لن نعزي أنفسنا برحيلك أيها البطل الشهيد بل نهنئها بشهادتك.. فقد وعدت ووفيت.. وصدقت ومضيت إن دمك أيها القائد لن يضيع هدراً ورحيلك لن يكون النهاية لقد كنت عاصفة عاتية في وجوههم.. و ليلا حالكاً في حياتهم وستظل هكذا حتى بعد رحيلك رحلت أيها البطل المغوار شهيدا صلباً في شهرا كريم ******* سيظل اسمك فخرا تتداوله الاجيال ولعنة تطارد اولئك القتلة الإرهابيين في النهار والمنام سيظل دمك عطرا يستنشقه الاوفياء والشرفاء ونبعاً صافياً يشرب منه الوطنيون والشجعان وسماً ناقعاً في حناجر كل الخونة والعملاء وبارودا اسودا في حياة أولئك القتلة من أنصار الشيطان ووباء كاسحاً يهد قواهم، ويلطخ طعامهم وشرابهم وكابوساً جاثماً في احلامهم القذرة، وعيون أطفالهم المسخ، ونسائهم التافهات ودواء شافياً لعاهات افكارهم المشوهة، وعقولهم المنحطة سيظل وجهك يطاردهم في البيوت والطرقات ستظل انت قصة بطولة وسيرة شجاعة وتاجاً رفيعاً في جبين هذا الوطن ********** لن يفقدك أهلك.. بل يفقدك وطناً من الشمال للجنوب وستفقدك جبال عمران التي استأنستك بشجاعتك وبسالتك ومنحتك بأسها وثباتها فوهبتها دمك القاني هبةً غالية ستبكيك أماً طاهرة واباً كريم وأطفالا ابرياء ورجالا ثائرة ************** انك لم ترحل.. بل ولدت فينا من جديد انك لم تمت بل نحن الذين نموت من بعدك في دهاليز الجُبن ومغارات الفجيعة لقد أحييت فينا قيماً كثيرة كنا نظن تلاشت أقنعتنا أن للكرامة رجالها، وللأوطان حماتها وأن الموت عذباً عندما يطلبه الوطن وأن الرجولة هي قوة الحق، والثبات عليه، والموت لأجله ************* نم هانئاً، وارحل شهيداً ودع الكلاب والزنابيل، لتتآكل، ويذوب رجسها. وتموت بعفنها، ملعونين أينما ثقفوا ودع العملاء والخائنين ليقرؤوا تراتيل الوداع على جثمانك الطاهر كتماسيح هزيلة ودع المشوهون وأبنائهم وأحفادهم ينفشون ريشهم ويرقصون على أوجاع رحيلك دعهم يسقون أحقادهم من رحيق دمك لترتوي أفئدتهم المتعطشة للدماء دعهم يشربون الكأس نشوة وإنتصار دعهم جميعاً لتبصق النساء في وجوههم مياه الشتاء وتلقي عليهم كلاب البراري اوساخها وتلحقهم لعنة دائمة كطيراً ابابيل حتى الفناء ********** أما أنت فلترحل كما يرحل الأنبياء فأنت الغضب وأنت الإباء و أنت الشهيد بدار الخلود وكنت العظيم بدار البقاء فارحل بشموخك وستبقى أنت حميداً جديداً بإذن السماء ففي كل قلب لدينا حميد و في كل بيت يعيش حميد ومن كل جيل سيأتي حميد
