في اليمن ومن يسمون انفسهم "جماعة انصار الله "المدعومين من ايران، ويساعدهم بتقديم الاسلحة والمعدات العسكرية الثقيلة ليتمددوا نحو صنعاء ويسيطروا على معاقل " آل الاحمر " في محافظة عمران على بعد 70 كيلومترا شمالي صنعاء. فالرئيس اليمني السابق لم يترك الحكم في بلاده حقنا لدماء ابناء شعبه، بل نتيجة للضغوط السعودية والدولية، كان علي عبد الله صالح يامل بالعودة الى كرسي السلطة الذي تخلى عنه كرها لنائبه عبدربه منصور هادي، وكان يعتقد ان الرئيس المؤقت هادي شخصية ضعيفة وانه سيفشل ولن يستطيع ادارة حكم اليمن. كان الرئيس صالح يراهن بان الرئيس هادي سيتمكن من عودة انفراد حزب "المؤتمر" الذي يرأسه صالح بالحكم فيعود هو او ابنه احمد علي صالح للحكم.ولكن الرئيس صالح وجد ان الامور سارت على غير ما يتوقع، وان نائبه السابق الذي اتى به واختير رئيسا مؤقتا وفقا لخطة المبادرة الخليجية وخدعه حين استحلى الاخير السلطة، واخذ يخطط لبقائه رئيسا للبلاد لحين تجري الانتخابات التشريعية، لذلك يشعر الرئيس السابق بمرارة تجعله ينقم على الرئيس المؤقت الحالي منصور هادي ويعمل أي شيء لافشال المرحلة الانتقالية حتى تدب الفوضى في البلاد. والرئيس اليمني السابق النادم على تركه الحكم يرى ان السعودية – التي عالجته وانقذت حياته بعد ان كان على شفا الموت حين تم تفجير مسجد الرئاسة – هي اول من خذلته رغم انه قدم لهم خدمة تاريخية باعترافه رسميا بخط الحدود مع السعودية الذي كان موضع نزاع وخلاف لاكثر من ستين عاما. ويعتقد ان الرياض خدعته حين أقنعته وضغطت عليه للتنازل عن الحكم، لذلك هو اصبح ينقم على الرياض. والرئيس صالح ايضا يريد الانتقام من " آل الاحمر" الذين أجهضوا محاولاته لاخماد ثورة الشباب حين انضموا اليها وحموها وتصدوا لعصابات علي صالح الذين كانوا يحاولون اقتحام ساحات الاعتصام بالسلاح والقوة. ووجد الرئيس اليمني ضالته للانتقام من هذه الاطراف الثلاثه بجماعة الحوثيين المتمردين الذين يسعون الى بسط النفوذ والسيطرة على مناطق متفرقة في شمال اليمن وبناء دولة زيدية شيعية، ويستغل الحوثيون لذلك عدم استقرار الاوضاع الامنية في اليمن وانشغال الجيش اليمني بالاوضاع في جنوباليمن وملاحقة تنظيم القاعدة هناك. ونشرت المصادر الاعلامية اليمنية تقريرا استخباراتيا يعطي تفاصيل مخطط لليمن تقوم الحكومة الإيرانية بتمويله ويقضي بدعم الحوثيين للسيطرة على اليمن. وحسب تقرير المخابرات التركية فإن «إيران أطلقت على هذه العملية اسم «شخم زدن زمين» وتعني بالعربية «حرث الأرض»، وتهدف الخطة الى سيطرة الحوثيين على اليمن بعد السيطرة على العاصمة صنعاء وتحويلها الى مدينة حوثية بحلول عام 2017، باعتبار أنه لا يوجد شارع أو حي في صنعاء إلا وفيه على الأقل منزل حوثي فيه الأسلحة المتنوعة. والغريب في الامر ان اسرائيل تلتقي مع ايران بدعم الحوثيين؛ حيث يقوم مدربون عسكريون اسرائيليون بتدريب عناصر من مقاتلي الحوثيين في ارتيريا. والحوثيون الذين يخوضون الان معارك مع قبائل حاشد بزعامة "آل الاحمر" في محافظة عمران شمال العاصمة صنعاء لم يكونوا يستطيعون تحقيق انتصاراتهم على قبائل حاشد دون مساعدة من الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي يزودهم بما استطاع مناصروه الحصول عليه من اسلحة ثقيلة من الجيش. ومن هنا يبدو واضحا ان الرئيس اليمني السابق ينتقم من اعدائه الثلاثة، نائبه السابق والرئيس المؤقت الحالي عبد ربه هادي، "وآل الاحمر"، والسعوديين الذين دخل الحوثيون في حرب معهم قبل نحو خمس سنوات وطردوهم الى داخل الاراضي اليمنية بعيدا عن الحدود، وهؤلاء بالطبع لن ينسوا ذلك للسعودية. الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح لا يهمه تمزيق البلاد وتخريبها واشاعة الفوضى والقتل فيها، المهم عنده الان الانتقام ومساعدة من يريدون تحويل اليمن الى دولة حوثية ولا يهمه في ذلك انه اصبح خائنا لبلاده وشعبه، وهذا ليس غريبا او مستبعدا عمّن قتل المئات من ابناء شعبه خلال فترة الثورة عليه، وعلى من سرق شعبه وخيرات بلاده خلال 33 عاما حكم فيها اليمن بالحيلة والغدر.