في تقريرٍ نُشر في موقع "إسرائيل بولس"، الجمعة، أوضح كاسبيت، الخبيرُ الإسرائيليّ المعروف بعلاقاته الوثيقة مع دوائر صنع القرار السياسي والنخب الأمنية في تل أبيب، أنّ الاستخبارات "الإسرائيلية" ساهمت في الحفاظ على أنظمة حكم عربية، وذلك بمنع مخططات اغتيال وانقلاب لتصفية حكّام عرب. وأكّد كاسبيت أنّ الاتصالات السريّة ومظاهر التعاون الأمنيّ والشراكة الاستراتيجية مع دول الخليج قد "تجاوزت، في الآونة الأخيرة، كلّ الأرقام القياسية باعتبار المصلحة المشتركة في مواجهة حركات الإسلام السُّني، سيّما جماعة الإخوان المسلمين من جهة وبرنامج إيران النووي من جهة أخرى". وأوضح كاسبيت أنّ نسق هذا التعاون الأمنيّ والشراكة الاستراتيجية بين إسرائيل والدول العربية، تحديدًا الخليجية، خرج عن الإطار المألوف؛ حيث يشارك فيه مسؤولون يحتلّون أرفع المواقع في الأجهزة الأمنية والاستخبارية، علاوةً على إجراء لقاءات على مستوى سياسيّ. مبينًا أنّه يمكن القول إن هناك "حلفًا وثيقًا بين إسرائيل والدول العربية السُّنية، وعلى وجه الخصوص الخليجية"، مشيرًا إلى أنّ "مظاهر التحالف تقوم على تعاون مفصل وتبادل معلومات بين الأجهزة الاستخبارية". وشدّد كاسبيت على أنّ "السعودية، على وجه الخصوص، تقدّم خدمة كبيرة لإسرائيل من خلال ممارستها الضغط على الولاياتالمتحدة حتى لا تبدى مرونة تجاه البرنامج النووي الإيراني"، مبينًا أنّ "هذه الضغوط تتمّ بالتنسيق مع تلّ أبيب". وأشار كاسبيت إلى أنّ وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الذي كشف لأول مرة وبشكل رسمي عن لقاءات سرية تتمّ بينه وبين مسؤولين في دول عربية وسيّما خليجية، يطالب هذه الدولة بالإسهام في التوصّل لحلّ إقليميّ للصراع الذي يقوم بالأساس على تطبيع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية، وبعد ذلك يمكن الحديث عن حلٍّ الصراع مع الفلسطينيين. وأشار كاسبيت إلى أنّ "تاريخ اللقاءات السرية بين ليبرمان والمسؤولين العرب، يعود للفترة التي عملَ فيها كرجل أعمال في الفترة التي عقبت استقالته من منصبه كرئيس ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو في فترة حكمه الأولى عام 1998′′. وكان ليبرمان قد وبّخ المسؤولين في الدول الخليجية، الذين يتحمسون للقائه في اجتماعات سرية ويتجاهلونه في المؤتمرات العالمية. وخلال لقائه مع طلاب في "مركز هرتسليا متعدد الاتجاهات" الثلاثاء الماضي، لمّح ليبرمان إلى أنّه لم يعد معنيًّا بهذه اللقاءات، مشدّدًا على "ضرورة أن تخرج إلى العلن"، قائلًا: "لقد شبعت من هذه اللقاءات السرية، ويجب أن توضع الأمور على الطاولة، وليست هناك حاجة كبيرة للاتفاقات السرية". ويذكر أنّها المرة الأولى التي يعلن فيها مسؤول "إسرائيليّ" بارز عن طابع اللقاءات السرية التي تجرى مع ممثلي الدول العربية التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع "إسرائيل" ولا تعترف بوجودها من ناحية رسمية.