يبدو أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تكيفت مع صعود نجم الحوثيين في اليمن، حتى إنها تواصل هجماتها على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في غمرة أعمال العنف التي تشهدها العاصمة صنعاء. وقالت الكاتبة باربارا سالفين في مقال نشره موقع «المونيتور» الإخباري -الذي يتخذ من واشنطن مقراً له- إن الولاياتالمتحدة تحتفظ بعلاقة استخباراتية مع جماعة الحوثي التي تسيطر على صنعاء العاصمة. وتأكيداً على وجهة النظر هذه، نقلت الكاتبة عن مايكل فيكرز مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الاستخبارات القول إن الحوثيين جماعة «تناصب القاعدة العداء، وهو ما ساعدنا على مواصلة تنفيذ بعض عملياتنا الخاصة بمكافحة إرهاب ذلك التنظيم خلال الأشهر الماضية». وبدا فيكرز غير متيقن من نوايا الحوثيين بعد استيلائهم على مؤسسات الدولة ومحاولتهم حكم بلد ممزق كاليمن، وفي ذلك يقول «لا أدري إن كان هدفهم الاستيلاء على الدولة وممارسة نفوذهم وإعادة صياغة البلد على النحو الذي يرون أنه يتوافق أكثر مع مصالحهم». ووفقاً للخبير في شؤون اليمن بمعهد الشرق الأوسط شارلس شميتز، فإن الحوثيين رغم أنهم كانوا سعداء بتنحي الرئيس السابق على عبد الله صالح عن السلطة، فإنهم ضاقوا ذرعاً بحكم خلفه الرئيس عبد ربه منصور هادي. وفي رأي كاتبة المقال، فإن العديد من اليمنيين أبدوا تبرمهم من إخفاق هادي في إقامة نظام انتقالي يقوم على العدل واستئصال شأفة الفساد. وساد خلاف كبير بشأن قرار هادي تقسيم البلاد إلى ستة أقاليم، "وهو ما من شأنه إضعاف الحوثيين والانفصاليين الجنوبيين على حدٍّ سواء". وقد اتهم أنصار هادي الحوثيين بأنهم عملاء لإيران وأنهم أشبه ما يكونون بحزب الله اللبناني. غير أن شميتز يخالف هذا الرأي، إذ يعتقد أن الحوثيين كانوا سيتمردون على الحكومة سواء بدعم من إيران أو بدونه. وقال إن دور إيران «ليس أساسياً، وإن الحوثيين لا يتلقون تعليمات منها"، مضيفاً أن أجندة الجماعة المناوئة لتنظيم القاعدة تتوافق مع المصالح الأميركية والإيرانية معاً تماماً مثلما تقف الولاياتالمتحدةوإيران والمجموعات المدعومة من طهران جنباً إلى جنب في العراق ضد تنظيم الدولة الإسلامية». ويرى شميتز أن دعم جماعة الحوثي الهجمات الأميركية ضد تنظيم القاعدة في اليمن هو من قبيل "تحالف المصالح"، قائلاً إن الجزء الصعب الآن يكمن في «التفاوض بحصافة مع السعوديين وإقناعهم بالموافقة على أن يكون للحوثيين مزيد من النفوذ في الحكومة اليمنية»، ومؤكداً في الوقت نفسه أنه ربما لا تكون للسعوديين خيارات كثيرة.