تجددت المواجهات بين مسلحين حوثيين وآخرين من المقاومة الشعبية التابعة للحراك الجنوبي (موالين للرئيس عبد ربه منصور هادي)، صباح اليوم الأربعاء، في مدينة عدن، جنوبياليمن. وأفادت مصادر محلية أن مواجهات اندلعت صباح اليوم، بين مسلحي الحوثي وآخرين من المقاومة الشعبية، في أحياء المنصور والعريش وخور مكسر من مدينة عدن، مستخدمين فيها الدبابات، والأسلحة المتوسطة والخفيفة. ولجأت قوات صالح والحوثي إلى الانتقام من المدنيين في محافظة عدن عقب أيام من محاولات فاشلة لاقتحام المدينة. وقال سكان محليون بخور مكسر والعريش وكريتر والمنصورة إن عدد من القذائف سقطت على منازلهم بصورة عشوائية، اليوم الاربعاء، مخلفة عدد من الجرحى، وفقا ل «عدن الغد». وأكد شاهد عيان أن القوات الموالية لصالح والحوثيين تحاول منذ الصباح الباكر التوغل وسط خور مكسر عبر خط ساحل ابين لكنها تواجه بمقاومة عنيفة للغاية، وتلجأ هذه القوات إلى تنفيذ أعمال قصف تستهدف الاحياء السكنية في خور مكسر. من جانبه قال القيادي في المقاومة الجنوبية عبدالرحيم العولقي، إن المقاومة الجنوبية ومعهم عناصر الحراك الجنوبي واللجان الشعبية التي بقيت في عدن، خاضت معارك طاحنة مع الحوثيين في منطقة العريش ومحيط المطار ومعسكر بدار ودار سعد، ما أجبر الحوثيين على التقهقر. وأضاف: «اكتشفنا أن الحوثيين حفروا خنادق تحت الأرض من مطار عدن إلى معسكر بدر ومنه إلى معسكر الصولبان قوات الأمن الخاصة الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، لعملية مدبرة مسبقاً للسيطرة على المطار ومناطق أخرى في عدن، وكانوا يستخدمون هذه الخنادق في عمليات كر وفر ودمرنا جزءاً منها وسندمر ما تبقى». وأكد العولقي، في تصريحات لصحيفة «السياسة» الكويتية، أن أكثر من 47 من عناصر المقاومة الجنوبية قتلوا منذ بدء التصدي للحوثيين في عدن قبل 5 أيام، في حين أن عدد قتلى الحوثيين خلال المواجهات يزيد كثيراً عن هذا العدد. وقال: «إن الحوثيين في حالة انهيار تام ولم يكونوا يتوقعون أن نواجههم بكل هذا الصمود وهذه القوة». إلى ذلك أعلن قائد اللجان الشعبية الجنوبية في محافظة عدنجنوباليمن أحمد الميسري, أن ما يحدث في محافظة عدن هو حملة شرسة من قبل الحوثيين ومن والاهم على أبناء عدن, حيث يحاولون بما تبقى لديهم من قوة إحكام السيطرة على عدن, ولكن اللجان الشعبية والمواطنين يتصدون لهم بكل بقوة ولن يسمحوا بذلك. وأكد الميسري لذات الصحيفة أن المعارك مازالت مستمرة عند مداخل عدن وفي محيط المطار, وقوات الحوثيين ودباباتهم لم تستطع كسر صمود أبناء عدن. وأضاف إن «عدد القتلى في صفوف الحوثييين كبير, أما القتلى في صفوف اللجان الشعبية الجنوبية والمواطنين الجنوبيين فهم قليل لسبب بسيط وهو أن الحوثيين أتوا بأناس بينهم أطفال لا يعرفون عدن وبعضهم يقتلون قبل أن يستخدموا بنادقهم بعد أن أحضرهم الحوثي في سيارات مدنية وحافلات». ونفى المسيري وجود جنوبيين في صفوف الحوثيين, قائلاً: «إذا وجدنا جنوبياً واحداً يقاتل في صفوف الحوثيين أبناء الجنوب فسيكون مصيره الموت, ولا أعتقد أن جنوبياً يتجرأ ويتواطأ مع الحوثيين ويساعدهم على احتلال أرضه واستباحة عرضه». واستبعد الميسري, سقوط عدن في يد الحوثيين, قائلاً: «هذا من سابع المستحيلات لأن قوتهم الضاربة التي بدأوا بها لم تعد اليوم كما كانت, لأن حاجز الخوف انكسر لدى المواطنين في عدن وباتوا يتقدمون صفوف المقاتلين, وقد نشأت مجموعة من المقاتلين الشباب المتطوعين وشكلوا في مربعاتهم جبهات قتال للتصدي للحوثيين الذين لم يتجاوزوا منطقة دار سعد ولم يتمكنوا من إحكام السيطرة على مطار حتى الآن, كما أن الضربات التي توجهها طائرات عاصفة الحزم رفعت معنويات الجنوبيين وكسرت المعادلة وأضعفت قوات الحوثيين بما فيها قواتهم الآتية من اتجاه منطقة العلم حيث قصفتها طائرات التحالف في مقدمتها». ودعا الميسري إلى تكثيف طيران التحالف من غاراته على الحوثيين, ليتكفل مقاتلو اللجان الشعبية والمواطنون بالمواجهة على الأرض، ورأى أن التدخل البري لقوات عربية في عدن لم يحن وقته بعد. وتابع: إن« 100 حوثي قتلوا خلال اليومين الماضيين في مواجهات مع أبناء محافظة الضالع», مشيراً إلى أن أبناء الضالع يقدمون صورة أسطورية من صور التصدي للحوثيين. وأشاد الميسري بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وقادة دول مجلس التعاون على موقفهم الأخوي الرائع مع أبناء اليمن عامة, قائلاً إن «هذا الموقف سيبقى دينا في أعناقنا».