قبل ثلاث سنوات كان معظم اليمنيون ينشدون دولة مدنية حديثة ثم تواضعت أحلامهم وتنازلوا عن كلمة (حديثة) نزولاً عند رغبة التسوية السياسية التي جمعت بين القديم المتجدد والجديد المتقادم.. ثم وقعت أحداث الثورة الحوثية 21 سبتمبر ووجد اليمنيون أنفسهم مضطرين للقبول بالأمر الواقع كما يقال، ولم يعد الهدف العام هو البحث عن دولة مدنية بقدر التفتيش عن دولة حتى بدون مدنية.. المهم دولة تقوم بالمهمة حتى لا ينهدّ المعبد فوق رؤوس الجميع.. فلتكن دولة دينية/ قبلية/ عفريتية.. أهم شيء دولة أمام الناس حتى لو كانت هشة وضعيفة وكسيحة.. حتى نصف دولة أو ربع أو ثُمن.. وحتى دولة بالوكالة لأي من الدول العشر أو (الإثنى عشر)! بيد أنه لم يتحقق أياً من تلك الخيارات السالفة، وبدلاً من البحث عن ما يمكن تسميته ب(الدولة) أمسينا اليوم نحلم ب(سلطة) فقط معروفة لدى الناس، تحافظ على الموجود (الحاصل) فنحن لم نعد نعرف من بيده سلطة البلاد والعباد.. هل هو الرئيس هادي؟ أم هي جماعة الحوثي؟ أم النظام السابق؟ أم مراكز نفوذ حزبية وعسكرية وقبلية؟! ماهو واضح ومؤكد أن اليمن حالياً بلا دولة وبلا سلطة!