مع انتشار مواقع الاخبار في اليمن خاصة في ظل الاوضاع السياسية الراهنة التي تمر بها البلاد، نشأت الكثير من المواقع الاخبارية بعضها محسوب على تيار حزبي وبعضها مستقل، بعضها يسابق في تغطية الحدث والانفراد بمعلومات حصرية فيما بعضها يسابق في النقل والتدول، والنسخ واللصق للأخبار. ومن الواضح ان الإعلام الحزبي يقوم بنقل سياسة الحزب المحسوب عليه، ويوضح رؤيته للأحداث ومواقفه منها، الا ان ظهور الكثير من المواقع المستقلة جعل الكثير من رجال الأعمال والسياسة يتسابقون لدعم هذه المواقع من أجل احتوائها او توجيهها سياسيا او اعلاميا وغير ذلك. في ظل تناقل الاخبار وتداولها ظهر أول مطبخ إعلامي في منتصف عام 2013 وكان يتبع نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض، ويديره بعض الإعلاميين من بيروتلبنان، وكان يرسل باخبار عن طريق بريد الكتروني باسم (ياسر زيد عبدالله) وتم تداول اخباره بشكل كبير حينها بسبب تأجج القضية الجنوبية، وبسبب تداولات وتناقلات الاخبار ونقص المادة الخبرية للمواقع حينها. واستطاع هذا المطبخ ان يستفز بعض السياسيين ليقوموا بالرد على شائعاته، إلى ان كشفت بعض المواقع اليمنية حقيتة هذا المطبخ، وألاعيبه. لكن المطبخ الأكبر والأدهي تقمص دور رئاسة الجمهورية ومدير مكتب رئيس الجمهورية السابق الاستاذ نصر طه مصطفى والذي استطاع هذا المطبخ الإطاحة به نظرا لحجم الشائعات والفبركات التي كان يقوم بها تحت مسمى رئاسة الجمهورية، وإخراج معلومات حقيقية من داخل الرئاسة، نظراً لقربه من الرئيس نفسه. هذا المطبخ ظل يعمل متخفياً ومع بداية ظهورة كان يهاجم الإخوان بشكل قوي، وينشر شائعات تستهدف المؤتمر الشعبي العام، والذي كان وقتها المؤتمر يحمل الإصلاح مسئولية تلك الشائعات والفبركات (حرب إعلامية بين المؤتمر والإصلاح، استطاع هذه المطبخ ان يشعلها بينهم) إلى ان تم فضحه من قبل أحد رؤساء الصحف الأسبوعية (الوسط) وكشف أن من يدير هذا المطبخ هو نجل الرئيس هادي نفسه (جلال) واستطاع شراء العديد من المواقع بمبالغ تدفع لهم شهرياً. وبعد فضح هذا المطبخ تحول من مهاجمة الإخوان (حزب الإصلاح) استطاع استقطاب عشرات المواقع استخدم كل منها لمهاجمة جهات بعينها، فبعضها يهاجم رئيس المؤتمر والبعض الآخر يهاجم الحراك، وآخرين يهاجمون الإصلاح، والحوثي، وبعضها ظل يعمل بصمت .. شرط ان لا يهاجم رئيس الجمهورية وان يبارك كل خطوة يقوم بها إلى أن سقطت محافظة عمران، وهو ما أثبت تواطؤ القيادة السياسية والعسكرية في سقوطها. لكن سقوط صنعاء كان مدوياً نظرا لأن تلك المواقع كانت تتحدث عن ان الدولة ستتصدى لجماعة الحوثي بحزم، وانها تنتظر ساعة الصفر، وتحدثت وقتها عن تحرك بوارج حربية ونصب صواريخ سكود، واستعدادات عسكرية، واستنفار غير مسبوق، لكنها كانت كلها تسريبات ذلك المطبخ للتهدئة الشعبية حتى ظهر ان سقوط صنعاء المدوي، واللغز المحير للداخل والخارج. يستمر هذا المطبخ في نشر شائعاته وفبركاته واستطاع السيطرة على أشهر قارئ اخبار محلي (صحافة نت) ليسيطر على محتواه الأخباري وتوجيهه لصالحه، فقام بحذف مواقع المؤتمر كاملة، والحراك الجنوبي، كما يقوم بإيقاف المواقع التي تتحدث عن خيانات الرئيس هادي او تفضح سياسته وسياسة نجله. صفقات شراء سياسة المواقع: التقارير تشير إلى ان مبالغ مالية طائلة تنفق شهريا لصالح تلك المواقع التي يدعمها مطبخ نجل هادي، تبدأ من 500 $ شهريا وتنتهي ب 3000 $ ناهيك عن صفقات البداية والتي قد تصل إلى عشرة ألاف دولار في البداية كما حصل مع قارئ الاخبار (صحافة نت). المواقع التي يديرها مطبخ نجل هادي، والمخصصات المالية: هناك العديد من المواقع التي يديرها نجل هادي بعضها شهيرة وبعضها متوسطة وهكذا .. ومن أشهر المواقع التي يديرها هذا المطبخ الإعلامي هي: موقع عدن الغد والتغيير نت وحشد نت والمشهد اليمني وهذه المواقع فقط لم يطلب منها سوى الكف عن التحدث عن مساوئ سياسة الرئيس هادي ونجله، وعدم التعريض بسياستهم، ويستلم أصحاب هذه المواقع ما بين الف إلى ثلاثة ألاف دولار شهريا. مواقع مهمتها فبركة الاخبار وتزويرها ومهاجمة جهات بعينها وهي: "اليمن الاتحادي – نبض الشارع – صوت الحرية – عدن الحقيقة – صوت الايام – الملف اليمني، البعث نت، الأضواء نت ) وتخضع فعلياً لتصرف مباشر من نجل هادي ويشرف عليها الإعلامي البعثي (علي الأسدي) وتتفاوت نسبة المبالغ المقدمة إلهيا ما بين الف إلى ثلاثة الاف دولار شهريا. هناك مواقع مهمتها مهاجمة الحراك الجنوبي منها: (عدن المستقبل – حياة عدن – بوابة حضرموت الاخبارية – يافع نيوز – عدن أوبزرفر – يمن فويس – فأحيانا يُستخدم لمهاجمة إعلاميين ومواقع مناوئة للمطبخ، وتارة للحراك وهكذا، وتستلم هذه المواقع نفس المبالغ المذكورة سابقاً شهرياً، كما أن هناك مواقع ناشئة ولا يلتفت لها . من يدير هذه المواقع: بعض المواقع يخضع رؤساء تحريرها لتواصل مباشر مع نجل هادي وبعضها يتم عبر وسطاء وكان أشهرهم هو رئيس تحرير صحيفة الاضواء (علي الأسدي) والذي أُطيح به لاحقا، كوسيط للمواقع وحل مكانه مؤسس موقع (صحافة نت) يسري الأثوري بحكم معرفته بالعديد من رؤساء التحرير المهمين – حد وصفه – الذين يتم استقطابهم، والشخص الثاني هو صلاح الصيادي رئيس تحرير موقع حشد نت، ويتسلم الأخير حوالي ثلاثة الاف دولار شهرياً لإدارة هذا المطبخ الإعلامي، كما ان مخصص يسري الاثوري مضاعف بسبب نشاطه في إيقاف المواقع المعارضة لسياسة نجل هادي وحذف الاخبار المتداولة تجاههما.