قال الكاتب والمحلل السياسي علي البكالي إن ما قام به الحوثيين من إعلان دستوري يظهر أنهم كغيرهم من المليشيات تبقى متهورة وتستخدم طرق مختلفة لتدمير العملية السياسية دونما واعي لما بما تقوم به. وأكد البكالي في حديث خاص ل «الخبر» اتضاح دور الرئيس السابق علي صالح في عملية الانقلاب، مشيراً إلى أن كل وحدات الجيش والأمن الموالية للرئيس السابق صالح وحزبه، وانحيازها للمليشيات في المرحلة السابقة كان لغرض ضرب الخصوم السياسيين لصالح، وها هي اليوم تغيب عن المشهد الانقلابي رغم انه دورها الحصري لتكون هي المنقذ غداً إذا ما خرج الشعب في ثورة غاضبة. وأضاف البكالي: «جاء هذا الاعلان الدستوري بمثابة البروفة الأولية لرفع سقف المخاطر التي تدفع بالشعب للخروج إلى الشارع رفضاً للمليشيات وإعلانها الدستوري وهو ما سيستدعي ظهور قوة الجيش والأمن من جديد ملبية لنداء الشعب، وحينها يستكمل الانقلاب عبر مجلس عسكري». وأوضح أن الإعلان الدستوري مجرد بروفة أولية للمجلس العسكري الذي يخطط له صالح خلال الأيام القادمة، منوهاً بأنه وعند إعلان المجلس العسكري سيكون هناك إعلان دستوري جديد أو أن تحال الأمور من قبله إلى البرلمان. وأشار إلى أن هذا الاعلان الانقلابي المليشاوي جاء ليقدم صالح وحزبه كمنقذ لليمن والمملكة والخليج من المليشيات الحوثية الموالية لإيران، وذلك بعد أن تمكن صالح من تقديم القوى السياسية الأخرى بصورة ضعيفة وهزيلة وغير قادرة على الفعل. وتوقع البكالي أن يسعى صالح خلال الساعات القادمة إلى استدراج القوى السياسية للتحالف ضد المليشيات الحوثية التي أقدمت على الاعلان الدستوري، وفي ذات الوقت سيظل ممسكاً بالمليشيات لتخويف وتهديد القوى السياسية وقمع أي حركة باتجاه التغيير والثورة الفعلية. وعن مهمة المبعوث الأممي جمال بن عمر قال إن مهمته خلال الأسبوعين المنصرمين كانت تتمثل في إبراز القوى السياسية المدنية في صورة المعطل والمعرقل لأي عملية تسوية سياسية تنهي الفراغ السياسي بحيث تبدو خطوات الحوثي ضرورة ملحة لسد حالة الفراغ السياسي، ومن ثم يتم تعديلها بعودة الأمور إلى صالح وحزب المؤتمر لترجيح الكفة. واعتبر البكالي مغادرة بن عمر لحظة الإعلان الحوثي إلى المملكة بغرض اقناع الملك والسلطة السعودية أنه لا مخرج للمشكلة إلا باستعادة التحالف مع صالح وحزبه فهو القادر على مواجهة هذه المليشيات التي باتت تهدد اليمن والمنطقة لحساب المطامع الايرانية. وبيّن أن هذا السيناريو متكاملا يندرج ضمن اللعبة الأمريكية التي انتهجتها لإعادة إنتاج الأنظمة السابقة في كل دول الربيع العربي. ولفت إلى أن الرئيس السابق استطاع وضع القوى السياسية والمجتمعية والاقليم بين خيارين إما الحرب الأهلية بنكهة طائفية ومناطقية وجهوية وستكون متعددة الوجهة والاتجاه، وستفتح باب للتدخلات الخارجية لدعم أدوات ووسائل عنيفة غير سياسية ستخلق دوامات صراع دموي طويل المدى يقضي على الخيارات السياسية ويسمح بعودة النظام السابق دون منافس. وأفاد بأن الخيار الثاني هو القبول بصالح وحزب المؤتمر كخيار وحيد لإدارة المرحلة، وسيقدم صالح نفسه وحزبه ووحدات الجيش والأمن بحاجة ماسة لدعم القوى السياسية لخوض المواجهة مع المليشيات، وهو ما سيدفع بالقوى السياسية للمساهمة في عودة الزخم الثوري ضد المليشيات، وستكون النتيجة الرجوع لصالح وحزبه وأفراد الجيش والأمن المولي له، وهنا يمكن القول أن كل الطرق تؤدي إلى روما. واختتم البكالي حديثه بدعوة كل القوى السياسية لضرورة التقارب والتحالف فيما بينها سريعاً بما فيها الرئيس صالح وحزب المؤتمر للاتفاق على موقف موحد، منوهاً بأن القوى السياسية لن تجد مسلكاً غير المسلك الدستوري الذي يجب التوافق عليه سريعاً للخروج من الأزمة الراهنة.