قالت مصادر إعلامية في أنقرة، مقربة من الداعية الإسلامي، وجدي غنيم، إنه وصل إلى تركيا، قادمًا من قطر، التي غادرها صباح أمس ليحسم الجدل الدائر حول مكان إقامته الجديد. وأوضحت المصادر ذاتها في تصريحات ل «بوابة القاهرة»، أن غنيم سيستقر في تركيا التي رحبت به، وأنه يعد لتقديم حلقات ساخنة من برنامج تليفزيوني ضخم سيقدم على قناة «مكلمين»، وربما يتم تقديمه أيضًا في قناتي «الشرق» و «مصر الآن». وتوقَّعت المصادر أن تكون حلقات غنيم ساخنة بعد أن تحرر من الضغوط التي كانت مفروضة عليه في قطر، باعتبارها دولة خليجية لها مصالح مع جيرانها الخليجيين، وأنه ربما يكثف هجومه على الإمارات والسعودية اللتين وقفتا وراء مغادرته الدوحةقطر، وأنه سيفضح ما وصفه ب «تآمر الدولتين على الإسلام والمسلمين». وقالت: «ربما تندم الدولتان لضغطهما لإبعاد غنيم المعروف بسلاطة لسانه وقوته عن قطر التي كانت تستطيع فرض بعض الخطوط الحمراء عليه وأنه سيكون بتركيا أكثر حرية وقدرة على قول ما لم يقدر على قوله وهو في الدوحة». وكان نشطاء موقعي التواصل الاجتماعي «فيس بوك وتويتر» قد تداولوا صورة للداعية وجدي غنيم، أثناء مغادرته مطار حمد الدولي، بالعاصمة القطريةالدوحة صباح اليوم في إطار مغادرة عدد من قادة جماعة الإخوان المسلمين قطر وبدا غنيم في المطار وهو يسحب حقائبه هادئًا مبتسمًا. وكان غنيم قد أعلن في شريط فيديو أنه سينقل دعوته من قطر إلى دولة أخرى، وأنه غادر طواعية، حتى لا يسبب أي حرج لقطر، التي تتعرض لضغوط وتهديدات بسبب موقفها الداعم للتيار الإسلامي. وأثار القرار القطري بإبعاد عدد من قيادات جماعة الإخوان وحلفائها، جدلاً وارتباكًا كبيرًا داخل صفوف الجماعة والمقربين منها، فيما قال مسؤول قطري، فضل عدم ذكر اسمه، إن "الخطوة القطرية أولية سينبنى عليها خطوات أخرى في حال ما إذا تعاطى معها الجانب المصري"، مضيفًا "إذا استمر الإعلام المصري في ما أسماه ب«شيطنة قطر»، فسيكون ذلك مدعاة على الأقل للوقوف عند هذه الخطوة. معبرًا عن غضب بلاده من وصف خطوة الدوحة بإبعاد عدد من قيادات جماعة الإخوان، بناء على مطالب سعودية، ب«المناورة». وكشف المصدر القطري عن كواليس مناقشات دارت بين وفد أمني سعودي ومسئولين قطريين بشأن تنفيذ بنود اتفاق قطر، لإنهاء الخلاف الخليجي وعودة السفراء إلى الدوحة، قائلا: "طُلب من قطر إبعاد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يوسف القرضاوي، نظرًا لهجومه الدائم على المملكة ودول الخليج، إلا أن المسؤولين القطريين أكدوا أن هذا المطلب مستحيل التنفيذ، لأن القرضاوي يعتبر مواطنًا قطريًا ويحمل الجنسية منذ عام 1966، وأن أبناءه جميعًا يحملون الجنسية القطرية". وأوضح المصدر أن "الجانب القطري أبلغ الوفد السعودي، أن أقصى ما يمكنهم فعله في هذا الإطار هو منعه من الخطابة، وإبلاغه بوقف هجومه على المملكة"، مضيفًا «قطر رفضت تسليم القرضاوي لمصر خلال حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في الوقت الذي كانت تخرج فيه مظاهرات دعم ناصر من الدوحة، وكان الأمير القطري حينها «ناصري الهوى»"، على حد تعبير المسؤول. من جهة أخرى، قال الداعية الإخواني، عصام تليمة، إنه "لم يصله أي مطلب بإبعاده من قطر، مضيفًا ل«الشروق»، إنه "حصل على إجازة تفرغ لمدة 6 أشهر، سيسافر خلالها إلى النرويج لإعداد رسالة الدكتوراه"، لافتًا إلى أن "البعض ربما يكون ربط بين مغادرته قطر فى هذا التوقيت، وقرار الإبعاد الخاص بعدد من قيادات الجماعة". واعتبر «تليمة»، أن "القرار القطري لا يعتبر تغييرًا للسياسة القطرية"، مضيفًا: "لو صح أنه تغيير فى السياسة القطرية وسيكون بمثابة انتحار سياسى للدوحة"، متابعا: "أما فيما يتعلق بشبكة الجزيرة الإخبارية من الممكن أن ينخفض سقفها بعض الشيء، إلا أنها لن تغير موقفها المبدئي من السلطة الحالية في مصر تمامًا كما يعتقد البعض". من جهة أخرى، كشفت مصادر إخوانية مقربة من عمرو دراج، وزير التعاون الدولي السابق، وأحد من طالبتهم قطر بالرحيل، أنه "غادر الدوحة مساء السبت متجهًا إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية"، موضحًا أنه "سيمكث بها لفترة قصيرة يحدد خلالها وجهته القادمة". كما كشف المصدر عن قائمة جديدة ستطلب منها السلطات القطرية مغادرة أراضيها خلال الأيام القليلة القادمة، بناء على مطالبات خليجية. يأتي هذا فيما قال عزام التميمي، القيادي الإخواني، المقيم بالعاصمة البريطانية لندن، في تصريحات ل«الشروق» إن "الإجراءات القطرية ما هى إلا انحناءة في وجه عاصفة عاتية"، مستبعدًا أن تتلوها خطوات تصعيدية من جانب قطر. فيما كشف قيادى إخوانى ل«الشروق»، كواليس الاجتماع الذى تم خلاله إبلاغ قيادات الجماعة بالقرار القطري وقال، "كان الاجتماع في حضور كل من عمرو دراج، ومحمود حسين ويحيى حامد، حيث التقى بهم وزير قطري وعدد من القيادات الأمنية بالدوحة". وأضاف، أنه "خلال اللقاء عرض المسؤولون القطريون قائمة بها عدد كبير من الأسماء تم تخفيضها إلى هذا الحد الذى تم الإعلان عنه"، موضحًا أنه "تقرر سفر كل من حسين وجمال عبد الستار عضو مجلس شورى الجماعة إلى تركيا بعد تجهيز إقامة دائمة لهما هناك".