قال مراقبون إن تصريحات خالد بحاح، نائب الرئيس هادي، الحاثة على وقف فوري للمعارك في عدن تحمل إشارات إلى حل سياسي يقوم على إزالة مخلفات الانقلاب الحوثي والعودة إلى المربع الأول، أي ما قبل سقوط صنعاء قبل البدء في أي حوار. وأشاروا إلى أن بحاح، الموجود حاليا في السعودية، لا شك أنه تلقى الضوء الأخضر لإطلاق التصريحات القوية تجاه الحوثيين وحليفهم صالح، لافتين إلى أن ما جاء على لسانه يعكس شروط الرياض لأي حل. وأعلن خالد بحاح في أول مؤتمر صحفي عقب توليه منصبه الجديد «يجب أن يعود الرئيس هادي والحكومة إلى عدن قبل أي مبادرات للسلام»، مضيفا: إنه «لا حديث عن أي مبادرات قبل وقف القتال في اليمن خاصة في عدن، فهي مفتاح الحل والسلام». وأكد بحاح على ضرورة أن يسبق أي مبادرة وقف لإطلاق النار في عدن، وأن يعود إليها الرئيس الشرعي، ردا على تسريبات تحدثت عن مبادرة وراءها عبدالله صالح تقضي بإخراج الميليشيات من صنعاءوعدن، وإجراء حوار في ظل المبادرة الخليجية. ونقلت مصادر أن صالح وأبناءه اقترحوا محافظ صنعاء رئيسا للوزراء، وعرضوا تشكيل مجلس رئاسي برئاسة خالد بحاح. كما أنهم اقترحوا عبدالله ضبعان وزيرا للدفاع، وأن ذلك تم بالاتفاق مع الحوثيين. وهي المبادرة التي مثلت محور جولة وزير خارجية اليمن الأسبق أبوبكر القربي إلى كل من واشنطن وموسكو ولندن ثم جيبوتي التي قد تكون مكانا لمفاوضات بين الفرقاء. ولم تكن مطالبة النائب الجديد للرئيس اليمني بوقف لإطلاق النار أمرا في المطلق، بل تركزت على دعوة الميليشيا الحوثية وقوات صالح إلى الانسحاب الفوري من عدن بوصفها العاصمة المؤقتة، ولم تشر إلى الغارات اليومية لعاصفة الحزم. وبخصوص مستقبل الحوار في اليمن، سجل بحاح أنه "يجب أن نجلس على طاولة الحوار المتكافئ وعلى الحوثيين وصالح تطبيق القرارات الدولية فورا"، في إشارة إلى القرار الأخير لمجلس الأمن الذي ألزم الحوثيين وصالح بالانسحاب إلى ما قبل السيطرة على صنعاء في 21 سبتمبر الماضي. وأعلن أن الحوثيين جزء من النسيج الاجتماعي في اليمن ونرحب بكل من يرمي السلاح منهم ويتحول إلى مكون سياسي. وقابل الحوثيون هذا التصريح بإعلان قبول الدخول في الحوار دون اشتراط وقف القصف الذي تنفذه قوات التحالف العربي على مواقعهم. وقال محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي: «لازلنا ندعو إلى العودة إلى طاولة الحوار، تحت أي ظرف من الظروف، دون شروط مسبقة، فوقف العدوان ليس شرطا لاستئناف الحوار»، في إشارة إلى عملية عاصفة الحزم. وأعرب بحاح، من جهة أخرى عن أمله في تفادي شن حملة برية للتحالف العربي باليمن، قائلا «نحن لا نزال نأمل في ألا تكون هناك أي حملة.. أي حملة برية تماشيا مع الضربات الجوية هذا ما نأمل به ونأمل أن الشعب اليمنى يفهم ذلك». وقال مراقبون إن نائب الرئيس اليمني يراهن على أن تحقق الشروط السابقة (انسحاب الحوثيين من عدن وعودة الرئيس هادي إليها، والبدء في حوار على أساس قرار مجلس الأمن) يلغي المبررات التي يمكن أن تعتمدها دول التحالف للبدء بالتدخل البري. وكان خبراء ومحللون رجحوا في تصريحات ل «العرب» أن يكون الهدف من المناورات المصرية السعودية الاستعداد لتدخل خاطف في اليمن، وليس تدخلا شاملا ولوقت طويل.