أفرجت السلطات السعودية، مساء الاثنين، عن الداعية محمد العريفي الذي اعتقلته سابقا علي خلفية انتقادات لمواقف الحكام وانقلاب مصر وقطار المشاعر المقدسة، بحسب ما ذكره وأكده كل من نجله وشقيقه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر». وكتب «عبد الرحمن»، نجل العريفي في حسابه على «تويتر»: «الحمد لله.. أبشركم والدي العزيز موجود في البيت الآن، ولله الحمد يارب العالمين». وكتب سعد – شقيق الداعية المفرج عنه والعضو بهيئة تدريس جامعة الملك سعود – بدوره على حسابه : «لكل من سأل نعم محمد أخي خرج.. والحمد لله». وكتب الصحفي السعودي «سلطان القحطاني» في حسابه على «تويتر» نقلا عن مصادره: «نقل العريفي لمقر إقامة خاص، بعدة شروط تم الاتفاق عليها، منها التوقف عن التغريد والندوات مؤقتا». ومنذ 8 أكتوبر الماضي، تم اعتقال العريفي، لدى عودته من الحج، بسبب تغريدة له انتقد خلالها أداء قطار المشاعر خلال موسم الحج الماضي «1435 هجرية»، وأكد الداعية السعودي «سلمان العودة» المقرب من «العريفي» الأنباء التي تناقلتها وسائل إعلام محلية حول احتجاز السلطات في المملكة للعريفي في وقتها. بدأ الجدل حول الداعية السعودي منذ أن أعلن تأييده لنظام الرئيس المصري المعزول «محمد مرسي» وحكومة الإخوان المسلمين، حيث سافر إلى مصر خلال فترة حكمه لإبداء الدعم له، ثم أتت بعد ذلك انتقاداته العلنية علي المنبر للحكام العرب، وكانت آخر التطورات حين كتب «العريفي» على حسابه الرسمي بموقع «تويتر» سلسلة تغريدات امتدح فيها جهود المسئولين عن موسم الحج، لكنه انتقد في أحدها ما يعرف ب«قطار المشاعر» بسبب عدم انضباط مواعيده وما ترتب عليه من ازدحام شديد وعدم القدرة على التعامل الصحيح مع الحشود، وتعطُّل بعض أبواب القطار، والمصاعد، والسلالم، وحالات الإغماء، الأمر الذي انتهى باحتجازه لدى السلطات منذ 8 أكتوبر الماضي وحتي مساء أمس الاثنين. كان مصدر رفيع المستوى في الرياض قد صرح لمصادر صحفية في وقت سابق أن اعتقال الشيخ «العريفي» لم يكن بسبب انتقاده لقطار المشاعر كما يتم تداوله، ولكن الاعتقال جاء بعد رفضه المشاركة في «خطة استخباراتية سعودية تستهدف المقاتلين في سوريا«. وبحسب المصدر فإن المخابرات السعودية قررت قبل عدة شهور تشكيل «جبهة علماء» لتكون مرجعية للمقاتلين في سوريا، على أن يكون الشيخ «العريفي» طرفاً في هذه الجبهة، وهو ما وافق عليه «العريفي» في البداية على أساس أنه سيسدي النصح والمشورة للمقاتلين في سوريا، دون أن يعلم بأن الأمر ليس سوى مؤامرة استخباراتية لتمرير «نصائح معينة الى المقاتلين السوريين، ومن ثم تحريك المعارك لصالح السعودية». وأضاف المصدر حينها: «سافر الشيخ العريفي، ومعه آخرون، إلى تركيا قبل أسابيع لتأسيس جبهة العلماء المخابراتية التي تهدف لتوجيه المقاتلين السوريين، وهناك اكتشف أن الأمر لا يعدو كونه مهمة استخبارية، وليس جبهة علماء تقدم النصح والمشورة بصدق للمقاتلين الذين يقاومون النظام السوري». وتابع المصدر: «كان العريفي يظن أن النظام في السعودية سيتيح له تقديم النصح والمشورة للمقاتلين السوريين، بمن فيهم أولئك الذين سيتم تدريبهم من قبل السعودية، وذلك من أجل محاربة الفكر التكفيري، لكنه اكتشف أن الفكرة لا تعدو كونها مؤامرة مخابراتية لتحقيق أهداف سياسية، حيث قرر حينها العودة الى المملكة وأبلغهم برفضه المشاركة في جبهة العلماء». وحسب المعلومات فإن «العريفي» عاد إلى المملكة وأدى فريضة الحج، وخلال تلك الفترة كانت المخابرات السعودية تحاول إقناعه بالانضمام لمؤامرة (جبهة العلماء)، إلا أن الشيخ رفض وأصر على رفضه، حتى اعتقلته المخابرات السعودية بعد انتهاء الحج وعطلة عيد الأضحى مباشرة. من جانبه كشف الإعلامي المصري محمد ناصر أنه تم عقد صفقة مع الشيخ محمد العريفي الداعية السعودي، في محبسه، تقضي بأن يتم الإفراج عنه وخروجه من السجن بلا قضايا ولا محاكمات، وذلك في مقابل ألا يفتح فمه مرة ثانية. وأوضح ناصر عبر برنامجه على إحدى الفضائيات المصرية أن العريفي سجن لانتقاده قطار الحرمين الموجود بمكةالمكرمة، والتي يتولى شؤونها الأمير مشعل بن عبد الله- ملك السعودية، وقال ساخرًا: «ميصحش تنتقد أمير مكة لأنه لا يقبل أن ينتقده أي أحد بمن فيهم العريفي، لأنه لا يخطئ فهو ابن الملك عبد الله»، مشيرًا إلى أن الأمير تركي بن عبد الله يتولى إمارة الرياض، التي تعد العاصمة التجارية للمملكة. وأضاف متهكمًا: «الأمير مشعل بن عبد الله ماسك العاصمة المقدسة مكة، والأمير تركي بن عبد الله ماسك الرياض العاصمة التجارية». ولفت إلى أنه يقال: إن «عدد العلماء المحبوسين في السجون السعودية ما بين 20 إلى 30 ألفًا»، وتساءل: «ليه ميطلعش مجموعة العلماء اللي حبسهم الملك عبد الله من زمان». وتابع متسائلا: «أين هيئة كبار العلماء في السعودية مما يحدث؟، موضحًا أن الملك السعودي أصدر توجيهًا وأمرًا ملكيًا بمعاقبة كل من ينتقد أو يسب أو ينال من الهيئة أو يجرحها»، مشيرًا إلى أن الملك عبد الله نفسه شتم الهيئة. وقال عليها بالنص: «علماؤنا كسالى ويصمتون وفيهم تخلف»، لافتًا إلى أن هذه أول مرة في تاريخ السعودية يسب الملك هيئة كبار العلماء. وأنهى قائلًا: «مبروك خروج الشيخ العريفي، ولكن لا تنتظروا أن يفتح فمه وينتقد الأمير مشعل أمير مكة أو الأمير تركي أمير الرياض».